بحر الوافر ودائرته العروضية

بحر الوافرهو من دائرة المؤتلف والتي أنتجت 3 بحور هي ( الوافر والكامل والمتوفرأو المعتمد ) في دوائر عروض الفراهيدي.
أهمل المتوفر أو المعتمد منها واستخدم الوافر بشروط كما استخدم الكامل أما المهمل فهو ( 3 تفعيلات هي فاعلاتنُ ) بتحريك ن فاعلاتن وهذا هو الإختلاف بين البحر المهمل وبحر الرمل التام.
وبحر الوافر حسب دائرته العروضية في دوائر الفراهيدي هو :

مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن ( مرتان )

لم يستعمل تاما صحيحا , وإن استعمل دخل عروضه و ضربه القطف ( حذف السبب الخفيف من آخر التفعيلة ثم تسكين ثاني السبب الثقيل)
مفاعلتن ---> مفاعلَ - --> مفاعلْ ---> فعولن

و له عروضان :

1- عروض مقطوفة : مفاعلتن ---> فعولن و لها ضرب واحد مقطوف مثلها
و سيفيَ كان في الهيجا طبيبا ... يداوي رأسَ من يشكو الصّداعا
مفاعلتن مفاعلتن فعولن ... مفاعلتن مفاعلتن فعولن

2- عروض مجزوءة : مفاعلتن ولها ضربان :

أ- ضرب صحيح : مفاعلتن
هيَ الأيّامُ و العبرُ ... وأمرُ اللهِ ينتظرُ
مفاعلتن مفاعلتن ... مفاعلتن مفاعلتن

ب - ضرب معصوب : تسكين الحرف الخامس : مفاعيلن
أعاتبُها و آمرُها فتغضبُني و تعصيني
مفاعلتن مفاعلتن ... مفاعلتن مفاعيلن

الحشو : يدخله العصب : مفاعلتن ---> مفاعيلن و العقل : مفاعلتن ----> مفاعتن –---->مفاعلن
و تراعى المعاقبة بين عصب لام مفالتن و حذف نونها فإذا وجد احجهما سلم الآخر

التغيير : العصب : إسكان الخامس المتحرك : مفاعلتن ----> فاعيلن
القطف: مفاعلتن – مفاعلْ ----> فعولن
العقل: حذف الخامس المتحرك : مفاعلتن ----> مفاعتن -- --> مفاعلن




وعلى نفس الإفتراض بأنه لم يستخدم تاما , وإن استخدم فأن عروضته تكون مقطوفة أي ( فعولن ) وهو بحذف سبب خفيف من آخر التفعيلة , وتسكين الخامس المتحرك في السبب الثقيل.
والسؤال الأن إن لم يستخدم البحر تاما بتفعيلااته السباعية الثلاثة كما وردت وإن استخدم قالت عنه كتب العروض أنه ( شاذ ) فإذا كان التام شاذا فلماذا لا نستخدم المستعمل كبحر مستقل , ونرى إمكانية تدويره في دائرة عروضية لا علاقة لها بدائرة المؤتلف .
ولقد قمت بتدويره وأنتج البحور التالية:


1 - مفاعلتن مفاعلتن فعولن ( البحر الأساس )
( وتد مجموع + سبب ثقيل + سبب خفيف , وتد مجموع + سبب ثقيل + سبب خفيف , وتد مجموع + سبب خفيف )

2 - فاعلن متفاعلن متفاعلن
( سبب خفيف + وتد مجموع, سبب ثقيل + سبب خفيف + وتد مجموع , سبب ثقيل + سبب خفيف + وتد مجموع )

3 - فعولن مفاعلتن مفاعلتن
( وتد مجموع + سبب خفيف, وتد مجموع + سبب ثقيل + سبب خفيف , وتد مجموع + سبب ثقيل + سبب خفيف )

4 - فاعلاتن مفاعلتن فعولنُ
( سبب خفيف + سبب مجموع + سبب خفيف, وتد مجموع + سبب ثقيل + سبب خفيف, وتد مجموع + سبب ثقيل )

5 - متفاعلن فاعلن متفاعلن
( سبب ثقيل + سبب خفيف + وتد مجموع, سبب خفيف + وتد مجموع, سبب ثقيل + سبب خفيف + وتد مجموع )

6 - مفاعلتن فعولن مفاعلتن
( وتد مجموع + سبب ثقيل + سبب خفيف, وتد مجموع + سبب خفيف, وتد مجموع + سبب ثقيل + سبب خفيف )

7 - فاعلن متفاعلن فاعلاتنُ
( سبب خفيف + وتد مجموع, سبب ثقيل + سبب خفيف + وتد مجموع, سبب خفيف + وتد مجموع + سبب ثقيل )

8 - متفاعلن متفاعلن فاعلن
( سبب ثقيل + سبب خفيف + وتد مجموع, سبب ثقيل + سبب خفيف + وتد مجموع, سبب خفيف + وتد مجموع)


1 - مفاعلتن مفاعلتن فعولن ( وهو البحر الأول والأساس فس هذه الدائرة )


وفي هذه البحور الثمانية أشير إلى أن:

1- البحر الأول ( مفاعلتن مفاعلتن فعولن ) وهو بحر الوافر المشروط في عروض الفراهيدي والمتداول حاليا في النظم.

2 - البحر الثامن : متفاعلن متفاعلن فاعلن
وهذا من مشتقات بحر الكامل

لا تَعجَبي يا سَلْمُ منْ رجُلٍ ..........ضَحِكَ المَشيبُ برأسهِ فَبَكى

3 - البحر الخامس: متفاعلن فاعلن متفاعلن
و فيما لو أضمرت تفعيلة ( متفاعلن الأولى والثانية )
ليصبح :
مستفعلن فاعلن مستفعلن
أليس هذا من مشتقات بحر البسيط وهو المجزوء ؟

ظالمَني في الهَوى لا تَظلُمي ... و تَصرُمي حَبلَ منْ لمْ يَصْرُمِ
مفتعلن فاعلن مستفعلن ... متفعلن فاعلن مستفعلن


وإذا استعرضنا هذه البحور وما يمكن أن ينظم عليه :
1 – البحر الأول: مفاعلتن مفاعلتن فعولن
هو كما ورد في بحر الوافر المشروط والمتعارف عليه.

2 – البحر الثاني: فاعلن متفاعلن متفاعلن
ما أنا مُتقرِّبٌ لِحَبيبَتي ... وَفُؤادِيَ غاضبٌ مُتمرِّدُ

3- البحر الثالث: فعولن مفاعلتن مفاعلتن
بِلادي وإنْ عَصفَت عَمائمُهم ... تَثورُ وَتَقطعُ رأسَ مَرجِعِها

4- البحر الرابع: فاعلاتن مفاعلتن فعولنُ
يا حَبيبي وَحُبُّكَ في فُؤادي ... نَبَضَاتُ الحَياةِ فَلا تُجافِ

5 – البحر الخامس : متفاعلن فاعلن متفاعلن
بِمُحَمَّدٍ أمَّتي تَتَوحَّدُ ... وبِهِ سُموٌّ لَنا يَتَجدَّدُ
هذا بالإضافة لما ورد أعلاه في إمكانية تسكين الثاني المتحرك في متفاعلن في الشطرين لتصبح ( مستفعلن )
وهو أحد مشتقات بحر البسيط.

6- البحر السادس: مفاعلتن فعولن مفاعلتن
بِواحَتِنا نَسيرُ إلى القِمَمِ ... بِأشعارٍ ونَثرٍ وبالهِمَمِ

7 – البحر السابع : فاعلن متفاعلن فاعلاتنُ
اسْمَها كَتبَتْ, وَبِاسْمي تُنادي ... فِتنَةً وَتَجذَّرتْ في فُؤادي

8 – البحر الثامن : متفاعلن متفاعلن فاعلن
لِسَميرِ واحَتِنا تَحيَّتُنا ... كَلُماً وشِعراً صِيغَ منْ ذَهَبِ

هذا إضافة لما ورد أعلاه عن البسيط المجزوء.

فإذا كان بحر الوافر الذي نظمت عليه العرب كما جاء مشروطا فأنا أرى الأولى أن نعتمده بحرا أساسا لدائرة عروضية جديدة هي الدائرة التاسعة, لأنه سبق وأن طرحت استنباطا لدائرتين هما السادسة والسابعة , كما استنبط الأخ الشاعر محمد السحار الدائرة الثامنة.

وأنا سأسميها هنا ( دائرة الوافر ) وهي الدائرة التاسعة.

أما البحر التام المشتق من دائرة المؤتلف , فهو كما قالت العرب بحر شاذ ولم يصلنا نظم عليه, ويبقى في دائرة المؤتلف , بحرا مهملا وادخال المجزوء هنا, او اعتماده بحرا مجزوء وجوبا ( مفاعلتن مفاعلتن ) وابقائه في دائرة المؤتلف.

وأعود إلى القواعد المشتقة من ساعة البحور التي اعتمدها الأستاذ خشان خشان وهي:

فيما يلي تلخيص لها بصيغة أخرى ولندعها قواعد ساعة البحور.

ق1 : قاعدة التناوب بين السببي والوتدي : لا يجتمع وتدان أصيلان

ق2 : لا يجتمع أكثر من ثلاثة أسباب في الشعر العربي، وعندما تكون في الحشو فهي مقصورة على دائرة المشتبه وعلى المحاور 11-10-9
ذات التفاعيل السباعية. وبالتالي فهي تتنافي مع وجود التفاعيل الخماسية.

ق3 – الوتد المفروق لا يكون إلا في دائرة المشتبه، وهو واحد لا يتكرر في الشطر ويتنافى وجوده مع وجود التفعيلة الخماسية
سواء كانت فاعلن 2 3 أو فعولن 3 2 ، أي لا يكون إلا في بحور مكونة من تفاعيل سباعية.

ق4 - السبب الثقيل لا يكون من الحشو إلا في بحري دائرة (هـ - المتفق) الكامل والوافر إذ يتنافي مع التفعيلة الخماسية سواء كانت فاعلن 23
أو فعولن 3 2 (يستثنى مقطوف الوافر فهو يتبع حكم التام) ، أي لا يكون إلا في بحور مكونة من تفاعيل سباعية. ويسري التنافي في حال بداية
البحر ب 2 3 حتى لو كانت تفاعيله سباعية ( الرمل )

ق5 – حيثما وجد وتد سبب وتد 3 2 3 بل وحيث وجدت تفعيلة الخماسية سواء كانت فاعلن 2 3 أو فعولن 3 2
ينتفي وجود السبب الثقيل (2) والوتد المفروق3 =2 1

ق 6 - لا يجتمع السبب الثقيل والوتد المفروق أبدا

ق7 - الجمع بين القول بتبني مرجعية الخليل وتخطي هذه الأحكام متناقض ذاتيا ولا حيلة منطقية فيه.


وهنا أود أن أرد فيما يخص هذه الدائرة:

ق 1 : لا يوجد اجتماع لوتدين أصيلين.

ق 2 : لا يوجد اجتماع لثلاثة أسباب على التوالي.

ق 3 : لا يوجد وتد مفروق.

ق 4 : وجود السبب الثقيل هنا هو بسبب ارتباط هذه الدائرة بدائرة المؤتلف وأساسها هو بحر الوافر المشروط.

ق 5 : لا يوجد سبب ثقيل ووتد مفروق , لأن الدائرة ليس فيها وتد مفروق. والتفعيلة الخماسية تتكون أصلا من وتد مجموع وسبب خفيف كما هو الحال في بحر الوافر المشروط.

ق 6 : لم يجتمع وتد مفروق وسبب ثقيل.

ق 7 : استنباط هذه الدائرة اعتمد أصلا على قواعد الفراهيدي , وبحر الوافر المشروط بالشكل الذي اعتبر هو البحر وماجاء تاما إلا كان شاذا. أي إن الدائرة استنبطت من بحر أوجده الفراهيدي وهما البسيط والكامل.

أما ما يتعلق بالذائقة العربية , فالدائرة اعتمدت على بحر الوافر المشروط وليس الشاذ , كما أثبتت علاقتها بمشتقات بحرين معتمدين في عروض الفراهيدي.
تم إيراد بيت واحد كنموذج وشاهد لكل بحر.

أما الزحافات الجائزة في بحور الدائرة فهي الزحافات التي جازت فيما شابهها وبصورة عامة يمكن أن تكون :
متفاعلن : مستفعلن , متفعلن , مفتعلن
مفاعلتن : مفاعيلن , مفاعيل , مفاعلن
فاعلاتن , فعلاتن , فاعلات
فاعلاتنُ : فاعلاتن , فعلاتن ( لأنها تأتي في العروضة والضرب للبحر الرابع والسابع , فالقاعدة أن يسكن الحرف السابع في التفعيلة لتكون فاعلاتنْ ) وهذا ما أوردته في الأبيات التي أوردتها.
فاعلن : فعلن
فعولن : فعول


أشكركم لسعة صدركم , وأعتذر عن الإطالة وأرحب بأي رأي أو نقاش أو اقتراح.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته