" ناقصٌ في نفسهِ مكتملٌ في غيره "

ظــــلَّ يـبـكِـي ولا عُــيـونَ لَـــهُ
خـــوَّلَــتْ فِـــيــهِ مَــــا تــخـوَّلَـهُ

لَــثــمَ الــنَّــارَ لَــهـفَـةً فـسَـقَـى
ظَــمــأً فِـــي الـحَـريـقِ أثـمَـلَـهُ

كــلَّـمَـا فِــيــهِ بَــخَّــرتْ شَــفَــةً
أَجَّــجـتْ فِـــي عُـــلاهُ أسـفَـلَـهُ

وَهْــــوَ فِــــي ظِــلِّــهِ يُــطــارِدُهُ
تَـــارِكًــا فِـــيــهِ مَـــــنْ تـمـثَّـلَـهُ

يَــــتـــرَاءَى بِــــكُـــلِّ نَــاحِــيَــةٍ
شَــبـحًـا مِـــنْ عَــمَـاهُ شـكَّـلَـهُ

فَـعـلَـى وَجــهِـهِ نَــمـتْ صُـــوَرٌ
قَـبَّـحَـتْ فِــي الـعُـيُونِ أجـمَـلَهُ

وَمَـــرايَــاهُ أَصــبَــحَـتْ أَثـــــرًا
لــلــذِي فِـــي خُــطَـاهُ أرسَــلَـهُ

لَـيـسَ يــدْرِي لِــمَ الـدُّمُـوعُ بِـهِ
لـــمْ تُـــزِحْ عَــنـهُ مَـــا تـسـلَّـلَهُ

عَـاشَ فِـي نَـقْصِهِ يَـفتِّشُ عَـنْ
آخَــــرٍ فِــــي سِــــوَاهُ أَكـمَـلَـهُ

وَاثِـبًـا فَــوقَ جُـرْحِهِ يـتنَامَى -
عَــلَــى الــنَّــزفِ كَـــي يـدمِّـلَـهُ

فَــنـكَـا دَمــــعَ عَـيـنِـهِ فَـهَـمَـى
ذَائــبًــا حَــيــثُ كَـــانَ أغـفَـلَـهُ

لـــمْ يـكُـنْ يَـفـهَمُ الـبُـكاءَ فـمَـا
كَــــانَ أغــبَـاهُ حــيـنَ أعـجَـلَـهُ

قَــطــرَةٌ تِــلــوَ قَــطـرَةٍ مـنَـحَـتْ
سَــيــلَــهُ كُـــــلَّ مَـــــا تـــأوَّلَــهُ

بَــــاعَ لـلـحُـزنِ عَـيـنَـهُ فـــرَأى
دَمــعَــهُ فــــي الــدُّمـوعِ بـلَّـلَـهُ

وهْوَ فِي حُزنِهِ الرَّتيبِ يَعضُّ -
يَـــدَ الــيَـأسِ .. لَــيـتَ أجَّــلَـهُ

مُــنـذُ أخــفَـاهُ عَــادَ مِـنـهُ بِــلَا
شــكــلِــهِ رافِـــضًـــا تــحــوُّلَــهُ

أَيــــنَ ألــقَـاهُ ؟ ظـــلَّ يـسـألُـهُ
عَــجِـبًـا مِــنــهُ كَــيـفَ أهـمَـلَـهُ

ظَــلَّ يَـبـنِي عَـلَى الـتَّوَسُّلِ مَـا
هَـــــدَّهُ فِـــيــهِ مَـــــا تــســوَّلَـهُ

قَــاذِفًــا كُــــلَّ ضَــعْـفِـهِ بِــيَــدٍ
لَـــمْ تُـطِـقْ حَـمـلَ مَــا تَـحـمَّلَهُ

وَكَــــأنَّ الأقـــدَارَ قَـــدْ عَــبَـرَتْ
مِـــــــنْ رَجَـــاءَاتِـــهِ لِــتــخـذُلَـهُ

فـمَـضَـى يَــدْفَـعُ الأَنِـيـنَ إلَــى
آخِـــــرٍ فِـــيــهِ صَـــــارَ أوَّلَــــهُ