" حقيقةٌ من ملامحِ الأضداد "

خَطَفَتْكِ الظُّنُونُ قَبْلَ الأَيَادِي
فَتَفَرَّقْتِ فِي قُلُوبِ العِبَادِ

وَتَخَيَّلْتِ فِي الهَوَى كُلَّ مَنْ نَا
جَاكِ مِنْ خَافِقِي عَلَيكِ يُنَادِي

حِينَ جَلَّيتِ فِي عُيُونِكِ مَا أَخْــ
فَيتِ بِي مِنْ تَعَدُّدِ الأَجْسَادِ

نَعَمٌ .. قَدْ أَصَبْتِ فِي ظَنِّهِمْ جَمْــ
ـــعًا وَأَخْفَقْتِ فِي ظُنُونِ انْفِرَادِي

فَاسْأَلِي الشَّكَّ مَنْ إِلَى زَيْفِهِ انْحَا
زَ وَأَحْيَاهُ فِي صُدُورِ الجَمَادِ

وَاسْأَلِيهِ ، عَنِ اليَقِينِ لِمَاذَا
ظَلَّ فِي القُرْبِ يَسْتَفِزُّ ابْتِعَادِي

حِينَ سَاوَيتِ فِي الهَوَى بَيْنَ ضِدَّيْــ
ـــنِ ، أَحَالَا إِلَى العَمَى تِعْدَادِي

مُنْذُ أَنْ عَانَقَ الفَراغُ خَوَائِي
فِيكِ ،كَذَّبْتِ فِي انْقِبَاضِي امْتِدَادِي

وَتَصَوَّرْتِ أَنَّنِي فِي مَرَايَا
كِ تَمَثَّلْتُ فِي قَلِيلِي ازْدِيَادِي

إِنْ يَكُنْ أَطْفَأَتْ غُيُومُكِ شَكْلِي
قَدْ تَوَلَّى أَشْبَاهُ ظِلِّي اتِّقَادِي

كِيْفَ أَخْشَى تَسَرُّبِي مِنْكِ مَا دَا
مَ امْتِلَائِي يَحُولُ عَنِّي نَفَادِي

سَوْفَ تَبْقَيْنَ مِنْ وَرَاءِ جِهَاتِي
تَتَنَامِينَ فِي دُرُوبِ ارْتِيَادِي

وَتَظَلِّينَ خَلْفَ صَوْتِي مَعَ الذِّكْــ
ـــرَى تَلُمِّينَ مِنْ صَدَاهُ ارْتِدَادِي

فَانْزِعِي مِنْ وُجُوهِهِمْ صُوَرِي كَي
تُبْصِرِي فِي مَوَاتِهَا مِيلَادِي

وَاجْمَعِي فِي حَقِيقَتِي وَجْهَ تِكْرَا
رِيَ كَيمَا آتِيكِ مِنْ أَضْدَادِي

أَنَا إِنْ صَارَ وَاحِدِي فِيكِ أَجْزَا
ءً فَأَجْزَاؤُهُ تَعِيشُ اتِّحَادِي