صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 22

الموضوع: الغُمّيضَة

  1. #1
    من مواضيعي

      افتراضي الغُمّيضَة

      الغُمّيضَة

      قصة قصيرة



      رغم سمعها الضعيف كانت تظن أنها تستطيع أن تلتقط كلماتهم حين يعُدُّون "واحد.. اثنان.. ثلاثة.. أربعة..."، وسيفهمونها حين تصيح بهم "وجدتُكْ!" ربما ليس بنفس الحروف.. المهمّ أنهم سيفهمون..
      لكنهم رغم ذلك يتجاهلونها.. أطفال وبنات في عمرها، يلعبون معا.. يضحكون ويبكون.. يمرحون.. يعْدُون.. يصرخون.. يختبئون.. ثم يكتشفون بعضهم، ويعُودون إلى شجرة الغمّيضة، حيث يتسابقون من يلمس الجذع أولا..
      يسقط حامدٌ.. ويبكي.. فتصيح أمّه:
      -من دفعه؟
      -لا أحد.. تعثّر بسرواله..
      يضحك الآخرون..
      تنطلق اللعبة من جديد، فتتعمّد أن تحشر نفسها عنوة، لكن لا أحد يبحث عنها حين تختبئ خلف عربة الحاج عُمر.. لذلك تتعمّد أن تظهر قليلا، علّ أحدهم "يغافلها": "لمستكِ!".. دون جدوى..
      اليوم تقرّر أن تحقّق حلمها في اللعب مع الأطفال.. لكنْ، ليس مع هؤلاء الذين انتظرتْهم طويلا دون أن يهتمّ لوجودها أحدهم..
      اليوم تبتعد عنهم.. إلى هناك إلى مدخل القرية الصغيرة.. حيث يوجد أطفال آخرون.. أطفال يرونها طفلة مثلهم تستحق أن تلعب الغمّيضة ولو مرّة واحدة في العمر..
      .لذلك تنحني على التراب وترسم ثلاثة صبية.. وتحاول أن تجري قدر استطاعتها لتتوارى عنهم خلف تلك التّلة البعيدة، حيث لن يكتشفوا مكانها بسرعة حين ينتهي العدّ إلى العشرة.. هناك حيث تختبئ .. إلى الأبد..
      http://bairoukmohamednaama.wordpress.com/

    • #2
      من مواضيعي

        افتراضي

        ( لكنهم رغم ذلك يتجاهلونها.. أطفال وبنات في عمرها، يلعبون معا.. يضحكون ويبكون.. .. )
        لم التجاهل؟؟؟؟
        أفهم من سردك إنها ضعيفة السمع، ضعيفة النطق .. أي بها نوع من الإعاقة ـ ولكن الأطفال
        عادة لا يفرقون ، فلم ليس لها مكان بينهم ؟؟؟ ـ وقد قال السرد إنها ترى وتفهم .. فهى ليست
        مصابة بالتوحد مثلا . كان مؤلما أن تقرر الإبتعاد والإختباءـ وكأنها قررت الإنتحار.
        أتمنى أن أجد إجابة لأسئلتي في قراءة من يأتي بعدي.
        شكرا لحرفك الماتع أيها الرائع. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

      • #3
        من مواضيعي

          افتراضي

          اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة
          ( لكنهم رغم ذلك يتجاهلونها.. أطفال وبنات في عمرها، يلعبون معا.. يضحكون ويبكون.. .. )
          لم التجاهل؟؟؟؟
          أفهم من سردك إنها ضعيفة السمع، ضعيفة النطق .. أي بها نوع من الإعاقة ـ ولكن الأطفال
          عادة لا يفرقون ، فلم ليس لها مكان بينهم ؟؟؟ ـ وقد قال السرد إنها ترى وتفهم .. فهى ليست
          مصابة بالتوحد مثلا . كان مؤلما أن تقرر الإبتعاد والإختباءـ وكأنها قررت الإنتحار.
          أتمنى أن أجد إجابة لأسئلتي في قراءة من يأتي بعدي.
          شكرا لحرفك الماتع أيها الرائع. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
          أهلا بك أختي الأديبة نادية..

          من قال أن الأطفال لا يفرّقون؟؟ الأطفال "الأسوياء" يحبون أطفالا "أسوياء" مثلهم.. لسبب بسيط هو أن أركان اللعبة لا تكتمل إلا بالحواس، وعادة ما لا يجد "المعاق" نفسه إلا بين الكبار، بل أن الأطفال يعزلون حتى الطفل الذي لا يعجبهم مظهره.. والأمثلةعلى هذا كثيرة في السير والتراجم..
          أما أن السارد قال أن البطلة ترى وتسمع، فأظن أن بعض المفاتيح في النص قد فاتتك أختي الكريمة.. مثل كلمة "تظن" و عبارة "ربما ليس بنفس الكلمات"... إلخ...
          لا أريد السقوط في شرح النص، لكني أدعوك لقراءة متأنية.. وأشكركِ جزيلا.

        • #4
          من مواضيعي

            افتراضي

            وليتنا نعود إلى أيام " الغميضة " وذكراها البريئات ، لعبنا أم لم نلعب ،
            هو عودة بالحاضر المغمض العينين إلى استشراف ذكرى الخاليات من
            صور واقع الحياة ، لعلنا على صفحاتها لا على التراب نخطّ سِفرًا لا يغيب ،
            تحياتي أيها الأديب الشاعر ، دمت بخير .

          • #5
            من مواضيعي

              افتراضي

              قصة جميلة بسردها
              مؤلمة بخاتمتها ..
              وفكرتها السامية التي حملها النص
              تحياتي ..
              وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن

            • #6
              الصورة الرمزية خلود محمد جمعة
              أديبة
              تاريخ التسجيل : Sep 2013
              المشاركات : 7,724
              المواضيع : 79
              الردود : 7724
              المعدل اليومي : 1.74
              من مواضيعي

                افتراضي

                توارت حيث توارى الحلم فهم لن يعودوا وهي لن تتوقف عن تذكرهم
                أقفل الزمن عيونه عنها رغم كل محاولاتها في ايقاظه
                مؤلمة برمز عميق
                قصة رائعة أتمنى أنني وفقت في سبر عمقها
                بوركت وتقديري

              • #7
                الصورة الرمزية محمد النعمة بيروك
                شاعر وقاص
                تاريخ التسجيل : Mar 2011
                الدولة : عيون الساقية الحمراء
                المشاركات : 1,512
                المواضيع : 102
                الردود : 1512
                المعدل اليومي : 0.28
                من مواضيعي

                  افتراضي

                  اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رياض شلال المحمدي مشاهدة المشاركة
                  وليتنا نعود إلى أيام " الغميضة " وذكراها البريئات ، لعبنا أم لم نلعب ،
                  هو عودة بالحاضر المغمض العينين إلى استشراف ذكرى الخاليات من
                  صور واقع الحياة ، لعلنا على صفحاتها لا على التراب نخطّ سِفرًا لا يغيب ،
                  تحياتي أيها الأديب الشاعر ، دمت بخير .
                  سعدتُ بمرورك الجميل وكلماتك العميقة الشاعر الكبير رياض..

                  شكرا جزيلا لك.

                • #8
                  الصورة الرمزية محمد النعمة بيروك
                  شاعر وقاص
                  تاريخ التسجيل : Mar 2011
                  الدولة : عيون الساقية الحمراء
                  المشاركات : 1,512
                  المواضيع : 102
                  الردود : 1512
                  المعدل اليومي : 0.28
                  من مواضيعي

                    افتراضي

                    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد السلام دغمش مشاهدة المشاركة
                    قصة جميلة بسردها
                    مؤلمة بخاتمتها ..
                    وفكرتها السامية التي حملها النص
                    تحياتي ..
                    شرّفني رأيك الشاعر الأديب دغمش.. شكرا جزيلا لك.

                  • #9
                    الصورة الرمزية كاملة بدارنه
                    أديبة
                    تاريخ التسجيل : Oct 2009
                    المشاركات : 9,847
                    المواضيع : 195
                    الردود : 9847
                    المعدل اليومي : 1.67
                    من مواضيعي

                      افتراضي

                      تهميش الآخر يؤدّي أحيانا إلى إقصاء الذّات إلى خارج حدود الضّيق.. إلى مساحات أوسع علّها تجد ما يرضيها!
                      قصّة لها بعد نفسي عميق على الفرد المرفوض اجتماعيّا، والرّفض الاجتماعي بحسب ما يراه المختصون هو :
                      “عدم التفاعل اجتماعيا مع فرد ما بصورة متعمدة، وإقصاؤه من دائرة العلاقات بشكل أحادي أو جماعي”، وتتخذ عملية الإقصاء أشكالا مختلفة؛ بداية من ممارسة العنف والبلطجة ومرورا بالسخرية والتهكم وانتهاء بالتجاهل أو “المعاملة الصامتة”.
                      التّهميش الاجتماعي يسبّب أزمة نفسيّة وجسديّة يعاني منها المهمّش، ويقلّل من الشّعور بقيمته لأنّ الآخرين لا يقدّرونه.
                      ويكون التّاثير أكثر على الأطفال!
                      قصّ رائع بأبعاده النّفسيّة والاجتماعيّة أخي الأستاذ محمّد
                      بوركت
                      تقديري وتحيّتي

                    • #10
                      الصورة الرمزية محمد النعمة بيروك
                      شاعر وقاص
                      تاريخ التسجيل : Mar 2011
                      الدولة : عيون الساقية الحمراء
                      المشاركات : 1,512
                      المواضيع : 102
                      الردود : 1512
                      المعدل اليومي : 0.28
                      من مواضيعي

                        افتراضي

                        اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خلود محمد جمعة مشاهدة المشاركة
                        توارت حيث توارى الحلم فهم لن يعودوا وهي لن تتوقف عن تذكرهم
                        أقفل الزمن عيونه عنها رغم كل محاولاتها في ايقاظه
                        مؤلمة برمز عميق
                        قصة رائعة أتمنى أنني وفقت في سبر عمقها
                        بوركت وتقديري
                        قراءة في عمق النص وصميمه.. شكرا جزيلا الأديبة خلود

                      صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة