قصة لأحبتي الأطفال
بقلم تيسير الغصين

ـــــــــــــــــــــــــ ــــ
الذئبُ خروفاً
.. الجوع يمزق أحشائي .. ليس ثمة طعام في بيتي .. هذا الراعي يقف لي بالمرصاد .. عيناه لا تفارقان قطيع أغنامه خوفا عليها من أن ألتهم إحداها !! لن أبقى مكتوفَ اليدين هكذا ، سأنتزع فريستي رغماً عنه ، لكن كيف يمكنني فعل ذلك ؟! لابد من حيلة .. نعم حيلة تمكنني من سد جوعي ، وإطفاء شهوتي للحم الضأن اللذيذ .. نعم .. نعم ، وجدتُها ، أرتدي فراءً يُظهرني كواحدٍ من القطيع ثم أختفي وسطه وحين يعود الراعي في المساء مع أغنامه إلى بيته ويكون الليلُ قد خيم على المكان تماما ًأتحين فرصةَ نوم الراعي فأفترس في راحة تامة ما أشتهي من الخراف .
.. ها هي الشمس في طريقها إلى الغروب .. اقتربت ُمن تحقيق هدفي .. ها قد اختفت الشمس خلف الأفق ، وأمست الفرصةُ مواتيةً الآن . صرتُ في وسط القطيع ، لم ينتبه الراعي لوجودي ، انطلت عليه حيلتي ، بعد قليل نصلُ إلى منزل الراعي .. الآن وصلنا ، سينام الراعي بعد قليل ، ها هو يتهيأ لذلك ، لكن يبدو أن الراعي قد عَدَلَ عن النوم .. ربما يفكر في أمر ما !! .. يا للخوف ! ماذا أرى ؟ ! إنه يُمسك بسكين حادة .. ها هو يجمع الحطب الجاف .. قلبي يرتعد خوفاً ، وأطرافي ترتجف !! يبدو وكأنه يود إعداد طعام العشاء ! إنه يقترب الآن .. أمسى على مقربة من الأغنام .. هاهو يقترب مني !! يا لمصيبتي ، أخشى أن يختارني من بين أغنامه ليذبحني !! بل الأمر كذلك .. النجدة .. النجدة !! اترك عنقي أيها الراعي ، وابعد سكينك عني .. لا تذبحني ، إني أنا الذئبُ ، لستُ خروفاً .. أنا الذئبُ .. وقعت في شر عملي ..
!!