من خيط المرارة

زغردَت في الأفقِ شمسٌ ساطعةْ
فانبرتْ في إثرِها أمُّ الشهيدْ
والصّبايا
هاتفاتِ: يا وطنْ!

تشهدُ الأيّامُ حربَ اللاهوادَةْ
بينَ جُندِ الليلِ والفجرِ القريبْ
يضفرُ الأطفالُ أثوابَ الشّهادَةْ
مِن نسيجِ القهرِ
مِن خَيطِ المرارَةْ

أيها الجبّارً ذو الدّرعِ الحديدْ
هذه الأطفالُ تحدوها الإرادَةْ
أصبحت كالطَّودِ للشَّعبِ المُعذَبْ
ليسَ تثنيها الهراوَةْ
ليسَ تلويها الضَّراوَةْ
لا ولا حربُ الإبلدَةْ

****
زغردَت في الأفقِ شمسٌ طالعةْ
فانبرتْ في إثرها أمُّ الشهيدْ
والصَّبايا
هاتفاتِ: يا وطنْ!

قهقهَ التاريخُ،
فاشهَد يا زَمَن!
ذلك الجبَّارُ ذو الدّرعِ الحديد
هائجًا كالثورِ يعدو في الأزِقَّةْ
خلفَ طفلِ أسمرِ ألقى حجرْ!
قهقهَ التاريخُ
فاشهَدْ يا زَمَنْ!
تنفضُ الأجيالُ عن شعبٍ غُبارَهْ،
ردَّتِ الأطفالٌ للشَّيخِ اعتبارَه
!