الدكتور نوري الوائلي


ميلاد الحبيبة

أليومُ عيدٌ والمباهجُ تمتعُ *** أليومُ مولدك الأغرّ الأروعُ

في عيدِ مُولدك السّعادةُ بهْجة *** لم يدنها سِحرُ الخيالِ ومبْدعُ

أهلًا بموْلدك البهيّ فإنّه *** عيدٌ يطلُّ ومحْفلٌ يتشرّعُ

عيدٌ له منْ كلّ عيدٍ غبطة *** ولمثله أحلى القصائدِ تُسجعُ

ويعودُ عيْدُك والبشائرُ ريعه *** وهلاله فوقَ المواجعِ مبْضعٌ

أفقُ الليالي يوم عيْدك مقمرٌ *** وبه النجوْمُ النيّرات الأسطعُ

ما أجمل العيد المكلّل أسْمه *** بولادةٍ فيها المسمّى الأرفعُ

في عيدِ موْلدك الضلوعُ تناثرت *** فإذا الفؤادُ الى فؤادِك يهْرعُ

منذُ الولادة لا تزال على الصبى *** فبك الجمالُ براعمٌ تتفرّعُ

خضرُ العيوْن كأنّما من لونِها *** يُشتقّ لونُ الأخضرار ويُصنعُ

تعلو الحواجبُ كالهلال رشيقة *** والفمّ تملؤه الثنايا الألمعُ

ألشعرُ لونُ الأرجوانِ وعنقها *** شبرُ يطولُ ولؤلؤاً يترصّعُ

محْروسة زادَ الحجابُ جمالها *** فكأنّها بدرُ الليالي يسطعُ

تتراقصُ الوجناتُ عند مسيرها *** وشقائقُ النعمان منها تطلعُ

ورقُ الزهورِ أذا لمستُ شفاهَها *** ولعابها عسلُ للهفي مُشبعُ

مثلُ الثمارِ طريّة في ريعِها *** فيغارُ منها في الربيعِ الأينعُ

الوجه نورٌ كالبدور بحلكةٍ *** ما سدّه عند الليالي برْقعُ

عجزَ الكلامُ مقارباً في وصفها *** وتحيّرالفذّ البليغُ المصقعُ

روحي إليك مودّة وتودد *** والقلب تبْذله فداك الأضلعُ

أنت الوريدُ برغم بُعدك والهوى *** فالروحُ حولك هالةٌ تتجمّعُ

أليومُ عيدك والفراقُ يُميْتني *** فهو الحياةُ مع الحبيبِ ومرتعُ

ماذا أقولُ بيومِ سعدك والنوى *** فَجرتْ منَ الفرحِ الحزينِ الأدمعُ

عبرالخيالِ فقد رأيتُك جانبي *** فتضمّ روْحَك بالحنينِ الأذرعُ

يبقى اللقاءُ مع التمنّي رحْلة *** فيها الخيالُ سعادةٌ وتولّعُ

أنت الخليلُ وما الخليلُ بعارضِ *** فلك المشاعرُ بالجوارح تنبعُ

كالنخلِ تعلوك الثمارُ حلاوة *** فتمنّ واحدةً وألفاً تمنعُ

ذكراكَ ما خفتتْ بنفسي لحظة *** فالشوقُ يحيا في العروقِ ويلذعُ

أنت الحبيبُ وما الحبيبُ كناية *** بل إنّك القلبُ النديّ الأنصعُ

أأنا المحبّ بحيث بتُّ لحبّها *** عبداً وأمري في هواها الأطوعُ

نامتْ عيونُ العاشقين لقربهم *** وأنا لبعدك ساهدٌ لا أضجعُ