حـَــــــرْفي يـــتـــيمٌ ناســُهُ وئَــــــدوهُ
حَــــــــرفي فــداهــا أُمُّـــهُ وأَبــــــــوهُ

حَــــــــرفي مُــروجٌ في فيـافي نارهـا
مـــن خــــلفِ بحــــرٍ شــــادياً أشدوهُ

كلّ العيــــــونِ تعـجبتْ مــن سـحرها
كيـــفَ الــذي أهـدابُها......ذَبــــحــوهُ

مــــا إنْ يــَــرى من ثغــــرها إطـــلالةً
فيــــظلُّ شهـــــراً حـــــــائراً مَشـدوهُ

فـــي خدِّهــا فَــرَشَ الربـــيعُ جمــالهُ
والـــزهرُ فــــــيهِ مُــــنَمِّــقاً يكـــــسوهُ

شــــربتْ زهــــورُ الــــعالـمينَ نسيـمها
حتَّـــــى الشَّـــذى من رِيحها هَملـــــوهُ

لنْ يَــــنظمَ الشـــعراءُ عُشرَ بــَـــديعها
بلْ أتـْــــــلفَ الشـــعراءَ مــــا نَظمـــوهُ

حَالي المُقَّـــــطعُ لاجـــىءٌ لضــــيائِها
فـَــــذروا الفؤادَ بـــــها يَـــــلـوذُ ذروهُ

قَــــدَري الضَئِـيزُ بأنْ أُطاردَ في الهوى
حبَّ الذي قــمرُ النِّـــصــــافِ أخــــوهُ

يَبـــــقي هُــــنا تمثالُ صَــــبرٍ شـــامخٍ
فــــي صُلْبَةٍ دِيْنــــِـــيَّةٍ نـَـــصـــــــبوهُ

لــَــولا الهِدايةُ في الــقلوبِ تـَــآزَلــتْ
لكــانَ مـــن تَبعوا الهــــــــوى عبـدوهُ

حـــــرفي هُنا طـــيرٌ تُسافرُ مـن دمـي
نَــحو الرَّبــيع ، ما هَمَّ لــــــو رَصـدوهُ

حرفـــي هُـــنا عـِيرٌ تُــغادرُ من فــمي
وَحـــَوَادي عِيــرى بِشَقْوِهمْ عـَــــقروهُ