ذات وقت هلّت علي ثواني سوف أودعها
ارتشفت مساءك جفاء
لن تُرتشف من فناجيننا اللحظة العابرة
أتمرغ فوق جذوعي
بيني وبين لحظاتي عمر يأتِ يسترخي القدوم
ستغسلنا الغيمة كي نصحو
من تلك الليلة الظلماء
تذوب عناقيد الشوق وتصير الأشرعة ركاماً
يصفرُ ضوء الشمس
أبحثُ عن مهجة تشبهني
بدون أبواب موصدةٌ وأقفال ومزاليج
ببعدٍ عن كل خواء
أتلمس دربي أنسل ُ من عقود الماضي وأرتاد الأعماق
أُبعثرُ القشور ..أرتحلُ لنزف يلوح يأتي يغيب يجادلُ يطالبُ
يتقهقر بصدى صوت لصحراء جرداء
شمساً تغزلني من أربطة الليل
تدق ثقباً في صدري
تكتبني حبراً أحمر تخط حروفي
كأن الإلتحام بها قدراً ووباء
لا أتجرد من وقتي بل أغتاله
يجرجرني تتساقط أنفاسي تلتحم خطوطي
كل ليل وكل مساء
يلفحني الرفض وزحمة تنهدات مخنوقة مرة واحده
ينكسر على خدي جفاف كتل تصهرني لتتخثر أنهار الوقت
على ضفاف خوف درب بلا وجهة
وكلهن اجتمعن سواء
كائنات صغيرة في مساء القلب
يأتين ليتضرعن لمن كان بعينيه المرايا
يبحث في كفه هاجس لدفْ صورة
يستطيب منها العطر وبها الهواء
لتلك العيون التي تعزف في الوجد آهة
يبحثُ عنها كل ما حان في الوقت لحظة عابرة
من ذرات الكون تقتطع غوايته
وتمزق آهته وليس له دواء
ليس لأنها جميلة ولكنه آثر أن تكون بين دفاتره
ليطابق الحرف بالملامح
والكلمة بنظرة العيون
وضياء ذلك الوجه المبين
الذي يقهقره نحو الوراء
ليس كل الصور نحبها
ليس كل الملامح تُريحنا
ليس كل العيون تغزونا
ليس كل الحضور نتامله في حضوره وغيابه
خياله وسرابه سواء
يمشي فوق حدود مملكتها بلا منازع
تلك هي الأزلية في الرضا والشوق
ليس لها سقف ولا سماء
اللهفة التي تمتدُ ولا تنتهي تبتدئ ولا تنتهي
لا تأتي ساعة الانغلاق
لتكون على طول المدى ثراء
تتلاشى خطوات يسكنها الضوء الخافت
يفترشُ في المقلة خيالاً وظلالاً لا يراه أحد
منشطراً لآلاف الذرات
يحمله النوء بكل امتلاء
تقسمني تتقاسمني
تتعرى الأربطة حتى يكتسبها الضوء
يستنزفني الوقت الضامي
الأرق القادم من أشرعة الهواء
الذي يعصف بخصلاتي
ألوح لها من شباكي المعتم
استرق اللحظات
اقتطف السهد الوجد الشوق الغارق في عيني
يتساقط في بؤرة ذاتي
لا تأتون لترصدوا خطواتي
دعوني اتمددبثقة تجريني
من غير خفاء
من يعيش في سطور جدراني؟
دفاتري ..أوراقي ... هاتفي ... جهازي
دعوني أرتلُ آياتٍ تحفظني
على سجادتي ..خشوعي
أتلو ترانيم الدعاء
ها قد أقبلتُ بعدها
أرى النور أمامي ..أفيق من غيبوبتي
ألثمُ أنفاسي
أنكفئ بمقعدٍ مغروس من بين حنايا أمكنه مررت بها
لا أرصدُ رحلة أشواقي في عينين لا أراها
لا أدرك كم تغربُ وتشرقُ موازين زمني البيضاء
رحل عام مضى وأقبل عام ...وأشجارك وافرة
, لا تزال
نزف يأتي ونزف يروح وآخر في الأفق لا يزال معلقا
صوتٌ أصغيه يتردد ليغرس أوراد النرجس في كفي
ليسكب دفْ الأشواق
لم يبقى للهمس نداء
عندما تتوصده
أبواب رعشة العشق
فتترقرق ما بين أرياش الأوصال
كخيطٍ يجتاز مسافات الأحداق ويصير منفياً
مغروسا بالأهداب
من بين كل تلك الأشياء
يسكرني عبقاً يتلاشى ويسافرُ
ثم يعودُلا ينتهي بكل صفاء
كل ما لامستها اغنية لحن موسيقى وجد
انتعشت كنبتة ٍ تخشى الحياة والموت معاً
لا تنتهي لكنها تغيب وتأتي كالغيمة
كأضواء عيد الميلاد
لتذكرُ لحظات عابرة وصور وأشياء أخرى
تتغاضى اللحظات وتنسى العبارات
تمضي للزمن الآتي تلوح
من بعيد كالطيف كالومضة ككل أخيلة الملامح
تظهر من حين إلى حين باختفاء
ومرايا في كل مكان تبعد الأمكنة وتجعلها سراباً
وتجعلها انتشاء وانتشاء .


بقلم / الجوهره القويضي