حِكْمَةُ دُنْيانا

بِقَلَم يوسف سلامة

بالبِرِّ يُسْتَجابُ عَبْدٌ في الصَّلا
والشَّرٌّ للآثِمِ يَدْعو مَقْتَلا

فالحَقُّ كالمَنارِ في حياتِنا
قِبْلَتُهُ مَلْجأٌ لِمَنْ فيهِ اخْتَلى

فالمُرُّ تِرْياقٌ يكونُ مَنْفَذاً
في نارِهِ تطهيرُ شَرٍّ في المَلا

فلا يَتوقُ العَبْدُ إلَّا لِلْعُلا
رُبَّ مَرارَةٍ ، تداوي، مُرَّ لا

ورُبَّ كَذْبٍ في كلامٍ صادِقٍ
يَفْضُلُهُ الرَّدْعُ بِزَجْرَةِ البَلا

بَلْ رُبَّ نِعْمَةٍ لِمَرْءٍ غافِلٍ
كَسُمِّ حَيَّاتٍ وغيرهُ اعْتَلا

ساءَلْتُ نَفْسي في لَحَظاتِ الدُّجَى
ما سِرُّ إثم الكونِ شَرُّهُ عَلا ؟

أجابَني والقَلْبُ يَنْزِفُ الدِّما
هو النّضارُ للقَوِيّ مُبْتَلَى

لكِنَّ عَرْشُ اللهِ باقٍ فوقهُ
مُزَلْزِلٌ عروشَهُم تَزَلْزُلا

فَكُلُّ ما في الكونِ لله سَعَى
أكان جِنَّاً أمْ ملاكاً مُنْزَلا

أقولُ ما الأشياءُ إلا ظِلُّهُ
تُشيرُ دَوماً للمنازِلِ الألَى

فالمُؤْمِنُ الصّاَبِرُ في تقوى يَرى
رِضى الإلَهِ مَسْكوباً لامْتِلا

يَغْدو قَوِيَّاً في تَجارِبِ الدُّنا
واعٍ، تَراهُ ظافِراً مُسْتَقْبَلا

(بَحْرُ الرّجْز)