يا ليل
بِقَلم يوسف سلامة

يا ليل يا إلْهامَ نَفْسِ السَّامِرِ
كَمْ راقَنا شِعْرٌ بِكوثَرِ شاعِرِ

كَم كَوكَبٍ، كَم من نجومٍ تَرْتَدي
في ظِلَّكَ النُّورِيّ حُلَّةَ ساحِرِ

بِعَصا كنيزَكِ نَجْمَةٍ في وَمْضَةٍ
تَرْمي شُعاعاتٍ لِنورِ الخاطِرِ

وَبِوَحْيِكَ الكونِيِّ توقِظُ عاشِقاً
كان الهوى قَنَّاصهُ كالسَّاهِرِ

فالحُبُّ، داءٌ إنْ طَغى في أرْضِنا
جِنْساً وتَحْقيقاً لِفِعْلِ الدَّاعِرِ

وَهُوَ الليالي في الطَّهارَةِ إنْ سَعى
يَشْفي غَريقاً في غَرامٍ عابِرِ

يَقْضي أسيراً تحْتَ أمواجِ الدُّجى
تَحْتَ البِحارِ بِعِشْقِ رَبٍّ صابِرِ

لكِنَّ أنْجُمَ لَيلِهِ مِرْساتُهُ
ودَليلُهُ لِبلوغِ مَرْفَإِ ساتِرِ

قُلْ: رَبُّ عَرْشٍ في السَّلامِ كلامهُ
يُجْلِي لِقومٍ سِرّهُ وَلِحائرِ

نجْماتُ خَدْري* مَصْدَر الإلهام، في
يومٍ عصيبٍ مِْشْعَلٍ للثَّائرِ

*الخَدَر: الليل

(بَحْرُ الكامِلِ)