صباحاتُ الوجود للفتى الغزي





مشاهد من سيرة الجلاء












باكراً أصحو
وفي عيوني بعض من الكسل
ارقبُ صوت دبّابةٍ
وهي تعبرُ للجزء الآخر من قلبي
عليها بضعة جنود
يحملون معهم صواعق الموتِ
وكاسٌ من نبيذ
سمعةُ أنهم سيرحلون
ويتركون خلفهم أشعة الشمسِ وعنفوان القمر



غناء

هنيئا مقاومة العزِّ
هنيئا أبناء الأسدِ
من الجنوبِ إلى الشمالِ
إلى حيفا إلى صفدِ

سترفع الأسلاك إذاً
والحواجزُ وجنديٌّ يقبعُ في ترسانةِ الحديديةْ
كأنهُ شيطانُ يحرس مملكة الرعب

آهٍ يا شارعً طالما حفرتُ فيهِ الذكريات
طالما لعبة بهِ
لطالما نقشت على جدرانهِ الحكايات
متعبٌ من دهاليز الظلام
وفي عيوني بعض من الكسل
سيرحل الأوغاد من هنا
من جانبي
تاركين لنا فسحةٌ للعيشِ
سأرحل من قفص المجزرة
وأغادر خيمة اعتقالي
وأشمُ ربيع قريتي الأخضر
وأتمرغُ فيهِ
كم حننتُ إلى صبحٍ
لا أرى فيهِ عربةً تعبرُ نصف قلبي
وتتركو ورائها الصقيع
حتما سيرحلون
من عيون السماءِ
من حبةِ اليمونٍ
حتما سيرحلون




2

مثلما تعوّدْتُ
الساعة التاسعة
أصحو من نومي
فنجان قهوةً على شباكِ الغربي
وريقاتُ شعرٍ تتناثرُ في البعيد
اعنيةً تدندنُ
( فيروز صباح وجهك المخملي)
وكل العادة يوجدُ من ينغص عليك
طلقاتٌ تخرجُ
من عنق زجاجة
وصوتُ دبّابةٍ يملئ المكان
ينهشُ نصف قلبي
كل قلبي
عمري الذي تبقى

أشعل سيجارةً
فيما الكوب يملئهُ الشاي
ونسيمات تعبر لغرفتي
أتطايرُ كشظايا لغماً ارضي
اشعرُ بحالةِ عشقٍ صباحيةْ
كم مرهق أنا من ليلةِ أمسْ
خمسون ألفا من السجائر
لن تعدل رأسي

ومثلما تعودتُ
أن أرى من نافذتي صباح قريتي الجديد


3


طريق صلاح الدين شاحبا
عرباةٌ مدرعة تعبر من فوقه
مستوطنون يحملون أمتعتهم
ويهرعون لحضائر أعدت لهم
وأنا ابحثُ عن تفاصيل لوني
عن بيتٍ من الشعرِ تركتهُ ليلة أمسْ وحيدا
على مقربةٍ من كفار دروم
هناك زرعتُ قصيدة
كان لونها احمر
فيما الهدم مستمراً
أمام عيني
هنيئا غزة عمري


4
نافذة

كلَّ شيءٍ هادئ
لا صوتَ دبابةٍ
لا أرى جندي
حملوا اليوم برج القنص
حسنٌ يمكنني الوقوف
بأمان على شباكي الغربي
بصحبةِ قهوةِ وصباحاتُ فيروز الوردية
كم جميل أنا اليومْ