هجرة النور
بقلم / جاسم بن عيسى القرطوبي
**
قمرٌ بمكةَ نحو طيبةَ قد سرى... للدين فجرٌ في العوالم أسفرا

فلَكٌ وهالتُهُ تضئ جلالةً... فجرى القريض مهلَّلا ومُكَبَّرا

صُوَرُ الحقيقة إن أحبّـت أصلها... كالفرع يبقى فيه غصنا أخضرا

وإذَا تذَكَّر عودُهُ ناياتَهُ.. صار الحنين مدى الزمان تفكَّرا

زاكي الأرومة سيد السادات يا.. نورَالهدى المتقدم المتأخرا

قَدَمُ النبوة لامست كعب السما.. فلذاك طيبةُ منه شمَّت أذفرا

يا مشعلا للإرتقاء نفوسنا... في يوم هجرة خير من وطئ الثرى

قد طاوَلَتْ أفق السماء بقصة.. تروي العناكب والحمائم أفخرا

يمَّمْتَ بالدين السلامةَ عندما.. هاجت قريشٌ بالغواية أبحرا

آويتنا يا طه في كهف الهدى.. يا أشرف الاثنين يا أقوى العُرى

وسلكتنا تلك الفلاةَ لفوزنا.. يوم الغداة إذا الجحيم تسعرا

ورفعت منارَ عروبتي لحضارة.. ألغت دجى كسرى كذلك قيصرا

وبنيت دون مدارسٍ ومعاهدٍ...ما أُسِّسَت منه المناهجُ في القرى

وجعلت رابطةَ الإخاء وشيجةً .. والله كم أهواكَ يا خير َالورى

عيسُ ابْنِ عيسى جاسم قد مسهُ.. . ضرُّ النوائب والفؤاد تسعرا

وتركتُ تفصيل الحديث لعلها.. سحب العناية أن تجودَ وتثمرا

صلى عليك الله ما حب النوى.. مالت به ريح الصبا فتفجرا

والال والصحب الكرام جميعهم.. ما هام صبُّ في المعارج هاجرا