|
كان حلماً راود الشعبَ الكسير |
فانقضى والحلمُ يا دنيا قصير |
وأدوا النسرَ طُفيلا في الثرى |
خوفَ أن ينبت جنحٌ فيطير |
ويلَهم كم وأدوا من حلمٍ |
في ليالي وطنِ العرب الكبير |
وطني الشمسُ أضاءت للدنى |
فجزَوه الليلَ غطَاه الدهور |
أطلق العالمَ حرا كالسما |
فجزاه القيدَ والسجنَ المرير |
ما جنينا غير أنا أمَةٌ |
لم تقدم للورى غيرَ الزهور |
لم نردْ إلا لنحيا بشرا |
وأبَوا إلا شعوبا من حمير |
تحت جنح الظُلْم في ليلٍ بهيم |
أودعوا النسرَ بمثواه الأخير |
لم تودعْه ملايينٌ رأت |
فجرَها من بعد إظلام العصور |
وكذاكم قد ثوى مرشدُه |
أي ظلمٍ أي غدرٍ وفجور |
وكذا الليلُ جبانٌ وصغير |
وكذا الظلمُ وضيعٌ وحقير |
أيها النسرُ المسجى قسما |
ليس تنسى ثأرَها فيك النسور |
فرويدا أيها الليلُ ولا |
تستهنْ بالفجر فالفجرُ صبور |
آهِ يا نيلُ أيا دمعَ الدهور |
أحرامٌ فوق محياكَ السرور! |
موردَ الأحرار كم تبكيهمُ! |
كلَّ يومٍ أسدٌ يقضي هصور |
أغرقِ الطغيانَ واثأرْ للألى |
سكنوا-كي تسكنَ العليا- القبور |