في ذكرى رحيل مرسي الشهيد
كان حلماً راود الشعبَ الكسير
فانقضى والحلمُ يا دنيا قصير
وأدوا النسرَ طُفيلا في الثرى
خوفَ أن ينبت جنحٌ فيطير
ويلَهم كم وأدوا من حلمٍ
في ليالي وطنِ العرب الكبير
وطني الشمسُ أضاءت للدنى
فجزَوه الليلَ غطَاه الدهور
أطلق العالمَ حرا كالسما
فجزاه القيدَ والسجنَ المرير
ما جنينا غير أنا أمَةٌ
لم تقدم للورى غيرَ الزهور
لم نردْ إلا لنحيا بشرا
وأبَوا إلا شعوبا من حمير
تحت جنح الظُلْم في ليلٍ بهيم
أودعوا النسرَ بمثواه الأخير
لم تودعْه ملايينٌ رأت
فجرَها من بعد إظلام العصور
وكذاكم قد ثوى مرشدُه
أي ظلمٍ أي غدرٍ وفجور
وكذا الليلُ جبانٌ وصغير
وكذا الظلمُ وضيعٌ وحقير
أيها النسرُ المسجى قسما
ليس تنسى ثأرَها فيك النسور
فرويدا أيها الليلُ ولا
تستهنْ بالفجر فالفجرُ صبور
آهِ يا نيلُ أيا دمعَ الدهور
أحرامٌ فوق محياكَ السرور!
موردَ الأحرار كم تبكيهمُ!
كلَّ يومٍ أسدٌ يقضي هصور
أغرقِ الطغيانَ واثأرْ للألى
سكنوا-كي تسكنَ العليا- القبور


مرشده الشهيد الشيخ حسن البنا:
لم تسمح أيضا الأجهزة الأمنية والقصر الحاكم آنذاك بخروج أى رجل فى جنازته فحملتها النساء ومنع واعتقل الأمن كل رجل حاول الاقتراب من بيت البنا قبل الدفن، ولم يستطع أن يشارك فى الجنازة سوى والده ومكرم عبيد باشا الوزيرالقبطي الشهم الذي تحدى الأمن فحضر جنازة الشهيد وعزاءه وكانت ربطت علاقة صداقة بين مكرم عبيد والشيخ حسن البنا لسنوات طويلة.