قرّتْ عيون ُالدين والعبّادِ
وارتاح سيفُ الفتح في الأغماد
وتضاحك الشهداءُ في جنّاتهم
وتفاخرَ الأجدادُ بالأحفاد
وتطاولتْ شكرَ الإله مآذنٌ
عادت تنزّهه عن الأنداد
وغفا عظيمُ الفتح بعد سهاده
متململا من ضَيعة الأمجاد
لله إسطنبولُ عادت تزدهي
بالدرّة العظمى على الحسّاد
ضلّت عقودا عِقدَها محزونةً
تهفو لجيد الراكع السجّاد
لا تحفلوا بالبوم ضجّ نعيبُها
وتصايحِ الغربان بالإلحاد
هل سُرّ يوما بالعدالة مجرمٌ
أوبالعفاف معاشرُ القُوّاد
عذرا أسودَ التركِ إنَ ضباعَنا
سادت فما نقوى على الإنجاد
ملأ البطاح َعواؤها وكأنّها
جبلٌ من الأضغان والأحقاد
من كان يحسبُ أن نرى زمناً به
أعدى عداة الدين أهلُ الضاد
أو أن نرى شرَّ البرية عالماً
أو ناسكاً بملابس الزهاد
أسليلَ مجدِ التركِ أكرمُ حافدٍ
والله أنتَ لأكرمِ الأجداد
قد أغمدوا أسيافََنا فاغفرْ لنا
فالعربُ كلُّ العرب في الأصفاد
أحلاسُ أحذيةِ العلوج وهم لنا
نمرودُ أو فرعونُ ذو الأوتاد
يا ليتهم تركوكَ وحدك في الوغى
بل أصبحوا خيلَ العدو العادي
بئرُ الخيانة لا قرارَ لقعره
والله للخوّان بالمرصاد

___________

عظيم الفتح : فاتح القسطنطينية محمد الفاتح

حلس : مقيمٌ لا يفارق