أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الجهة الآمنة..بقلم ندى يزوغ

  1. #1
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : May 2008
    العمر : 51
    المشاركات : 137
    المواضيع : 39
    الردود : 137
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي الجهة الآمنة..بقلم ندى يزوغ

    كل منا في هذا العالم الواسع يحمل على كتفه هوية نفسية و روحية تجبره على ممارسة طقوسها ، بها ينفعل و يتفاعل مع ذاته و مع محيطه الاجتماعي و قبلها مع خالقه سبحانه!..

    - كل منا له مذهبه و اتجاهه الفكري و ثكنة أخلاقه التي يتلحف بها لكي يترجم بها إنسانيته و فطرته و سبب خلافته لله في هذا الكون..

    - لكل منا بصمته التي يتركها أمام نفسه و أمام الناس من حوله باختلاف معادنهم و طباعهم و همومهم و أفراحهم ..

    - لكل منا آراؤه الكبرى و أفكاره التي يدافع عنها و يبحث لها عن الشرعية و المصداقية لكي يهب وجوده سببا للبقاء على قيد حياة !
    لكل منا سنده الآمن (سواء كان حيا أو ميتا) الذي يعتمد عليه في الشدائد و يعترف له بمكامن نفسه تلك التي لا يستطيع أن ييوح بها لأي كان ! ..
    هذا السند هو من يحس بنا و يفهمنا و يتفهمنا ...
    لذلك وجب أن ندعو الله الذي هو جهتنا الآمنة و أن نعتصم بحبالها حين تطوف الزلازل و المصائب علينا طواف القدوم و الإفاضة..

    فالرزايا تكون عطشى دوما لكسرنا و هزمنا !! و لكن هيهات ! أنى يؤتى لها ذلك و نحن تحت رعاية الرحمان العادل الجبار لقلوبنا و الرحيم بضعفنا!!..

    و لعل الله يغير شؤوننا و يرضينا من حيث لا نحتسب بتغيير أحوالنا حينما نعتقدنا بعيدين عن الفرج فيفتح سبحانه و تعالى أبواب السماء على مصراعيها لنستقبل كل الفرحات.!
    بل عندما نعتقد أن كل شيء انتهى و إذا بخالق الكون يهدينا البدايات التي لم تكن لتخطر على بالنا قبلا..!

    لذلك علينا بتوجيه بوصلات قلوبنا نحو خالقنا لأنه حتما منجينا و لأن ودائعه سبحانه لا تضيع أبدا و التجارة معه لا تبور إطلاقا ..!!

    و إن أعظم استثمار هو مع الله دون شك ..
    و لكن يا ترى كيف نستطيع تبين رضا الله عز و جل علينا !!؟؟

    ..إن آياته تظهر سبحانه في استجابته للدعاء و إحساسنا بالراحة و الاطمئنان و السلام الداخلي و إحساسنا بالقناعة و بالرغبة في التسامح و في امتلاكنا لقوة التغافل و التجاهل و جمال التخلي و رفاهيته !!

    وتظهر آياته و بشائره عز و جل في ميلنا للانعزال عن صخب البشر، مترفعين نحن نصبح ، و مهاجرين إلى سمو الروح فينا ..

    و قد يبعث الله في حياتنا أشخاصا يرسلون النور في قلوبنا و يجعلون لحظاتنا سعيدة، مرفرفة كقلب طائر غريد أو كقلب طفل بريء لم تعكر الحياة بعد صفو أيامه و نواياه..
    أو أن يجعلنا خالق الكون نلتقي بإنسان متعدد الهويات، فهم أحباؤنا و أصدقاؤنا و أساتذتنا و كل ناصح لنا و مرشدنا و محذرنا و موجهنا للصواب و خالق سعادتنا..


    إن آياته سبحانه و تعالى و أمارات رضاه عنا تظهر عندما لا تعرف الأحقاد طريقا لقلوبنا الذي يتبرمج على قنوات الصدق و الإحسان و يبتعد عن الالتواء و التلون..

    آياته عز و جل تظهر حينما لا نختار سرعة التغيير السلبي رغم إكراهات و منغصات الحياة، فشمعتنا ، يجب أن لا تنطفئ بمجرد خذلان أو تعثر أو ألم أو مصيبة !!

    بل نرانا نوطد علاقاتنا مع نظافة الداخل و فطرتها السليمة فقط لنرسم الابتسامة و السعادة على وجه الطفل البريء القابع فينا و الذي لا يجب أن نقصيه مهما أحلنا على معاش الفرحة في بعض ظروف طارئة من حياتنا!! ..

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 22,368
    المواضيع : 372
    الردود : 22368
    المعدل اليومي : 4.81

    افتراضي

    كيف نستطيع تبين رضا الله عز و جل علينا !!؟؟
    ..إن آياته تظهر سبحانه في استجابته للدعاء و إحساسنا بالراحة و الاطمئنان و السلام الداخلي
    و إحساسنا بالقناعة و بالرغبة في التسامح و في امتلاكنا لقوة التغافل و التجاهل و جمال التخلي و رفاهيته !!

    مقال جميل معبر وفيه ألق التأمل وبوح الوجدان بسجية صادقة
    رؤية واعية في نص تميز بعمق مفاهيمه وصوره ومعانيه.
    دمت ودام الفكر والقلم.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية رياض شلال المحمدي
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 6,361
    المواضيع : 247
    الردود : 6361
    المعدل اليومي : 1.32

    افتراضي

    وهل هناك أحلى وأبقى من أن تتوجه بوصلات القلوب إلى من عنده
    تصفو النوايا وتُغتفر الذنوب ، فليس يبقى إلا الفكر والذكر وسحائب الطيوب ،
    بها نعرج على مدارك الوصل والقرب واليقين إلى حيث الشعر والنثر والبديع المحبوب .
    تحيتي وتقديري .