الفعل شَدَّ أصله شَدَدَ فإذا اتصلت بالفعل تاء الفاعل أو نا الفاعلين فإننا نراجع هذا الأصل ونستخدمه فنقول شَدَدْتُ وشَدَدْنا.
والفعل هامَ أصله هَيَمَ انفتحت الياء وانفتح ماقبلها فقلبت ألفا وقل مثل هذا في كل فعل ماضي ثلاثي وسطه ألفا إما أن أصل الألف ياء أو واو لكن العرب لم تقل أول نطقها بالعربية هَيَمَ ثم قالت هام ولكنها نطقت من أول الأمر بهام وهذا أصل لا يراجع .
هذا مختصر لعلة من علل النحو تسمى مراجعة الأصول وبعض الأصول تراجع وتستخدم وبعضها لاتراجع.
الفعل المضارع حقه أن يكون مبنياً وهذا أصله لأن الفعل الأصل فيه البناء بينما الاسم الأصل فيه الإعراب فإن وجدنا فعلا معربا ينبغي أن نسأل لم صار معربا فلماذا صار الفعل المضارع معرباً؟
قالوا لأنه شابه الاسم مثل أنك تقول إن زيداً لقائم فتزحلق لام التوكيد الى الخبر وتقول إن زيداً لَيقوم مثل الاسم بلام التوكيد ولا تستخدم الفعل الماضي فلما كان هذا الشبه بين الفعل المضارع والاسم صار الفعل المضارع معربا مرفوعا ومنصوبا ومجزوما .
ثم إذا قلت يعلمُ النساءُ فإن الفعل يعلمُ فعل مضار ع مرفوع وعلامة رفعه الضمة التي على الميم وإذا قلت النساء يعلمْنَ بنون النسوة وبالسكون على الميم وليست الضمة فكيف يعرب الفعل المضارع إذا اتصلت به نون النسوة؟
له احتمالان:
يعلمن:فعل مضارع(مرفوع)وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها سكون نون النسوة .
وبهذا يكون الفعل المضارع الذي تتصل به نون النسوة معربا. وهذا هو مذهب بعض العلماء الكتقدمين.
يعلمن:فعل مضارع(مبني)على السكون لاتصاله بنون النسوة .
وبهذا يكون الفعل المضارع الذي اتصلت به نون النسوة مبنياً. وهذا هو مذهب الجمهور.
ونظير هذه المسألة في الأسماء الاسم الذي اتصلت به ياء المتكلم مثل هذا كتابِي فإعراب كتابي له احتمالان:
كتابِي:اسم مبني على الكسر في محل رفع خبر .
وهذا لا أعرف ان قال به عالم.
كتابِي:خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الباء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة ياء المتكلم.
وهذا هو المعتمد.
ولايجوز أن نقول ان كتابي خبر مجرور لفظا مرفوع محلا مثل إعراب مجتهدٍ إذا قلنا لبس زيدٌ بمجتهدٍ . مجتهد:خبر ليس مجرور لفظا منصوب محلا.
لأن كسرة مجتهد جلبها العامل وهو حرف الجر لكن كسرة كتابي جلبها اتصال الضمير.
فإذا قلت: ليس هذا بكتابِي فإنك تعرب كتابي:خبر ليس منصوب محلا مجرور لفظا بكسرة منع من ظهورها اشتغال المحل بكسرة ياء المتكلم .
واذا قلت: ليس زيدٌ بمدينتي فإنك تعرب مدينتي:اسم مجرور وعلامة جره كسرةمقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بكسر ياء المتكلم والجار والمجرور في محل نصب خبر ليس. ولم نقل منصوب محلا لأننا علقنا الجار والمجرور باسم محذوف وجوبا كانه قيل:ليس زيد مستقرا بمدينتي فالجار والمجرور تعلق بكلمة مستقر .
وأعرب المعربون كتابي في جملة ليس هذا بكتابي خبر ليس منصوب محلا مجرور لفظا لأنهم لم يعلقوا الجار والمجرور بفعل أو اسم وهذا هو معنى قولهم حرف جر زائد أي لايعلقونه بفعل او اسم وليس كما فهم البعض انه لامعنى له فافهمه واعرفه فإنه قد أشكل على بعض أصحابنا ان يقول النحاة حرف زائد في إعراب القرآن الكريم.
وكما لاحظت أن الإعراب تعدد وهذا لتعدد العلل الموجبة له وهنا سؤال أيهما الأصوب في إعراب الفعل الفعل المضارع الذي اتصلت به نون النسوة:
قالوا نقول أنه مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة لأننا راجعنا الأصل وهو البناء لأن الفعل أصله البناء وليس الإعراب ولانقول انه مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة مثل قولنا في إعراب الاسم الذي اتصلت به ياء المتكلم مثل كتابي إذا قلنا هذا كتابي فكتابي مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة إنما أعربنا الاسم هكذا لأننا راجعنا الأصل والأصل في الاسم الإعراب ولبس البناء .
والله أعلم