هل معنى كُسِرَت الزجاجة وانكسرت الزجاجة واحد

إذا أردت ألا تذكر الفاعل فهناك طريفتان:
تبني الفعل للمفعول:
كسر زيد الزجاجة
كُسِرت الزجاجة
أو تستخدم صيغة من صيغ الأفعال مثل انفعل:
كسر زيد الزجاجة
انكسرت الزجاجة
فهل كُسِرت الزجاجة وانكسرت الزجاجة معناهما واحد؟
قال بعض الباحثين نعم وكلامهم هذا مؤسس على أن بعض اللغات السامية ليس فيها بناء الفعل للمفعول بل صيغة انفعل فقط .
ورأيهم هذا ليس بشيء كما قال الدكتور فاضل السامرائي في كتابه المعاني النحوية لأن استقراء الكلام يقول غير ذلك فأنت تقول انفجر البركان ولاتقول فُجِّر البركان لأن فُجِّر البركان لابد فيه من مُفَجِّر أما انفجر البركان فلا يحتاج الى مفجر أي أن التفجير حصل ذاتيا مثل انفجر الدمع وتفجر الدمع ولاتقول فُجِّر الدمع .
وعلى هذا المعنى يكون كُسِرت الزجاجة وانكسرت الزجاجة ويكون هذا المعنى حقيقة أو ادعاء او مجازا في أغراض منها:
تعمد إخفاء الفاعل
في كسرت الزجاجة جعلت الزجاجة نائبا عن الفاعل وهذا يدل على انك قد حذفت الفاعل فيكون المعنى:
أنه حدث للزجاجة كسر وهناك فاعل كسرها لكنك لاتعرفه أو تدعي أنك لاتعرفه .
أما انكسرت الزجاجة فالزجاجة فاعل في الإعراب على معنيين :
اتصفت الزجاجة بالكسر
أو أنها انكسرت ذاتياً
فإذا كان غرضك إخفاء الفاعل فإنك أخفيته بادعائك أن الزجاجة انكسرت ذاتيا فليس هناك فاعل .
فأنت إذا تعمدت إخفاء الفاعل فإن إخفاءك له في قولك كُسرت الزجاجة فيه اعتراف منك بأن هناك فاعل وفي فولك انكسرت الزجاجة ادعاء منك أو حقيقة بأنه ليس هناك فاعل .
تسليط الضوء على الحدث
هذا يكون في بناء الفعل للمفعول ولايكون في صيغة انفعل لأنك لكي تسلط الضوء على الفعل الذي هو الحدث فإنك تحذف فاعله تقول بُعِث رسول تسلط الضوء على البعث لكن قوله تعالى(إذ انبعث أشقاها)فيه تسليط الضوء على الفاعل لأن صيغت انفعل لايحذف فيها الفاعل أي انه انبعث ذاتيا وليس هناك خطة وتخطيط من مجموعة وهو نفذ الخطة هكذا قال الدكتور فاضل السامرائي عن هذه الآية والله أعلم .
مشاهد يوم القيامة أكثرها الفعل فيها مبني للمفعول الا بعض الآيات استخدمت صيغة انفعل(وإذا الكواكب انتثرت)المعنى والله أعلى وأعلم هو أن الكواكب مبرمجة على أن تنتثر والكواكب في الشعر القديم معناها النجوم وقد يكون كذلك في الشعر .
(وإذا الوحوش حشرت)ليست مبرمجة ولكن هناك حاشر حشرها ولو قيل انحشرت لكانت مبرمجة ذاتيا.
طبعا والله أعلم يمكن يكون كلام الدكتور فاضل السامرائي الذي أؤسس عليه هذا الكلام غير صحيح .
لأن مثل هذا القول يحتاج الى استقراء الكلام كله وهذا مستحيل .
المهم أن هناك أفعال ينطبق عليها هذا الكلام بوضوح مثل انفجر(فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت)وأفعال لا أعرف كيف(أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ).
ضرب الحجر لايفجر الماء وهذا مثل ماء يتفجر من الأرض بدون سبب من إنسان وهذا هو معنى انفجر وانفلق البحر يكون كذلك لم تفلقه ضربة العصا بل حصل الإنفلاق ذاتيا ومبرمجا على ضربة العصا مثل(ثم ادعهن يأتينك سعيا)أي الطيور المقطعة والتي كل جزء منها على جبل يدعو هن فيأتين سعيا اكيد أنهن مأمورات بذلك أو مبرمجات عليه إذ أن مجرد دعوته لهن لا يمكن أن تبث فيهن الحياة .
لاشك أن استخدام القرآن دقيق جدا جدا جدا لكن علمي الضعيف قاصر عن إدراك أسرار هذا الاستخدام .
والله أعلم

يقولون : الفاعل هو من قام بالفعل
أو أسند إليه القيام بالفعل أو اتصف به.
شكرا على هذه الدرر من اللغة والبلاغة والنحو التي تتحفنا بها
ولك كل التحية والتقدير.