هذا كلام مختصر جدا عن إعجاز القرآن لكنه بإذن الله تعالى مفيد جدا صادر من فهم أعمق للموضوع .
يقول شيخ البلاغيين بتصرف:
إعجاز القرآن يكمن في التركيب الذي هو أساليب العربية وهذه الأساليب تمثل طاقة اللغة التعبيرية وهي موجودة في الشعر لكن الطاقة التعبيرية التي فيها وصلت الى حد معين حسب المقدرة البشرية وفي القرآن الكريم لاحدود لهذه الطاقة التعبيرية عرفها من عرفها وجهلها من جهلها بحيث أن الأجيال تنهل منها جيلا بعد جيل فلاتنقص من كثرتها ووفرتها .
شرح كلامه:
(يخادعون الله وهو خادعهم)
مغنى الخداع من الله سبحانه وتعالى مشاكلة لفظية والله أعلى وأعلم .
هناك معنى الخداع وهذا لابلاغة ولاإعجاز فيه ثم نلاحظ(يخادعون)فعل مضارع(خادعهم)اسم فاعل .
وينتج من استخدام الفعل المضارع واسم الفاعل معلني إضافية تضاف الى معنى الخداع .
ماعلاقة هذه المعاني الإضافية بالمعنى الأصلي؟
(يخادعون)أي يتكرر ويتجدد الخداع منهم في كل زمان وكل جيل ويتخذ أشكالا عديدة مثلا يقولون(نريد دولة مدنية)ومعنى هذا الكلام(لانريد الشريعة)أقصد العلمانيين المؤدلجين .
(خادعهم)أي يبطل خداعهم واستخدم الاسم لأن إبطال خداعهم مستمر في كل زمان وليس كان مرتبكا بالمنافقين الأوائل مثل ابن سلول .
لم يستخدم الفعل لأنه لايبدؤهم بالخداع بل يبطل خداعهم لاحظ هذه الآية(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)معناها والله أعلم أنه يبدؤهم فيمكر بهم الا أن نقول مشاكلة لكنه استخدم الفعل المضارع .
يمكر بهم والله أعلم مثل(فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا)هم يظنون أنهم قد عادوا الى أرض أجدادهم وكونوا دولة تلم شتاتهم وصار لهم قوة وشوكة .
لكن كل هذا مكر بهم إنما قد جُمعوا في مكان واحد لكي يسهل استئصال شأفتهم من قبل المسلمين ولن يبقى منهم إلا أعداد ضئيلة جدا مثل يهود أصبهان
الله أعلم بالمعنى لأن هذه الآية جزء من آيات الصفات التي اختلف فيها المسلمون قوم قالوا أنه جل في علاه يمكر بالكافرين وقوم قالوا أنها مشاكلة لفظية .
المهم أن معنى الخداع ليس فيه بلاغة ولا إعجاز إنما البلاغة والإعجاز في المعاني التي تتولد من استخدام الفعل المضارع واستخدام اسم الفاعل .
(((ولو تأملنا في هذه المعاني نجد أنها تتعلق بالخداع نوعه وشكله وهيأته وكيف يكون ثم يكون في هذه الأشياء إشارات الى معاني لايمكن حصرها في القرآن الكريم عرفها من عرفها وجهلها من جهلها))).
أي لاتقل أن هذه الآية معانيها النحوية قليلة ولكن قل حسب النظرية هي كثيرة لكني لا أعرفها.
إن جهلك بها لايعني أنها غير موجودة .
التنظير سهل لكن التطبيق صعب ويمكنك عزيزي القارئ أن تطبق المعاني النحوية لهذه الآية على العلمانيين وأعتقد أنك يمكن أن تكتب كتبا لأن المعاني النحوية لاستخدام الفعل المضارع واسم الفاعل اللذين يوضحان شكل وهيأة الخداع قد تجسدت في هؤلاء القوم العلمانيين .
حياتهم كلها تتجسد في كلمة(يخادعون).
والله أعلم