قال علماؤنا لو أن العقل نجم في السماء لالتقطه رجل من فارس .
فالعقل الفارسي عقل جبار ذكي جدا واستمر هكذا حتى تشيع الفرس فلما تشيعوا خنس العقل الفارسي
وماكان الذي فعله الصهاينة بحزب حسن وبالفرس البارحة الا نتيحة لهذا ولذلك لم يستطع الصهاينة القضاء على غزة لأن غزة لم تتشيع فيصيب عقلها فيروس الغباء ويصيب نفسها فيروس الحقد المقدس فتعيش أجواء الفتنة الكبرى وتتمنى أن تنتقم من التاريخ وكان بني أمية يعيشون في هذا الزمان .
فيروس الحقد المقدس هذا قصته قصة لكن موضوعنا هو العقل الفارسي قبل تشيعه وإصابته بفيروس الغباء وبطل قصتنا هو عالم فارسي من أشهر علماء ثقافتنا العربية الإسلامية والمعنى الحرفي لمصطلح الثقافة العربية الإسلامية هو علم المسلمين المكتوب باللغة العربية إذ أن أكثر علمائنا هم من الفرس .
هذا العالم هو الشيخ عبد القاهر الجرجاني الذي نهل من علم عقل فارسي جبار آخر هو الشيخ أبوعلي الفارسي وهو من أشهر علماء النحو ويمكنك عزيزي القارئ إن كنت تحب النحو أن تقرأ كتاب المقتصد للشيخ عبدالقاهر الجرجاني الذي يشرح فيه كتاب الإيضاح للشيخ أبي علي الفارسي .
أنا متأكد أن الكتاب سيعجبك بإذن الله .
أما كتب الشيخ عبدالقاهر الجرجاني في علم البلاغة فهما كتابان أسرار البلاغة ويحتوي على نظرية علم البيان ودلائل الإعجاز ويحتوي على نظرية علم المعاني أما علم البديع العلم الثالث من علوم البلاغة فقديم يقال أن أول كتاب فيه هو كتاب البديع لعبدالله بن المعتز وأول كتاب في علم البلاغة كتاب مجاز القرآن لأبي عبيد .
استمر علم البلاغة حتى القرن الخامس الهجري ليس فيه علم المعاني وعلم البيان فيه هو كلام عن التشبيه فقط الى أن جاء الشيخ عبدالقاهر الجرجاني واخترع نظرية النظم . فماهي نظرية النظم ؟
كان الشيخ عبدالقاهر مهتما بمسألة كيف فضل كلام كلاما وشعر شعرا حتى نصل الى إعجاز القرآن الكريم:
(كيف قهر الأطماع وأعجز القُدَر ؟).
هذه عبارة الشيخ عبدالقاهر الجرجاني ومعناها أنه لايوجد إنسان يجيد القول شعرا أونثرا عربياٌ كان أو غير عربي يطمع في أن يصل الى مستوى القرآن الكريم وكل من حاولوا أن يقولوا كلاما شبيها بالقرآن عجزوا والتاريخ يشهد بذلك.
نظرية النظم هي النظرية التي ولد منها علم البلاغة الذي نعرفه ونظريته التي هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال أما نظرية النظم فهي:
توخي المتكلم لمعاني النحو حسب الأغراض والمقاصد.
والتوخي يعني الاختيار أي اختيار المتكلم فلابد أن يكون هناك اختيار مثلا موقع الكلمة مثل:ضرب زيداً صاحبُه تقديم المفعول به زيداً على الفاعل صاحبُه واجب لأن في الفاعل ضمير يعود على المفعول فلما كان هذا التقديم واجبا انعدم الاختيار فصار تقديم المفعول به على الفاعل ليس فيه معنىً نحويٌ لكن جملة مثل: ضرب زيداً عمروٌ تقديم المفعول به زيداً على الفاعل عمروٌ فيه معنى نحوي لأن المتكلم عنده اختياران:
ضرب عمروٌ زيداً
ضرب زيداً عمروٌ
فاختار المتكلم جملة:ضرب زيدا عمرو لأن فيها معنى زيادة عن جملة:ضرب عمرو زيدا.
أي أن الجملتين فيهما معنى واحد هو أن ضرباً وقع من عمرو على زيد لكن في جملة ضرب زيدا عمرو معنى زائد على هذا المعنى قادم من تقديم المفعول به على الفاعل . وقس على هذا المثال.
هذا هو التوخي أي أن اختيار المتكلم مقصود منه توخي معانٍ موجودة في الأسلوب المختار ليست في غيره والتي هي الاحتمالات الممكنة مثل:
ضرب عمرو زيدا
ضرب زيدا عمرو
لأن المفعول به حاله مع الفاعل فقط في التقديم والتأخير هو أن يتقدم عليه فيلي الفعل مباشرة أو يتأخر عنه .
وأما معاني النحو فهي المعاني الزائدة عن المعنى الأصلي القادمة من الأساليب التي هي أدوات التعبير في اللغة وهذه المعاني بعضها معروف ويتكرر مثل المعاني الإنشائية كالتعجب مثلا وبعضها معاني عادية ولذلك لايمكن حصرها .
وأما الأغراض والمقاصد فهي هي .
هذا الاسلوب:
هي هي
أنت أنت
الضمير الذي تعربه مبتدأ يكون ضميرا والضمير الذي تعربه خبرا يكون كناية كانك قلت:
انت شجاع وبطل وفارس وكريم وكذا وكذا
ثم اختصرت هذه الصفات في الضمير على أساس أنك جعلته الصفات أي جعلته الشجاعة والكرم مدعيا ذلك او مدعيا أنه كامل الصفات وأن الناس تعرف ذلك وإلا فالضمير لايخبر عنه بضمير مثله ولكن تقول أنت هو وهذا صحيح .
الأغراض والمقاصد في النفس وعلى أساسها يكون الاختيار .
كأن هذا الكلام يصف الصنعة الشعرية والنثرية فنظرية النظم تتوغل وتتغلغل في النفس البشرية عن طريق الصنعة .
مثلا صناعة الصورة
في النفس معاني تولدت من مشاعر موجودة على هياتها الحقيقية ثم تلبس الصورة عن طريق الصنعة فتتحول هذه المعاني من هيأة الى هيأة ومن هنا نشأ مايعرف بالرمز أي أن الشيء يريكه الشاعر في هيأة رمزية .
والصورة تركيبها يكون بالقياس على هيأة المعنى الحقيقية مثل التشبيه التمثيلي لأن المعنى فيها هو معنى المعنى أي معنى يدل على المعاني والمشاعر التي في النفس ونصل الى هذا المعنى من خلال الصورة أي معنى اللفظ .
والله أعلم