الجار والمجرور والظرف لابد أن يعلقا بفعل او اسم مشتق أو أي كلمة فيها رائحة الفعل مثل زيد حاتم في قومه نعلق الجار والمجرور(في قومه)بمعنى الحود الذي في كلمة حاتم والاسم حاتم اسم علم والاسم العلم ليس فيه رائحة الفعل لكن لما كان المقصود به حاتم الطائي رمز الكرم صارت في الاسم رائحة الحود والكرم .
ونستثني من هذا الكلام حرف الجر الزائد مثل ليس زيد بمجتهد فلانعلق الجار والمجرور(بمجتهد)بشيء لأن الباء دخلت للتوكيد وليس لنقل معنى الاسم المجرور الى الفعل مثل ضربت زيدا بالعصا الباء ومعناها بواسطة العصا حصل الضرب فالباء نقلت هذا المعنى من العصا الى الفعل .
إذاً الظرف والجار والمجرور يحتاجان الى التعليق بفعل أو اسم مشتق وهذا الفعل او الاسم سأسميه في المقال العامل .
هذا العامل إذا كان(مستقر أو استقر)فإنه يحذف وجوبا ولايذكر أبدا وطبعا أنا أحيانا أذكره في مقالاتي لكن هذا خطأ وأنت عزيزي القارئ لاتظن أني أكتب بالفصحى الثقيلة القوية لا ولكن بلغة سهلة .
يحذف وجوبا لأن الظرف صار بدلا عنه أي هكذا :
زيد عندك
التقدير: زيد مستقر عندك
وفي مستقر ضمير يعود على زيد .
صار عندنا شيآن الاسم المشتق والضمير المستتر فيه فقال العلماء أن العرب أخذوا هذا الضمير وأضمروه في الظرف(عندك)ثم جعلوا الظرف بدلا عن الفعل أو الاسم(استقر مستقر)فصار هذا الاسم أو الفعل من الأصول المرفوضة.
زيد عندك
زيد عندك هو
الضمير المستتر في محل رفع فاعل للظرف وليس العامل المحذوف لأننا قلنا أن الظرف صار بدلا من ذلك العامل .
لكن المعربون يقولون والظرف يتعلق باستقر أو مستقر محذوف وهذا الكلام يقولونه تسهيلا .
وإذا أردت الاستزادة تبحث عن مصطلح الأصول المرفوضة .
ولما كان من الأصول المرفوضة صار حذف هذا العامل(استقر مستقر)واجبا ولايجوز إظهاره أبدا .
وهذا العامل المحذوف يسمونه العام في الجار والمجرور والظرف ويجب حذفه والعامل الخاص هو مثل كل فعل أو اسم ليس مثل(استقر ومستقر)مثل زيد جالس عندك وزيد نائم عندك وزيد ساكن عندك كل هذه العوامل جالس ونائم وساكن لايجوز حذفها ويسمونها العامل الخاص .
(فلما رآه مستقراً عنده)
فلما رآه عنده
أعتقد أنك فهمت المسألة .
هذا العامل واجب الحذف فلما ذكر صار الاستقرار ليس استقراراً عاديا ولو كان عاديا لحذفت كلمة مستقراً وهي حال.
والقصة هي أن سيدنا سليمان عليه السلام طلب ممن كان في مجلسه أن يحضروا له عرش بلقيس فقال عفريت من الجن أنه سيحضره قبل أن يقوم سليمان من مقامه هذا وقال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك .
فأتى به في مدة ثواني فرآه سليمان مستقرا عنده فجأة .
وربي هناك أسرار الله أعلم بها إذ أن الأصل أن تحذف كلمة(مستقرا)فلما ذكرت صار الاستقرار عاملا خاصا وليس عاملا عاما أي هكذا:
فلما رآه عنده
الاستقرار مثل الاستقرار الذي في كلام الناس والذي يجب حذفه.
(فلما رآه مستقراً عنده)
هذا الاستقرار ليس مثل الاستقرار الذي في كلام الناس .
هذا استقرار خاص جدا جدا جدا بهذا الذي جرى فقط .
ولذلك ذكر .
وربي أسرار ومعجزات تحتاج الى تأمل .
والله أعلم