*******
*****
لمن تلك العيون الذابلة ؟ لمن تلك الوجوه المجهدة الشاحبة ؟ لمن صوت البكاء لمن ذاك الأنين ؟
يقلبون الكف، لا زاد الليلة أيضا ، لا دواء,لا سقف يواريهم ، موائدهم خواء ، قلوبهم منكسرة ، عيونهم متحسرة و أحلامهم أهواء، يتضورون في فراشهم من الجوع الطويل ، و يستفيقون على الألم , و يتقاسمون القرح في كوب ذليل .
لا يبرحون الحزن , بل هو لا يبرحهم ، من قبح ذاك الفقر هم يتلوّنون .
آه..آه .. بيوتهم لا تشبه المنازل ، كئيبة مظلمة ، قسوة الأيام تبدو على محياهم ، الكدّ جرّح جلودهم و جفّفها, يصبرون ، نعم ،لا يلحفون في السؤال ، نعم ، يحمدون الله على كل حال.
لا تنس يا مسلم أن تراهم حين تمر بجوارهم ، تذكرهم حين تشبع ،حين تلبس ، حين تضحك و حين تمرح ربّت على أكتافهم،اقرع باب جيوبك وأعطهم، اسبق مسألتهم وأحفظ ماء وجههم . إنهم حسناتك فاجمعها ، و ابتغ الجنة في إحسانك لهم ، و لا تنس أن تحمد الله على العافية .