أيجرحُكِ حرفي ؟! حروفي أوراقُ خريفٍ لا تؤذي نملةَ ، الألم حين تُنتزع مني - لا ذقتِهِ لحظة - ليتني أُحسنُ رصفَََ الحروفِ ، حين تتزاحمُ حولي سماديرُ منكِِِ .
حروفُك ترفل بمعانيها وصورها ، تتهادى بتؤدة لا تخطئُ مشيتُها دقةَ قلبٍ يحتضنُها ، ويناغيها ، ويسكنها سويداءَه لتنحت في مركز الذاكرة خالدةً ، يالرقتك سيفا مصلتا وفراتا متحدرا ، أنا تائهٌ في غربةٍ أدناها بحرٌ لا ساحلَ له وأعلاها خرمُ إبرةٍ .
سَماديرُ تتراءى لي منكِ كلما اقتفيتُ منها طرفا أَسْلَمني لحلقةٍ مفرغةٍ ، أيتها الفاردةُ ! ما قولي ويحكٍ إلا تعجبٌ لا قياسٌ يضبطُه ، ولا لفظٌ يؤديهِ ، كلُّ شأنكِ عجبٌ ، كبرياءٌ وشموخٌ وجمالٌ ونقاءٌ ، نعم إني أعنيكِ ، وهل يشبهكِ أحدٌ ؟!
الوحشةُ قدركِ ، أنَّى يطيبُ لكِ المقامُ حيثُ لا يُشبهكِ أحدٌ ، أنتِ صفحةٌ ناصعةٌ تَأْنسُ بها كلُّ نفسٍ كريمة اليومَ وغدا ، أنتِ غمامةٌ تأبى الوهاد ، روحكِ الطاهرة ترتقي مستشرفةً وطنَها ومستقرَّها حيثُ ( سلاما سلاما ) .
أيا حمامةً ما رأيتُها تحطُّ على فنن إلا اخضرَّ وطابَ ، يهمي هديلُك ندىً رقراقًا ، فتنتشي البلابلُ له مغردةً تحكي صداه ، كوني كما أنتِ لا تحفلي بنظري لستُ بصيادٍ ، وإنما مَصِيدٌ - فداكِ - .