..ذات يومْ .. تشتري غرضاً من سوبرماركت يُخرجُ لسانه للزّبائن ، والآلةُ تُصدرُ جرساً عندما تفتحُ فمها والبائع ينتظرُ الحساب ، تَـخرجُ وأنت تُـغنّـي بيتاً وهميّـاً لشاعرٍ عبقريٍّ مُضطربٍ عقليّـاً ، تقطعُ الشّـارعَ فوق جُثّــة حمار وحشٍ مُتجاهلاً جمعيّات القضاء على الآخر ، يقتحمُ وجهك مُتسـوّلٌ ومُديرُ أعماله على رصيفٍ محدود الذّكــاء ، تنتعلُ سيّارتك ، تفتحُ شُبّــاكك طراز الثّمانينيّات لأنّ الـمُكيّـف مريضٌ ، تنطلقُ ، تُتابعُ بـالـمرآة العُلوية الّـتي تعكسُ الصّورة بالأبيض والأسود ، سيّـارةَ نصف نقلٍ يتشاغلُ سائقها ، بينما يدهس النّاس ، بالحديث مع سائق أُجرةٍ لا يعنيه الأمر حول ما لا يعتقده بخصوص ما لا بُدّ منه ويُطالبه ببُرهانٍ على ما لا يدّعيه ، يشتمان الـمارّةَ الحمقى ، يفترقان آخر المطاف عند مُنعطف انتقال أحدهما إلى طبقةٍ أرقى .. تعودُ إلى الطّــريق تتفادى الارتطام بـحاجز الصّـوت لأنّ العدّاد كَسيحٌ هو الآخر ، يتبعُك شرطيٌّ يعملُ لحساب عدم قبض مخالفاتك ، لأنّـه في خدمة الشّـعب والحياةُ صعبةٌ كما تعلم ، تنقده قطعةً من النّـار يُقبّـلها ويحسدك في سرّه !!