كانت عيوني سجينة خلف أبواب الضباب الفولاذية قبل أن أخرج من شرنقة الأغنية الوطنية , ولم أكن أعلم بأن دمعات الترف الحارقة أذابت الجليد من أجفاني .. لتمسح غبار الليل ... تمهيدا لإنبلاج صبح يتنفس .. والذي ينبض زفيرا بعبق فل بنكوالي المقدس ...شهيقه تقية من الغُمس .. سويعاته جُنَّة من الوسواس ...الى هذه اللحظة ! أجهل نوع الكوكب الذي يقبع في أعماقي... لكني واثقة ..بأن هذا الكوكب يتحلى بصفات النجوم ويحتفظ بخاصية الكواكب لدنوه من الأرض...وإن كان هذا الكوكب ربعه حزن أهوج ..و حصان يسرح وهو مسرج .. إلا إن ثلاثة أرباعه تحتل أرصفة المباهج .....كنت أراها في كل تضاريسه وكان ينقصني أن الآمس روحها ...
آسفة .............
عندما نظرت الى اللوحة بتأمل الشاعرة لم أكن أعرف بأن هناك من يلامس القصيدة بريشة الفنان ..صه يا قلم..هناك خلط ما بين اللوحة التي ألقيتها في أمسيتي.. وبين القصيدة التي رسمتها على زجاج نافذتي ....ظهرت ملامح المرايا على وجهي أغمضت عيوني ..سمعت صوت الفقاعات المتواترة التي كانت تمد يدها للنسيم العابر ..لكني لم ألمحه بين ألوان الطيف ..........كنت أظن بأن المرايا هي التي تضحكنا , وأن البصل هو الذي يبكينا ...نعم البصل فقط هو من يستطيع ان ينتزع الدموع الحقيقية ....البكاء ما هو سوى طي صفحة جديدة لأستحداث صفحة خالية من آثار ذاكرة القلم .....وأن يمتهن النسيان لعبة كرة القدم .....وقد يكتب الحبر نفسه.... ويضرب موعدا ليشعل قنديله.............. .....
أبحث دائما عن أجمل ما في الأسوأ .... بدلا من الإنشغال في أسوأ ما في الأجمل.. تفأجأت بتفتح أزهار الأزاليا الصينية في حديقة صباحي ..ولم أكن مستعدة لهذه الفرحة التي كانت أجمل صدفة لم يحظى بها المعياد , إلا إن الرائحة الزكية قادتني كمن يسير في نومه دون أن أبصر طريقي ......وصلت الى أعلى قمة جبل عرتا ..حيث يطل من جهة الشمال على البحر الذي بدا تحته كحوض جميل و على رصيفه ثمة مباني تبدو متماثلة بالرغم من اختلافها والتي يحيط بها قوس لطريق ساحلي يربط العاصمة بالضواحي , كان كل شيء هناك يتساوى مع النمل لم أفرق بين القصر الجمهوري والسفينة الراسية في الميناء .. وبين المنازل العشوائية التي تهدد السلطة أصحابها بالهدم ,, يا للمفارقة ,
تساءلت....
هكذا لا يوجد فرق بين محكمة لاهاي ومحكمة قديمة في مدينة أبوخ التي ردمتها ذات يوم الحرب الأهلية , كل هذه الأفكار المغيبة للذهن كادت تقضي على فرحتي.. لولا إن فراشة جميلة وقفت على سبابتي .. توقفت أتأمل في جمالها وفي قوة ضعفها ..وأبتسمت لها قائلة أنت الآن أكبر حجما من مومياء الديناصور في المتحف ...... آآآآآآآآآآه أيتها الفراشة كاد اللون الأزرق المرشوش على جناحك أكثر توهجا من البحر وأقرب من السماء التي مهما أعتلينا تبعد عنا أكثر......
بل أكثر جمالا من مهرجانات طقوس الهندوس الملونة ..وأنا في غمرة التأمل , فجأة.. طارت الفراشة عندما أنبثقت شمس من كفي الأيمن ..يا الهي ... ما أروع هذه المفاجآت ...واريت على جسدي ظلال الصمت ..ما كل هذه الأحداث العجيبة تحدث في دفعة !!!!!!!!!! عدت كعادتي للتأمل والتفكير وطفقت أقوم بقياسات لمماس الدائرة والقطر للشمس التي أحتلت راحة يدي وكنت في رضى تام لمعايير حدسي الذي غالبا لا يخيب ....
سمعت صوتا ينطلق من مصدر لم أستطع تحديده إذ يقول لي لا تنس أن تتبعي قانون فيثاغورس ...أجبت دون أن أعي صاحب الصوت قائلة : لقد نسيت الخوازرمي وجابر بن حيان دعني أمارس الرسم على الماء .. دعني أراقص الضوء ...دعني أرسم على الجدران رائحة الصدى .... دعني أربط الشمس بلجام نبضي ...دعني أعيش اللحظة ...
عرتا : جبل يبعد عن مدينة جيبوتي 20 كم ...يتميز بأخضراره واعتدال طقسه نظرا لارتفاعه عن مستوى سطح البحر
بنكوالي : قرب مدينة تاجوراء مرتفعات خضراء وتتميز سهولها بالزراعة , تشتهر بالمانجا