أفسحي المجال لتيار جديد..اطرقي أبواب التعارف ووطدي العلاقات و الأواصر مع العالم.. البسي مقاسا يناسبك ..علك تتنفسين برئة أخرى..عل القدر يهبك الصدفة و اللقاء الذي تنتظرين و تحلمين..أنت العقل و الفكر أنت الأخلاق و طيبة القلب..أنت الأناقة و خفة الروح..لماذا تصطنعين أدوار البطولة في التكبر و سوء الحظ..لم تجهرين بعدم الحاجة للغير..؟؟
عبارات ..وصايا و نصائح أسمعها كل لحظة.. أضحت مألوفة عندي..يرددها الأهل و الأصحاب و حتى الزملاء ..هو عربون محبة و تقدير..هكذا أبدو للجميع ..تلك قدرتهم على فك شفرة حرف حياتي..حاولت أن أعبر لهم بكل الصياغات الموجودة باللغة العربية ..مرة بالرموز و الاستعارات و كل طقوس البلاغة ..و مرة بالتبسيط و المباشرة حتى التقريرية ..حاولت توضيح أني لست كما يتصورون.. و أني سعيدة مطمئنة متصالحة مع نفسي إلى أبعد الحدود.. و أني فتحت يوم قابلته كل دنى التعارف و التواصل.. و أني به أستغني عن العالم كله ..و أني بذلك منفتحة على الكل ..لكنه الوحيد الذي يملأ نقط الاستكفاء في حياتي الخاصة ..لأني أنثى عن جد معه..لأنه بالفعل في عيني الرجل الذي ظل شامخا ليس في عيني فقط ..إنما في عينيه كذلك..
ضميري لا يؤنبني إطلاقا كوني فضلته أو اخترت أن أسلك الطريق إليه.. صعوبتها تزيدني تشبثا به..تزيدني إيمانا بالله و تضرعا له عز و جل..نعم معه تعلمت حب الله و الإيمان بحكمته..
حاولت طي الصفحة لمرات عديدة و قاومت قلبي و مشاعري نحوه..أذعنت لصوت العقل و حاولت إقناع نفسي بوصايا محيطي..ما وجدتني إلا متشبتة به أكثر بعقلي ليس بوجداني ..ليس عنادا إنما عن درجة كبيرة من الوعي و الاقتناع ..فلحظة سعادة أحسها معه تشحن بطارية صبري و حياتي..من أين لي بصيدلية تبيع أقراص السعادة ؟ ألا يعلمون أن لحظات السعادة تغتصب و تتلاشى إذا ما بحثنا عنها و برمجنا لها..لكنها أحلى إذا ما تركناها للصدفة..لتلقائيتها دون موعد..دون تخطيط..هكذا تأتي هبة ربانية حلوة لا تحتاج تحديقا أو فسح طريق للترحيب بها ..لأنها من عند الله.. هو من أحسن خلقها و تصويرها..هو عندي هدية الخالق الجميلة.. و التي أحتفظ بها و سأظل أحتفظ بها .. أضعها قلادة أنيقة على عنق حياتي ..أتزين بها و أفتخر ..أهمس لها.. أبث لها دون خجل ..دون تصنع بود و احترام كل مكامن نفسي..معها سأتعامل بل أتعامل بطيبة و قسوة و غضب و ثورة و هدوء..أكون أنا معه بكل تقلبات مزاجي بليل و نهار دنياي لأنه الوحيد من يتقبلني كما أنا ..هو من يتحملني ..هو من يعلمني كيف أتنفس هواء متجددا للحياة..
ندى يزوغ