و ماذا بعد ..ما الذي علي فعله هكذا أسأل نفسي في كل لحظة عندما أقلب صفحة الجزيرة أستمع إلى كل أخبار التعسف و الاضطهاد الذي يمارس على الغزويين ..هم صامدون أمام تنكيل العدو.. هم صابرون يتلقون الصواريخ في كل ثانية ..و نحن أمام الفضائيات نعترف فقط بانزعاجنا و بتنديداتنا و بشعارات واهية ..نكذب على أنفسنا لا داعي لكي أوظف نا الدالة على الجماعة لأنها غير جديرة أن تصبح بالمعجم..سأتحدث بالمتكلم لأني جبانة و لأني أعيش بعصر متناقض رديء ..تعلمت فيه الأنانية و لوم الآخر و تحميل المسؤولية للآخر..نعم تعلمت أن أنس كغيري مسؤولياتي وواجباتي ..تعلمت كل مظاهر الهزائمية ....لماذا ولدت في عصر متخاذل لا يحس الشقيق بشقيقه؟ و لا يكترث القوي للضعيف...أفظع إحساس هو أن تحس جنازة بداخلك فترى الولائم و الحفلات الصاخبة دون أدنى إحساس بالذنب ..أين هي الأخلاق أين هي الرجولة و الشهامة ...اليوم السادس على التوالي و نحن نتتبع مسلسل الاضطهاد و كأنه اختلط مع مسلسلات الدراما التركية... ألهاته الدرجة أصبح الواقع مسلسلا تركيا تنتظر الحشود العربية نهاية أحداثه ؟أبطاله هاته المرة ليس مهند و نور و إنما أطفال و نساء و شباب فلسطينيون لا ذنب لهم سوى تلك الهوية ...سوى أنهم لا يريدون بيع الأرض و الوطن ...هل التاريخ سيسامحنا على عمالتنا ؟كلنا عملاء كلنا خونة سواء منا الضعيف أو القوي الرئيس أو المرؤوس ...أمة التنديدات أمة الشعارات ستبقى كذلك رهينة ضعفها هونها خنوعها ..عتمة على الأعين ضباب يحجب الرؤية ..ليس من حقي أن أطلب السماح من الفلسطينيين لأنهم حتى إن عفوا و سامحوا فهل سأسمح لنفسي لا أظن ...
ندى يزوغ..
المغرب..