أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: صوتك في حقول صباحاتي (10)

  1. #1
    الصورة الرمزية شريفة العلوي أديبة وشاعرة
    يرحمها الله

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : بقلب جيبوتي
    المشاركات : 2,093
    المواضيع : 139
    الردود : 2093
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي صوتك في حقول صباحاتي (10)

    أبي أيها الغالي يا قبطان سفينتي ويا حامل المسك على أكتاف أزماني ..يا مجد يطلي حروف اسمي بالسؤدد وهل للسودد لون ؟
    نعم ...
    يا شمس انبثقت من روحي ..يا نجم يعلق في أذني أقراط الثقة ..وفي قلبي مشكاة القناعة ..وأقنعت جيدي بالإستقامة وقوامي كاد ان يجاور النخلة ..أبي الغالي هذه المرة دعني أتوه في تفاصيل رحلتي التي بدأتها بعدما انفلتت يدي من يدك وهوت متدلية في فراغ الحيرة كغصن يمتد الى مساحة مجهولة في الأفق ..الآن سأروي لك قصة ..

    الرمادي بحوزتي ويا عجبي عندما عثرت على كنوز الألوان كلما تنكسر روحي كان ينتثر المنشور بأطياف تحتويني بنكهة حنانك وتلهمني بأن لا أتوقف عن الإبحار فالبحر أكبر من اليابسة وذاكرتي المعلقة في سقف قلائل أيامك أكبر من لحظات غيابك الأحادي ...والآن أصبحت متعلقة بشيء اسميه صوتك الذي أقطف سنابله من حقول صباحاتي لأني استبدلت حبي لك بحبك لي لأنه حب خالد يستمد ثباته في أذهان الألباب وقلوب النهى ..أدناه تفاصيل فستان دميتي التي أهديتني ذات عيد بهيج وأقصاه تلك الرحلة التي وعدتني بها الى القمر من خلال سردك لي عن رحلة رائد الفضاء والتي تخيلت ببراءة طفلة بأنك ستوفر لي مكوكا يقلني الى القمر كما كنت تشتري لي الحلوى ,, يا لعقليتي المسكينة التي وضعت مكوكا فضائيا في سلة الحلوى وظننت لكلاهما أن يتعايشا معا في حيز واحد ....
    ولكن انظر الى هذه المفارقة لو كان اصحاب القرارات في الوطن العربي يملكون قليلا من غبائي لحل على تاريخنا ضيوفا على وزن ارمسترونج ..
    الرمادي ...ظهور قوافل متواترة من أسنمة الأمواج فوق البساط الأزرق و تشرئب بالتناوب ثم تنحني بالتدرج لآلام مطمورة وأخرى ناتئة تخيف ببروزها العشوائي براءة الأطفال .......وتتمايل الأشباح من خلف زجاج نوافذ الليل الأهوج عندما نجهل المصير وتتساقط الأقنعة من الوجوه متلاحقة دون ان تقبض الشمس عليها متلبسة... وإنما تتقشر الأقنعة بفعل الرطوبة والتعرية الجغرافية , فقط نحتاج الى الصبر لتعدل الطبيعة تلك الموازين ..حتى كف النوى يرواغ الإرصاد المخالف لكل أعراف الطقس والرمال على سجيتها الفطرية لتتصاعد مع الرياح الصماء وان انعدمت لغة التخاطب بينهما إلا إن الفاعل والمفعول لا يختلفا أمام محكمة الخوف ..لأن الخوف يظل يعاني من كلا الاثنين ونحن مازلنا نكرس موهبتنا في تراشق التهم لعبضنا البعض وان ظهرت الحقيقة نثب الى أعلى فنن الهرطقة الأيدلوجية فقط كي لا نتذوق طعم الحقيقة وهي ساخنة ..لكن الخوف يحمل في قبضة يده خرقة بيضاء تدل على استسلامه قبل أن يُهزم ..

    و في الغروب تزيد عواصف النوى الرعناء بعنادها الأزلي ليلغي العازمين على السفر رغبتهم في الانتقال من ..والى .... من أجل إهدار دم الوداع ...حتى و إن كان السفر قطعة من الجمر ..وفيه ثمة بصيص من الفرحة ....عندما يمسحون المواقيت من جسد جدول الرحلات , كل شيء يدور في مكانه دون حراك ...الجارح يكيل مزيدا من الجرح للمجروح ..والظالم يصر على الظلم حتى يصل به الى أقصى لحظات الغمس والجائع تتقلص أمعائه وتقرع فيها طبول الموت يا الهي ما هذا الموت الذي يرينا تعدد أوجهه ..
    أحيانا نموت حبا
    وأحيانا نموت جوعا
    وفي أحايين أخرى نموت إغترابا ودنوا
    كما نموت قهرا تحت القوانين التعجيزية
    وما الى ذلك من غرائب الموت ليعكس قول الشاعر, تعددت الاسباب والموت واحد , اصبح تعدد الموت والسبب واحد ..لا غرابة إذا لا توجد في الشواطئ سوى زوارق الانتظار المتآلفة بحكم الانتظار والمتجاورة حسب كروية الأرض التي تجعل من نقطة الأفق البعيدة خطا يكاد يلصق الحاجبين حتى يكونا خطا واحدا لا يفرق ملامح الحق من ظلال الباطل ..وهنا نعرف بأن كل شيء يدور في سلة واحدة يسمى الألم البطيء , الألم البطيء؟
    نعم متى ستنقطع حباله يا ربي متى ؟...
    وهذا الألم هو الذي يصنع المعادن البراقة بعد الاحتراق ,,,كل شيء قابل للاحتراق هو أيضا قابل للإصلاح..إلا الألم المنفلت من لزوجة صمغ التجربة والهارب من دخان الذاكرة لأنه يفتقد خاصية التمسك ........وهي حكمة ..تعود إلى فيزيائية الرمادي في تماسك جزيئات الماء ......
    أيها الرمادي ليس ما تراه فوق راسي يراع يتصارع ولا هو وشاح الندم ولا تظن إنه شراع سفينتي الغارقة الذي أتخذ من جيدي عمودا له أثناء رحلتي الفاشلة و إنما هو بوصلة تحاول إن تحدد الاتجاه نعم هو بوصلة يتحدد مصيرها حسب مسار الجدول ......بعد أن جف الجرح وكف المرح وعرفت بأن الكون يدور حول لعبة الغولف ..حيث العدالة سبقت الوقوع في الهدف قبل الكرة ...

    __________________
    [/SIZE]

  2. #2
    الصورة الرمزية شريفة العلوي أديبة وشاعرة
    يرحمها الله

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : بقلب جيبوتي
    المشاركات : 2,093
    المواضيع : 139
    الردود : 2093
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي صوتك في حقول صباحاتي (11)

    صوتك في حقول صباحاتي (11)

    ثمة بوح هنا يا أبي يرفرف كالطير على هذا الحيز الممتد اليك..
    الرمادي ..ظل الأنثى الذي يتغمسني في مساحة منزلي الصغير ذهابا وإيابا ليؤكد لي صورة المرأة المنعكسة على المرآة المقابلة بكل عفوية المكان وهندام الزمان ..وعندما أرى الصورة المنعكسة أسترجع عدة صور التي تبخرت من يدي بفعل غيابك الحاضر..لا ادري لماذا تجعلني المرايا أقارن بين آخر موقف استوقف قوافل الاستفهام في ذهني وبين هيئتي وبعثرة المواقف المبعثرة لأعيد ترتيب مظهري أقصد ذاكرتي ولكن هل هذا يكفي ؟
    هناك شيء ما لم يتم ترتيبه بعد.. أعلم ذلك.......

    وأكثر ما يحيرني هي أدوات الخوف الناتجة عن ..الإهمال / اللا مبالاة / الغفلة /السهو هي جميعها أدوات لجريمة كاملة و القانون ضحية هذه الأدوات ..الخوف ذاته الذي أتجرع فيه عواقب اللحظة المنزوعة الجذور عندما تداهمني ثمة أفكار لا تنتمي إلى زمن معين ..والخوف هو الآخر فاغر فاه هو نفسه يعتريه الخوف ..

    قد لا أتقن لبس مريلة المطبخ وكأني إمرأة من العصر الطباشيري والتي لا تتقن دور المرأة العصرية مهما حاولت رسم صورة باربي الأنيقة ..نعم لأن الحروف تتصاعد من مسامات طاولة مطبخي بينما تطفو على سطح نكهته أفكارا تتودد لأنامل تسوقها الى محفلها كما يتصاعد الدخان من دفتري لهذا أنا فوضوية حتى ان لم يكن مظهري هكذا ...و هناك ثمة صوت يأتي من امرأة عادية لا تصل لأكثر من مدى الأمومة الحقيقية ....و هي الموهبة الحقيقية التي أعتمد عليها وأتكئ على أرائكها الوثيرة عدا ذلك غبار, غبار لا ادعيه و مهارات قد تبدو كزهرة كريستالية في عين السراب ...

    الرمادي ...صورتان معلقتان على جدار ذاكرتي و ملاحم الأمنيات التي تشهد عصورها المتلاحقة قبل ان تلتحق بالمسيرة المحصورة بين شقي صعوبة الواقع الذي أعيشه بين عيون تنظر الي كأن بين أصابعي سكون يبشر بالأمان كما قالها لي أحد الإعلاميين في جيبوتي أو أتظن بأني قادرة على هذا يا أبي ؟
    أليست هذه مسؤولية كبيرة بل أكبر من قامتي , ما قيمة القامة فهناك عمالقة تسقط في مصيدة النملة وليس هناك إشكال لتلك المعايير ...ولكن مع هذا أعرف عيوبي قبل حسناتي وأحب كشفها لا سترها كي لا تستفحل ولا اجيد دفن الرأس في كيس أخطائي لهذا سأتنحى عن ذلك الأمر الذي لا أتأهل له ..
    أنا انسانة انفعالية سريعة الإثارة زهرة قلبي لا تتحمل نسمة حارة جافة أو لمسها بيد ملوثة ..فكيف يتوقع بأني سأضع خاتما من السكون في بنسري وأقود به الجموع ؟
    هل أستطيع أن أمشي على جسر المسامير ثم أتمايل على أنغام الوجع واحاكي في المشي عارضة أزياء ؟
    هل أستطيع رؤية الكذب امامي وهو يمشي على قدمين يزاحم الطريق ثم أدعي بأن الطريق تسع الجميع ؟

    هل استطيع أن أرى امامي خريطة أنتزعوا منها أهم التضاريس وشكلوا عليها تكوينات مغايرة لم تخترعها الريح ذات يوم ثم أدعي بمنتهى الأناقة بأن الألوان أصبحت في الخريط أجمل من ذي قبل بفضل سكانها الجدد؟
    رحم الله امرء عرف قدر نفسه ...
    عندما يصافحك الوطن على طرف آخر من طاولة الحقوق ترتاب فيما اذا كنت في ذات يوم بائس تظاهرت بالعقوق أو هكذا تظن والسبب إنك كنت تريده أن لا يواري محياه عنك وحين تتجلد بالصبر وتنسى الأمر يأتيك وتسبقه ساقيه بالبشاشة اليك..
    شرق أفريقيا إنه مكان لا يخطئه الحب يستوقفني ويوقف الكثير من الجيولوجيين (بحوره , صخوره , زخرفة صوره )و لكن قد يخطئه التوافق في الأمزجة وفي زاوية عتيقة لقلب ظل يسدل على نافذة شرقية ستارة حريرية الملمس تواري عن الناظرين على الشمس رائحة الغروب لتنسج خيوطها النارية على تيارات البحر وتترك صورة قرص نصف الدائري على سطر الأفق ليشكل مماس لحظة على وشك الانتظار قبل الانفجار ...

    الرمادي ..يوم واحد في السنة لا يخلف ميعاده حتى وان تسللت عقارب الساعة من جيب الوقت وأحدثت بعض التغييرات التي بدأت تتشكل ليصبح الأمل في التغيير قابل للرؤية حتى وإن تأخر ظهوره كما ينبغي ...

    الرمادي ..بلاد العجائب التي كنت فقط أريد أن تطأها قدمي و تمنيت دخولها تحت أي مسمى حتى وان لم املك تلك الورقة التي تفوق قيمة حاملها لأني سأبدو اقل من المعلومات التي كتبت على صفحاتها بحبر رخيص
    وما المرء سوى حفنة معلومات قد لا تجدي في كل المحطات
    __________________

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    الدولة : سيرتـا
    العمر : 46
    المشاركات : 3,845
    المواضيع : 82
    الردود : 3845
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    المورقــة / شريفـة العلوي

    هذا الاستحضار الرائع لذات والدكِ - رحمه الله - و التي أراها باتت تسكن كل حركاتكِ و سكناتكِ , و تؤثرُ بطريقة مباشرة على مجرى تفكيركِ , و رؤيتكِ للأشياء , خلق حوارا بين ذاتين نلمح تفاصيلهما و نشعرُ بامتزاجهما الروحي و العقلي , رغم أن ذاتا واحدة هي من تقوم بانتاج هذه الصور , و تفرضُ كينونتها , و ذلك بدمج صور الواقع الحالي في صور سابقة تحتفظُ بها الذاكرة , و تصرُ على استمراريتها و توافقها مع أي رؤى جديدة , أو أحداث تم التنبؤ بها من زمن بعيد .
    هذه الذات التي لا تجد حرجا في المكاشفة بأخطائها , و التعامل معها من غير مبررات قد تعيقُ حركة التوجيه المناسب , و الاصلاح الذي يستمدُ مادتهُ من الذات الأخرى , كقيمة على التواصل رغم الانقطاع المادي , و الذي هو في الحقيقة تواصل ذات الكاتبة مع رؤى و ذات الآخر من خلال الرصيد المخزن في الذاكرة أصلا .

    بعض الهمزات مفقودة سيدتي , و كذا علامات الترقيم التي تساعد على فهم النص بشكل أفضل .

    دمت و رؤاكِ المبدعة

    إكليل من الزهر يغلف قلبك
    هشـــام
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    الصورة الرمزية شريفة العلوي أديبة وشاعرة
    يرحمها الله

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : بقلب جيبوتي
    المشاركات : 2,093
    المواضيع : 139
    الردود : 2093
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام عزاس مشاهدة المشاركة
    المورقــة / شريفـة العلوي

    هذا الاستحضار الرائع لذات والدكِ - رحمه الله - و التي أراها باتت تسكن كل حركاتكِ و سكناتكِ , و تؤثرُ بطريقة مباشرة على مجرى تفكيركِ , و رؤيتكِ للأشياء , خلق حوارا بين ذاتين نلمح تفاصيلهما و نشعرُ بامتزاجهما الروحي و العقلي , رغم أن ذاتا واحدة هي من تقوم بانتاج هذه الصور , و تفرضُ كينونتها , و ذلك بدمج صور الواقع الحالي في صور سابقة تحتفظُ بها الذاكرة , و تصرُ على استمراريتها و توافقها مع أي رؤى جديدة , أو أحداث تم التنبؤ بها من زمن بعيد .
    هذه الذات التي لا تجد حرجا في المكاشفة بأخطائها , و التعامل معها من غير مبررات قد تعيقُ حركة التوجيه المناسب , و الاصلاح الذي يستمدُ مادتهُ من الذات الأخرى , كقيمة على التواصل رغم الانقطاع المادي , و الذي هو في الحقيقة تواصل ذات الكاتبة مع رؤى و ذات الآخر من خلال الرصيد المخزن في الذاكرة أصلا .

    بعض الهمزات مفقودة سيدتي , و كذا علامات الترقيم التي تساعد على فهم النص بشكل أفضل .

    دمت و رؤاكِ المبدعة

    إكليل من الزهر يغلف قلبك
    هشـــام

    أخي المبدع هشام عزاس
    توقفت كثيرا عند قراءتك ووجدت هذه القراءة الواعية المتمكنة من التوغل في عمق مساحات السرد والانطباع الذي من البديهي أن يتكون للوهلة الأولى عند قراءة هذا البوح كان ادق اتقانا يحاذي اللحظة بكل رمادها وتوهج حزنها ..
    دمت بكل خير

  5. #5
    الصورة الرمزية شريفة العلوي أديبة وشاعرة
    يرحمها الله

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : بقلب جيبوتي
    المشاركات : 2,093
    المواضيع : 139
    الردود : 2093
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي صوتك في حقول صباحاتي (12)

    صوتك في حقول صباحاتي (12)


    الرمادي يا أبي , كائن وحيد في عالم لغة الألوان وألوان اللغة تدل جيناته على أنها من سلالة البرق و بقايا قلم الرصاص..
    الرمادي في حقيقته انزلاق أصابع البرق من سلم الرعد إلى الأرض حيث المواد القابلة للاختراق والمتزحلقة إلى الاحتراق ..وعندما يلامس مخلب البرق غصن الشجر تبرز صورة المقابلة على هيئة ما يسمى الرماد
    ولكن ليس كل احتراق ينتج عنه الرماد, لذا اللون الرمادي منفرد وليس مزج الأبيض بالأسود كما يقال غالبا ..وإلا كيف لا ينتج عن ارتباط الغسق بالضحى ؟ و عند انحناء قرص الشمس نحو أسفل الأفق كنتيجة التجربة لهذا اللقاء المستخلص بأنه الرمادي ..وعند مصافحة الليل للنهار في أولى امتداد الأيادي يرتدي الفراغ رداء برتقاليا وليس رماديا

    في هذه البلاد لا يخلو بيت من معوق حرب ولا أرملة حرب ولا يتيم حرب تلك الــ حروب مداها عقودا , أسبابها كثيرة كان فتيلها الأول الاستعمار وكان ثانيها تشعبات الحروب الأهلية والتي هي أقصى واقسي من الحروب الاستعمارية وليس لها بداية لتكون لها نهاية

    هذه واقعة عشتها قبل عدة سنوات مع مناضل جيء به جريحا شلت أطرافه الأربع وكان ذكيا مفرطا وفصيحا ألمعيا كما كان شاعرا كاد حتى حديثه العادي يتسم بشاعرية مدهشة ,يؤسفني إني لم استبقي منه شيئا إنه عبدالرحمن علي موسى من مواليد ضواحي طيعو كان له سابقة في حربٍ أهلية في شمال غرب دنكاليا حيث تلقى تدريبا أكسبه الخبرة والحنكة في المجال العسكري ..
    وفي جيبوتي ساهم في معارك متعددة عندما انضم الى صفوف جبهة فرود (بين المعارضة والحكومة ) نقل لي كل التفاصيل عن ميدان المعركة ذلك أثناء الشهور الأربع التي عاشها بيننا وكان وأتاح لي من خلال تلك الحوارات الاطلاع على تفاصيل الأحداث هناك فصيلة فصيلة قيادة قيادة وكم كان ساحرا الحديث عن حبة اسبرين التي كان يتقاسمها الاثنين وأحيانا يمتنع عنها الآخر بحجة ان رفيقه أولى بها نظرا لعمق جرحه , بالإضافة إلى التنازل عن الإجازات لبعضهم البعض , إضافة إلى حماس بعض الفصائل بأخذ دور رفاقهم ليكونوا في مقدمة المعركة , والبقية التي ترفض ان تكون ضمن فريق الاحتياط إلى آخره ..
    قارنت بين الحياة العادية بين الناس التي تتخللها الأنانية المطلقة حتى في طوابير التسوق في الأسواق خاصة الليلة الأولى لرمضان وليلة العيد حتى ينتهي الوقت صراع على مساحة معلقة بين من يضيق نفسه وبين من يتخيل بأنه يعيش في هذا الكوكب لوحده..
    ولكن الأمر هناك يختلف نظرا لقوة الإيمان وقوة المبادئ والإصرار والقناعة ..
    هكذا كان يسرد لي عن تلك التضحيات الجميلة الرائعة التي تضرب أروع الأمثلة في الإيثار ..
    أخبرني بأن الرصاصة التي اخترقت عموده الفقري كانت عندما حاول أخذ رفيق له استشهد في نفس المعركة كي لا يترك جثمانه للريح وللعدو وكثيرا من الشهداء سقطوا كي ينقذوا الجرحى ويمنعوا وقوع من نفد منه السلاح في يد العدو كأسرى ,,أصعب المواقف على الرجال الاستسلام وهم رجال يصدقون ما وعدوا به وقد نذروا أنفسهم للعطاء والبذل فالعطاء لا يتجزأ لذا تجدهم لا يحيدون عن المبادئ ..
    وأخبرني أيضا بأن شهيدا آخر نطق باسم خطيبته موصيا ان يسلموا ليديها خطابه ثم تلا الشهادة فانطلقت روحه إلى بارئها ..
    كما أخبرني بأن رفيقا آخر كان جرحه عميقا ونزفه مدرارا لم تجدِ معه المسكنات فكان يعيد قراءة رسالة حبيبته فيهادنه الألم بكل جبروت جرحه ..
    وكان يذكر لي عن أخي عبدالرحمن ..نعم فالاول اسمه عبدالرحمن وكثيرا ما توقفنا عند تشابه الأسماء وخاصة عندما زاره العزيز الغالي رحمه الله عمي عثمان خليل حامد وكذلك العم جمال عبدالقادر ريدو( المفكر /الأديب /المؤرخ) في المستشفى حيث كان يرقد أخينا العزيز عبدالرحمن علي موسى متأثرا بجراحه وهما توقعا بأنه أخي عبدالرحمن وحتى لم يتبين لهما حقيقة الأمر ما اذا كان هو عبدالرحمن أخي أم رفيقا له في تلك الخنادق , وكان عمي العزيز خليل عثمان استقل الطائرة المتجه عائدا الينا في اليوم التالي وجاء ليخبرني بعد تردد طويل بأن أخي عبدالرحمن إصابته شديدة وأنه يرقد في المستشفى وكانت لغته في منتهى الحذر والليونة نابعة من حرصه على مشاعري ومع هذا لم يكن المذكور عينه عبدالرحمن أخي ولكن الحدث برمته أعادني الى ذكريات ابنك الكبير عثمان الذي أستشهد برصاص المستعمر ..
    بعد أقل من اسبوعين جيء بـ عبدالرحمن علي موسى عن طريق التنسيق مع وزارة الدفاع في بلد نقطنه ومن ثم نقل الى منزلنا فأحسست بأننا نعتي بكل رفاقه من خلاله ..
    تنتهي قصته بوفاته ككل قصص حقيقية تنتهي بمآسي فــ المناضل عبدالرحمن علي موسى توفي بعدما تماثل للشفا ورحل الى دياره في غضون بضعة اشهر وكانت صدمتنا كبير بذلك..

    أبي .. لم يكن لغيابك عذر في هروب عبد الرحمن من المدرسة لينضم الى فصائل الجبهة وإنما كثيرا من أقرانه ترك كل واحد منهم موقعه في الحياة ليحتذي حذو رفاقه ..إبنك الصغير شارك في معارك جمة وكان مشهورا هناك بمواقفه الناضجة وبسالته الفائقة إضافة الى إتقانه للغات كثيرة وقدرته في تطويع بعض الصعاب حتى تجاوز اغلبها إلا إنه عاد من هناك مع ذكرياته الحادة مدمنا على سرد تفاصيلها ,متكيفا مع أوضاعها الشائكة , أصبح لا يستسغ أمورا غير تذكر رفاقه الذين استشهدوا والذين اُسروا والذين جيء بهم مبتوري الأطراف , لكنه لا ير من المستقبل شيئا غير الضباب هذه هي بصمات الحرب على الأحياء تتركهم أشباحا تتعايش مع المحيط دون أن تتعاطى مع متطلباته لذا , فهو غير مقتنع بأن يضع ذكرياته على مشجب الماضي والانخراط مع الحاضر الجديد لأن هذا الحاضر لم يحمل معه طموح أمسٍ كان ضحية للأيادي التي جعلته كبش فدا بما حمله من رؤى رقدت بين الغمد والزناد وعندما طويت مسافات الأحلام الغير الناضجة تم قطافها على مضض وبقي على الورق ما سكبه الحبر دون ان يتحمل الفعل مسؤولية الأيام بالركون الى جدار الوهم قبل العجز عن القيام ..

    في ميدان المعركة يعيش المرء كل أنواع الحياة رغم إنها تعتبر مقتطفات مختصرة للحياة العامة هي حياة مختزلة لكافة الحياة بصورة مصغرة مع استهلاك أكبر , هناك شعراء و أطباء و خطباء وهناك نساء ينقلن رسائل الأهالي إلى المقاومين بين جدائلهن ويجتزن محطات صعبة حتى تصل هذه الرسائل بأمانة , بعيدا عن جنود الأعداء وجواسيسهم , كم هي حكاياتهم ساحرة قال احد ضباط الجهة المعادية لزميله لا تأمن هولاء النسوة اللائي يراقصن شمس الضحى على وجناتهم وضفائرهن المتدلية التي تمد ألسنتها المعقوفة من تحت الأوشحة لأنها تحمل بين طياتها تلك الرسائل التي تربط خطوط المقاومين بخطوط قياداتهم في المدن عجبتني تلك الفتاة الجميلة التي لم ترتق اليها شكوك الضباط في محطة التفيش نظرا لجمالها الآخاذ ونعومتها بأنها تحمل في جيوبها رسائل المناضلين وعندما شك فيها احدهم أقنعته بأنها مدعوة مع أسرتها الى عرس يقام في المنطقة وإن حقيبتها لا تحوي سوى ..رقرقة ..وموريات فضية وذهبية ..وقلائد كهرمانية تلك المصوغات تتزين به الفتيات في الأعراس وعندما مد يده لحقيبتها هوت على راسه بضربة قوية لم يفق منها الا بعد فوات الاوان عندما علم رفاقه بالامر تعدت تلك الفتاة الحدود ...

    ..
    رقرقة : حلي من الذهب والفضة
    مورِّيات .جمع لــ مورِّية ..وهي قلادة على هيئة مسبحة

  6. #6
    الصورة الرمزية شريفة العلوي أديبة وشاعرة
    يرحمها الله

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : بقلب جيبوتي
    المشاركات : 2,093
    المواضيع : 139
    الردود : 2093
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي

    اشعر بأن الذي يتحدث في هذا النص ليس أنا بقدر ما يتحدث أبي من أعماقي , لقد هيأ أعماقي قبل أن تتشكل تضاريسها الخارجية فكريا وعقليا وحتى قبل بلوغي لــأدنى المستويات الثقافية , كان يهيئ عالمي بطريقة سهلة أساسها الصراحة وقالبها الوضوح ..

    ولابد للأرض من سماد قبل زرعها وغرسها ولابد للبنيان من أسس وقواعد قبل نصب الأعمدة ..وأثث قواعد ثوابتي بحكمته وها هنا الآن يتحدث من خلال قلمي مع الذين لم يدركوه لكنهم حتما أدركوا دوره , دور المدرس ومكانته متى ما يحمل على عاتقه مسؤولية الأجيال ..
    لم يكن يصعب عليه حمل قناديل الوعي كي يبدد بها الظلام الحالك الذي كانت ترزح به المجتمعات في محيطه وفي كثير من مواقف التي كان يتبناها استطاع ان يرتقي بهم الى سلالم التنوير منتزعا عن عيونهم الغشاوة من خلال تقريب الرؤية والتعامل مع كل عقليات مختلفة حسب منظورها , لأن النقد الجاف لا يؤدي إلا الى زيادة التعنت وتجبر الجهل بانتشار مساحاته ولكن حسن تصرفه وقوة بصيرته جعلت الآخرين أقرب الى الوصول لمعرفة مواطئ أقدامهم ووعوا بأن المكاسب الآنية لا تؤثث الأمن والسلام وأن الكفاح والنضال في سبيل العلم وفي حرية الأوطان والفكاك من هيمنة الثقافة الخارجية وصد غزوها بالتمسك بعناصر اللغة, لغة القرآن ومشتقاتها المتعددة كلها كانت المبادئ التي ينادي بها ولم يقف عند حد المدرسة لكنه كان نشطا في مناسبات عدة كي يصل الى كل الفئات وأن الوعي بالأمور الغائبة عن الأذهان لن يأتي بصورة مجانية او لمجرد الرغبة وإنما يتحقق بالكفاح والإصرار حتى ولو كلفه ذلك كثيرا من التضحيات بالترفع عن مصالحه زاهدا في راحة باله , لكنه نجح بقدر ما حققه له ذلك من الطمأنينة الى حد ما ومع هذا مازالت هناك في الوطن الحاجة إلى أمثاله ملحة ..
    ملحة ولكن القبور تأخذ فلا تعطي نحن في انتظار يدا تشبه يده وقلب بحجم قلبه ولكن الزمن لا يكرر إنتاجه على نفس المنوال وان تكررت القصص وتماثلت الإخفاقات والنجاحات إلا إننا لا يمكن ان نعثر على شخص يشبه الآخر ..

    تسقط الجبل التي تحيط بالبحر فتحدث هزة قوية , و تلك الهزة توزع كوارثها الـ متعددة الخارجة عن سيطرة العباد والبلاد ..والأدهى إن بلادنا تتأثر في أحداثها الداخلية المتشعبة وتتأثر أيضا بأحداث خارجية , أهو استعداد مسبق للالتحاق بأي حركة ؟..أم النفوس كورقة ترفعها الزوبعة من الأرض لتسقطها بعد الهدوء دون ان تعيدها في مكانها ..

    سأذكر لكم هنا ما حدث معي عندما قابلت قائد الجناح العسكري لجبهة فرود في مدينة أبوخ منذ أربعة سنوات..
    قلت له ..بالرغم من إيماني القوي بأهدافكم التي كانت من عمق أحلامنا إلا أنكم كقادة لم تكونوا مؤهلين لتجاوز تلك العقبات و أن مسألة النجاح والفشل أحيانا تخرج من حيز الانتصار الذي يتحقق في ميدان المعركة وهناك معارك أقسى وأقصى على أرض الواقع السياسي بل أكثر صعوبة و أدهى بمكائدها وتشعباتها ,فتحتاج إلى من يترفع عن مكاسب قصيرة الأنفاس ووضع حجر أساس متين للآتي , لهذا لم تثبتوا جدارتكم لهذا الدور في الجانب السياسي بعد انتهاء المعارك وكان عليكم إن تعلموا بأن الذين يجيدون خوض القتال في الجبهات لا يجيدون تحريك الحبال السياسية بمرونة التخطيط العسكري , فالسياسة أمر اكبر من التقنية العسكرية وإتقان لوجسيتيتها التي تعتمد على الجانب العملي أكثر من الجانب النظري...
    و الكد من أجمل الحصول على مالا يمكن الحصول عليه إلا بمراوغة المنطق وتكريس قوة الإقناع لما لا يمكن الوصول إليه بسهولة هذي هي الأدوات السياسية , فكيف للذين يتعاملون مع أرقام المساحات طولا وعرضا , وأرقام المجموعات بأعدادها وعدتها , وقياس البعد والقرب عن الهدف يستطيعوا التعامل مع أرقام لا نهاية لها ولا بداية لها والعمل على المساحات خارج المساحة ذاتها ! كيف؟ ..

    وكان رده على كلامي خارج إطار الواقع ككل الساسة الذين إذا سألتهم ينحرفون بك إلى طريقٍ لم تكن تهدف الوصول إليها, بينما الجواب الآخر قد يحقق لك بعض القناعات التي تجعلك تحدد موقفك إزائها ويمنح فضولك رضا , كانت تنقصك مجرد إشارة لتصل إليها وهو الأمر ذاته عندما يسألونك هم أنفسهم سؤالا , ليس لكي يصلوا إلى الجواب عينه , وإنما ليصلوا إلى جواب آخر يندرج ضمن الصدفة المجانية رغبة منهم في مراوغة ذكائك بينما الأمر ذاته يراوغ ذكائهم , لا يوجد ميزان بكفة كما يظنون كل الموازين لها كفتيها , لذلك توصلت من إجابته على سؤالي إلى إجابة لم أكن سأعثر عليها بسهولة لو كنت سألته مباشرة كانوا يقولون العفر ,, قوب , كي , محرو ..(القوس والرمح) ..

    لأن هناك سؤال أقرب الى القوس والرمح ويكون الجواب هو نتيجة انطلاق الرمح وان كان السؤال اقرب الى القوس , يطلق السؤال شخص جميل القوام ( *ماسياَّ معو ) ولكن الجواب المحتال سيأتي أحدبا وكل الإجابات المنحرفة تأتي محدودبة لذلك كانوا يقولون قدماء العفر في كل موقف غير محسوم كأنه مثل " القوس والرمح" دليلا على أن الطاقة كامنة والأمر بات معلقا ..مازالت هناك في الوطن رقصات رائعة *هورَّا و *جُدَا و *ورر هي رقصات رجالية ينزل فيها كل اثنين ليتبارزا في كلا من هورّا و جُدَا والرقصة تشبه كرقصات النسور في مواجهة البعض لبضعهما بتبادل الأماكن أما ورر عبارة عن رقصة يصطف فيها الفريقين الى صفين متقابلين كلما يبدأ بالغناء الصف الأول يرد عليه الصف الثاني بما يقابل ما جاء به الأول ثم يتحركوا تجاه بعضهم بالتتابع ..تذكر يا أبي في إحدى المرات عندما كنت صغيرة طلبتُ منك ان ترتب لاقامة احتفال في منزلنا , كي يرقصوا الرجال تلك الرقصات , نفذت طلبي وخاصة كي لا أبكي إذا غبت قليلا عن المنزل في أداء أنشطتك الاجتماعية التي كنت تساند فيها الكثير من الناس في مواقف عدة وكانت تلك فرصتك كي أتلهي بذلك العرض الفني الرائع حتى لم ابحث عنك الى ان انتهى الحفل وكنت أنت عدت الى البيت ..ذلك عندما كنا في منطقة زراعية وكل شيء هناك على طبيعته ..كالشمس كانت تتسلل الى ألاجفان مصبوغة بكلورفيل الأوراق الخضراء والنسمات تراقص سنابل الحنطة ..والفلاح من طبعه يطلق إما صفيرا أو يسلي نفسه بأنين الناي وكل هذه الاشياء لها لذة خاصة , تجعلك تبدو سعيدا دون ان تدري سببا للسعادة ..
    وفي تلك الليلة حيث بدأت الحفلة بالغناء والرقص في منزلنا في تمام الساعة التاسعة ليلا ولم يكن هناك جمهور أمام هذا الحشد من العازفين والراقصين سوى طفلة مدللة مزعجة صاحبة المزاج الغريب وبقية أفراد العائلة من النساء اللائي كن يشاهدن العرض من خلف النوافذ دون ان يظهرن ,,لكني أنا كنت أتابع المشاهدة وكنت انقل نظراتي بين الصفوف وفي يدي حلوى وتلك الدمية الغاضبة لأني بالفعل أهملتها وكنت اعلم في يقيني بأنها صورة ناقصة , حتى في حضور صديقاتي كنت استغني عنها .. وفي الساعة العاشرة والنصف عاد أبي الى المنزل وبرفقته أصدقائه الذين كانت تحلو لهم تسميتي بالنحلة وكانوا ينزعجون مني كثيرا كما كنت أبادلهم الشعور ذاته , فقط لأني في نظرهم مزعجة وخاصة كنت أحول جلساتهم الثقافية الى فوضى عندما ألح على أبي بطلبات معينة واقطع عليهم حديثهم الذي لا أفهم منه شيئا , وفي غالب الأوقات كنت أحاول مشاركتهم في نقاشاتهم لمجرد إثبات الذات وفيما بعد عرفت بأني كنت فعلا مزعجة وأن أبي كان يتحمل كل هذا لأنه يحبني يااااااه , وفي اليوم الثاني بدأت الناس تتساءل ما المناسبة لإقامة الحفل في بيتنا وعندما عرفوا القصة راقت لبعضهم عكس البعض الذي انتقد الأمر حتى قالوا لقد أفرط استأذنا في دلال ابنته ..
    هم أنفسهم الذين يقولون كلما وجدوني بأنه أحسن تربيتي وتربية أبنائهم في التعليم والتوجيه لاحقا ..

    أعود لتلك الرقصات الرائعة وهي كالسجال في القتال رغم إنها تقام في الأعراس والأعياد وفي الأنشطة الثقافية ومهرجانات فلكلورية حيث يحكى في التاريخ بأنها اُخترعت في عهود الغزو ومن خلالها حافظوا علي الوطن ..ولكنها الآن لا تمثل هذه الرقصات سوى الأمن والسلام والتشبث بالحياة وفيها الأمل متقد يرسم الابتسامة على الوجوه , كما تحمل الكثير من مبادئ الفروسية وفي سياقاتها تأمل الحكماء وبلاغة الفصحاء وفي كثير من الأناشيد التي يلقونها اثناء هذه الرقصات بها الكثير من العبر ووعاظ وإيقاظ الحماسة في النفوس واستنهاض القلوب وفيها تاريخ محكي وسرد لسير العظماء وتناقل علم الأنساب من أدواتها السيف وغمده المزخرف والخنجر وغمده المزين بنقوش الفضة وفصوص الزمرد والعقيق , والسهام وأقواس من الجلد الأملس بعضها مصنوع من هيكل السلحفاة وجلد مدبوغ محفور بالنقوش المذهلة ..من العجيب والغريب بأن العادات مازالت كما كانت ولكن الوطن تغيرت ملامحه ..

    كنت أتساءل لماذا تؤكل المساحات من الكتف وتنضم الى خارج الحدود كما تأكل الزلازل المرتفعات وتساويها بالسهول أهي فروض جغرافية أم إنها وهن يصيب التربة بعد أن تعبث بها أياد الطمع لــكأن بعض المناطق تقزمت وبعضها تعملق . ...

    الوصف : ماسيَّا معو
    ماسيَّا / قوام
    معو / جميل
    الأدوات :قوب كي محرو ..
    قوب / القوس
    كي / واو العطف
    محرو / الرمح

    الرقصات:
    هورَّ ا , جُدَا , ورر
    كلمة ورر فضلا عن انها رقصة تعني الغزو أو صد الهجوم

  7. #7

  8. #8
    الصورة الرمزية شريفة العلوي أديبة وشاعرة
    يرحمها الله

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : بقلب جيبوتي
    المشاركات : 2,093
    المواضيع : 139
    الردود : 2093
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد موسي مشاهدة المشاركة
    سلمت يمينك أيتها الرائعه

    نص أدبي غايه في الجمال

    تقبلي مروري هنا

    تحاياي

    أحمد موسى
    أخي المبدع أحمد موسى
    أحيي ذائقتك التي تتسلق درج الضوء الى العلا
    دمت بكل هذا العطاء .

  9. #9
    الصورة الرمزية فدوى يومة قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : المملكة المغربية ـ طنجة ـ
    العمر : 43
    المشاركات : 883
    المواضيع : 29
    الردود : 883
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    الفاضلة شريفة العلوي
    رحم الله والدك واسكنه فسيح جناته وأنا أقرأ لك سمعت صوت أبي الساكن فأعجز عن الفصل بين الماضي والحاضر
    لك معزتي وتقديري
    اللهم انفحنى منك بنفحة خير تغننى بها عمن سواك

  10. #10
    الصورة الرمزية شريفة العلوي أديبة وشاعرة
    يرحمها الله

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : بقلب جيبوتي
    المشاركات : 2,093
    المواضيع : 139
    الردود : 2093
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فدوى يومة مشاهدة المشاركة
    الفاضلة شريفة العلوي
    رحم الله والدك واسكنه فسيح جناته وأنا أقرأ لك سمعت صوت أبي الساكن فأعجز عن الفصل بين الماضي والحاضر
    لك معزتي وتقديري
    الغالية فدوى يومة
    لكم أسعدتني قراءتك وحملت لي هدايا الروح إذ أنك سمعت صوت والده وهذا ما تهدف اليه نصوص صوتك في صباحات حقولي .
    رحمة الله على موتى جميع المسلمين .
    كوني بالقرب أيتها النقية .

المواضيع المتشابهه

  1. صوتك في حقول صباحاتي (2)
    بواسطة شريفة العلوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 23-07-2009, 06:02 PM
  2. صوتك في حقول صباحاتي (7)
    بواسطة شريفة العلوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 11-12-2008, 09:25 PM
  3. صوتك في حقول صباحاتي (5)
    بواسطة شريفة العلوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 29-10-2008, 06:11 PM
  4. صوتك في حقول صباحاتي (4)
    بواسطة شريفة العلوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 26-10-2008, 12:55 AM
  5. صوتك في حقول صباحاتي
    بواسطة شريفة العلوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 21-10-2008, 03:16 PM