من شتاتي أجمعه ومن مماتي أبث فيه ملامح الحياة لعله يتورق من كف الصمت ويتبرعم جمرا في مواقد الغياب على ضفاف الشتاء ,,
أيها البحارة سوف أشعل كفي وسأنفث فيه لهيب أخباركم , لعل الذي وصل إلى سمعي سيمنحني حق العبور الى ذاكرة الوطن ,
بل إليكم لأن الحبر الذي كُتبت به مآسيكم لم يجف بعد و رفات من استلذ البحر بهيكله لم تقذف شعث خيوطه الأمواج المتناقضة مع وميض الملح على أقواس فقاعات الزبد , تلك الدوائر الحائرة حسب اتجاه الرياح سائرة ,
الوقت ممحاة لا تبق ولا تذر , والبحر هادر هادئ لكنه لا يبعث على الملل , سل سكان السواحل وسل البحارة إنهم منهمكون لإعداد العدة لــــ رحلاتهم الصيفية , وبعودتهم تجد الفرق ,
هناك من تخلف في بلد الوصول لعله لم يصل بعد ( ومن الذي يصل بعد كل هذا اللهاث المسافر صوب الأفق الممتد وكأن هذا الأفق أمتد على سواعد أحلامنا وأفترش سجاده من تنهيداتنا المحترقة المؤرقة )ولم يستوعب مكان إقامته وليس له تبرير العودة الى الوطن , وهل العودة الى الوطن بحاجة إلى تبرير؟
أم هي ورطة الرحلة الأولى تنزلق بنا الى رحلات واهية , رحلات أشبه ببيوت العناكب , وأصبحت اليد الطيبة ملوثة باقترافها بالامتداد نحو أمل شائك المعالم وأن الأمعاء تكفر بالخواء والحشا يمتلئ بنصف رغيف الحلم ولابد عند العودة أن يكون هناك تبريرا عن الرحلة الأولى ..
ليكون مقنعا لابد وان يكون معلبا وعليه ختما بارزا عن ماركته .
أتدري أيها البحر ؟
الوطن كالأم , يغفر العقوق ومهما ابتعدت لا يحرمك الحقوق , مهما يمسد الإخفاق على خصلات سكان السواحل بخيبة التآلف مع الطقس إلا إنه يمنحهم صكا يرتق الشقوق ..
ويصبح الكل متماثلا في أعراف الألم , وثمة ما يوحد الألم حتى أصبحت هناك مملكة الألم / وإمبراطورية الألم / وديمقراطية الألم بل هناك / طوباوية الألم ومثاليته التي تعقد صلحا مع كل السواحل , حتى انحصر التنوع الطبيعي البيئي في بوتقة العولمة وعولمة الألم كانت هناك سائدة وما الفائدة من كل هذه الولائم القائمة على رجرجرة الأحلام العائمة فوق الأزرق الشره .