أحدث المشاركات
صفحة 3 من 11 الأولىالأولى 1234567891011 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 110

الموضوع: قاص تحت الضوء (الحلقة الأولى ) .. مع أ. حسام القاضي

  1. #21
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    [QUOTE=
    2- نرجو أن تميز لنا بين أنواع و أشكال القصة ، و أن تحدثنا بالأخص
    عن مقومات نجاح القصة القصيرة جدا ،و التي ضاع مفهومها عند المتعلمين ،مع الكم الهائل للقصص القصيرة الموجودة على الشبكة [/color].[/color][/b]

    [[/QUOTE

    لعلك تعلمين كم المعلومات التي يمكن الحصول عليها عن هذا الموضوع لو كتبنا كلمة قصة في أي محرك بحث على الشابكة والتي تتكلم عن انواع القصة وكيف أن نوعاً ما يجب ألا يقل عن عدد معين من الكلمات و...و... و....... الخ
    أعرف انك لا تريدين مثل هذه الردود المتكررة الجامدة، وأنا مثلك أيضاً فلم لا نتحاور عن القصة في أبسط تعريف لها بعيداً عن المصطلحات الكثيرة الشائعة .
    أما عن أنواع وأشكال القصة ،فالكل يعرف "الرواية" والقصة (البعض يطلق عليها رواية قصيرة) والقصة القصيرة ظهرت بعدها القصيرة جدا ثم القصيرة جداً جداً أو الومضة ، وعن نفسي فقد وقفت عند القصة القصيرة ولا أستطيع تخطيها لما بعدها .
    سأورد هنا تعريفا مبسطاً للفرق بين القصة القصيرة والرواية:
    يشير "محمد يوسف نجم " في كتابه "القصة" إلى أن الرواية تصور فترة كاملة من حياة خاصة او مجموعة من الحيوات بينما القصة القصيرة تتناول قطاعاً أو شريحة أو موقفاً من الحياة ، ولذا فإن كاتبها يتجنب الخوض في تفاصيل الأحداث التي تكون في الرواية لأنه يعتمد على الإيحاء في المقام الأول ، وإذا كانت الرواية تعرض لسلسلة من الأحداث الهامة وفقاً للتدرج التاريخي المنطقي؛ فإن القصة القصيرة تبرز صورة واضحة المعالم لقطاع من الحياة من أجل إبراز فكرة معينة ، والقصة القصيرة تركز على حدث واحد ورؤية مكثفة ، في حين أن الرواية تقوم على سلسلة من الأحداث المتتابعة وبالتالي يمتد الزمن إلى وقت طويل في الرواية في حين تكون القصة القصيرة محدودة الزمن جداً"

    أرى في الفقرة السابقة أهم ما يميز القصة القصيرة عن الرواية ، وبعد الكثير مما قرأت من آراء لنقاد ومبدعين متخصصين في القصة وجدت أن هذه الآارء جميعاً تصنع طيفاً كالطيف اللوني ،مساحة عريضة غير محددة الحواف يستشعرها المبدع الحقيقي فقط ويدرك أبعادها دون تحديد ما.
    لذا فأنا أتفق مع بعض الآراء التي وجدت أن تعريف القصة القصيرة لن يتأتى إلا بمعرفة نقيضها:
    ناقدة تقول "من الممكن إعطاءوصف للقصة القصيرة من خلال الإشارةإلى ما لا يمكن ان يكون قصة قصيرة وبهذه الطريقة ستكون هناك مرونة في تحديدها"
    ناقد آخر " لماذا نبذل مجهوداً لتعريف القصة؟ علينا ان نقول ان المقال ليس قصة قصيرة، ووصف إحدى الشخصيات ليس قصة قصيرة كما ان الحوار ليس بالضرورة أن يكون قصة قصيرة ، وتسجيل أحداث كالمذكرات اليومية أو وصف تفصيلي لسفيتة غارقة لا يكون قصة قصيرة "

    وكذلك يقول عباس العقاد ".. من الأسهل تقديم تعريفات سلبية، بمعنى معرفة ما لا يشترط للقصة القصيرة للوصول إلى شروطها"

    وقد انتقيت هذه الآاراء التي راقتني ووجدتها تتوافق مع وجهة نظري من مقالة أكثر من رائعة قام بعرضها أستاذنا الكبير د. مصطفى عراقي
    هنا:
    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=21639
    وللقصة القصيرة جداً عودة اخرى بإذن الله
    حسام القاضي
    أديب .. أحياناً

  2. #22
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    شكرا لمن بادر في هذا اللقاء مع قاص متميز ..

    لأن شهادتي بأستاذي وأخي الكريم الأديب القاص حسام القاضي ستكون مجروحة وهو معلمي الذي بفضله استطعت أن أخط محاولاتي المتواضعة في القصة القصيرة ، وبفضل تشجيعه وإرشادته وصدقه في النقد والنصح ..

    لعل أكثر ما يلفت نظري في اسلوب الأديب القاص حسام القاضي هو الرمز واستخدامه بشكل يخدم النص من الناحية الفنية في تركيب القصة ومن ناحية التشويق فيها ..
    كثير منا لا يعرف كيف يستخدم الرمز في القص ليكون محورا تدور حوله الأحداث بفنية تخدم النص دون مبالغة في غموضه .
    قد قمت بكتابة قراءة متواضعة عن الرمزية في كتابات أديبنا ضيف صفحة قاص تحت الضوء وأتمنى أن أجد منه بعض شرح عن كيفية استخدام الرمز ببراعة تمكن القاص من كتابة نص يحمل عدة تأويلات بنجاح ..

    تحية لك أخي القدير حسام القاضي وكل الشكر على كل ما ستقدمه لنا من فائدة بإجاباتك على تساؤلاتنا ..

    والشكر موصول للأخ أحمد عيسى القائم على هذه الصفحات ..
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  3. #23
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.68

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وفاء شوكت خضر مشاهدة المشاركة
    قد قمت بكتابة قراءة متواضعة عن الرمزية في كتابات أديبنا ضيف صفحة قاص تحت الضوء وأتمنى أن أجد منه بعض شرح عن كيفية استخدام الرمز ببراعة تمكن القاص من كتابة نص يحمل عدة تأويلات بنجاح ..
    ..
    إذا كانت القراءة المذكورة منشورة في الواحة فليتك تزودينا بالرابط، وإن لم تكن فسننتظر منك إدراجها هنا ضمن تعليقات هذه الصفحة أو في موضوع مستقل تتفضلين سيدتي بتزويدنا برابطه.

    دمت متالقة سيدة الحرف
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  4. #24
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة
    إذا كانت القراءة المذكورة منشورة في الواحة فليتك تزودينا بالرابط، وإن لم تكن فسننتظر منك إدراجها هنا ضمن تعليقات هذه الصفحة أو في موضوع مستقل تتفضلين سيدتي بتزويدنا برابطه.

    دمت متالقة سيدة الحرف
    الأديبة الشاعرة الرائعة حسا وحرفا ربيحة الرفاعي ..

    لقد كانت قراءة بسيطة متواضعة وكان نص الحطام هو النموذج الذي قمت بعمل القراءة عليه ..
    هو عمل بسيط قمت به لأديب استحقت نصوصه الاهتمام لقيمتها الأدبية واستحق صاحبها التكريم بأقل ما يمكن تقديمه له ..
    رابط الموضوع ..
    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=22111

    شكرا لك اهتماك ..
    تحيتي وتقديري لجهودكم الرائعة في إدارة واحة الخير .

  5. #25

  6. #26
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.68

    افتراضي الحطام.. وقراءة الرمزية في قصص الأديب القاص / حسام القاضي ..

    نسخة من دراسة الأديبة الكبيرة وفاء شوكت خضر في قصة الحطام للأديب حسام القاضي

    الحطــام
    تهدجت أنفاسه , وخارت قواه فألقى معوله وجلس يستريح وسط ما حوله من حطام .. لا يذكر منذ متى يقوم بهذه المهمة, وكم تمنى أن تكون الأخيرة .. ولكن لا مفر فعليه أن ينجز مهمته متى وجدت , وأينما وجدت .. دائما لا يتقاضى أتعابا على مهمته .. فلا أحد يستأجره .. فهي ليست مهنة بقدر ما هي رسالة وليس له الخيار في أن يرفض , فهي قدر مقدور عليه .
    نظر إلى يمينه فراعه الحطام .. هز رأسه بأسى ( كم من حطام صنعه ورفعه بنفسه إلى مصاف الآلهة .. يقدره أولا , ثم يحبه .. فيجله .. فيرفعه إلى تلك المكانة وعندئذ .. عندئذ فقط يتحول إلى تمثال ينظر إليه من عليائه ببرود واحتقار .. لكنه كان دائما يصبر عليه وعلى غطرسته .. بل ربما توجه إلى السماء بدعاء حار له .. ويصبر .. ويصبر لكنه أبدا لا يستسلم .. فاللحظة آتية .. آتية لا ريب فيها .. عندها يهب فجأة قابضا على معوله بادئا في تحطيمه لا يحول بينهما حائل)
    خطف معوله وهب واقفا وشرع في العمل مرة أخرى .. رفعه عاليا وهوى به عليه فطاشت ضربته في الهواء.. رفعه مرة أخرى وهوى .. تكرر الأمر مرة ثالثة .. ورابعة .. لا يعرف ماذا دهاه .. يشعر بحائل بينهما .. حائل غير مرئي ـ لا يعرف كنهه ـ يجعل ضرباته تطيش في الهواء .
    كم من تماثيل صنعها بهواه وكم من أخرى فرضت عليه فرضا , ولم يفرق فيما بينها في المعاملة ..الصبر نفسه..الدعاء نفسه.. وكذلك المصير ، فعندما حان أوانها ما كان ليعيقه عائق .. دائما يحطمها .. ولو بعد حين .. لقد حطم من قبل ذا القبعة .. وذا الطربوش .. وحطم الكثيرين غيرهما .. دائما كانوا غرباء عنه باستثنائه هو وحده .. لم يكن غريبا عليه .. نفس سمرته ، وربما نفس ملامحه .. ما زال يذكر بدايته ..
    كم كان صادقا .. وكم كان خفيض الصوت .. وكم كان مستمعا جيدا قبل أن يصيبه ما أصاب سابقيه .. لم يعد يسمع صوتا إلا صوته.. بل ويستطربه .. عيناه اختفى منهما ذلك البريق المحبب ، وصارتا كرتين من حجارة لا إحساس فيهما .. يراهما أحيانا وكأنهما شواظ من نار .. كم كانتا وديعتين عيناه ..
    إلى عينيه نظر في تحد وقام ممسكا بمعوله وصوبه إلى وجهه في ضربة قوية ، لكنها طاشت .. سمع قهقهة عالية .. نظر إليه وجده يرمقه بسخرية واستهزاء .. كرر المحاولة مرة أخرى .. فشل .. سمع قهقهاته تدوي في الأرجاء .. زادته الضحكات عزما وتصميما ، وانهال بضرباته الطائشة يمينا ويسارا ، أعلى وأسفل .. ما زال ينظر إليه من عليائه بسخرية وتحد .. مازالت ضحكاته تدوي في أذنيه .. وهو على حاله في ضرباته الطائشة .. يتصبب منه العرق بغزارة .. يتعب فيستريح ليهب واقفا من جديد .. مكررا محاولاته وسط نظرات السخرية والضحكات المدوية .. لاشيء يثنيه عن عزمه .. فإنه محطمه محطمه
    .


    https://www.rabitat-alwaha.net/moltaq...ad.php?t=13300
    الأديب حسام القاضي ، يعتمد على الرمزية المكثفة في قصصة بشكل لا يجعل القارئ يفقد التركيز أثناء عملية البحث الفكري ، وهو يتابع قراءة أحد نصوصه .
    دوما يتحكم بالخيوط التي يستخدمها لنسيجه القصصي ، دون أن يفقد أحدها ، فنجد أن النسج القصصي عنده ، مشوق ، ذا هدف سامٍ ، وفي الوقت نفسه يمنحنا متعة القراءة .
    لا أدري كيف طرق هذا النص تحديدا أبواب الذاكرة ، في لحظة كانت الصورة تتطابق مع الرمز فيه، لأعود إليه بعد زمن طال منذ أن قرأته ، مما يثبت أن نصوص الأديب حسام القاضي ، ترسخ صورها في الذاكرة ، لأنها مرتبطة ارتباطا وثيقا بحياتنا الفعلية ، بخاصة إذا كان الرمز هو إسقاطات سياسية ، تعبر عن هم المواطن العربي أينما وجد .
    حطام ..
    أي حطام قصده أديبنا هنا ؟؟ ومن هو بطل القصة هنا ؟؟
    تهدجت أنفاسه , وخارت قواه فألقى معوله وجلس يستريح وسط ما حوله من حطام .. لا يذكر منذ متى يقوم بهذه المهمة, وكم تمنى أن تكون الأخيرة .. ولكن لا مفر فعليه أن ينجز مهمته متى وجدت , وأينما وجدت .. دائما لا يتقاضى أتعابا على مهمته .. فلا أحد يستأجره .. فهي ليست مهنة بقدر ما هي رسالة وليس له الخيار في أن يرفض , فهي قدر مقدور عليه .مدخل القصة ، يصف لنا حال البطل الذي استنفدت قواه وسط حطام صنعه بنفسه .
    لا يذكر منذ متى يقوم بهذه المهمة ، مما يدل على فترة زمنية طويلة ، فقد خلالها بعض التفاصيل والتواريخ ، والالتزام بهذه المهمة التي لا أجر عليها ولا هي مهنة ، بل هي رسالة عليه أن يؤديها لأنها قدر مكتوب عليه ..
    نظر إلى يمينه فراعه الحطام ..
    نظر إلي يمينه ، اليمين دون الشمال ، لأن اليد اليمنى أقوى ، وهي رمز للخير ، و رمز للنجاة ، واليمين .. أيضا قسم ..
    هز رأسه بأسى ( كم من حطام صنعه ورفعه بنفسه إلى مصاف الآلهة .. يقدره أولا , ثم يحبه .. فيجله .. فيرفعه إلى تلك المكانة وعندئذ .. عندئذ فقط يتحول إلى تمثال ينظر إليه من عليائه ببرود واحتقارثم تأتينا هنا نقطة التنوير ، كم من حطام صنعه ورفعه بنفسه ....
    هذا الذي صنعه ليرفعه إلى مصاف الآلهة ، تحول بعد ذلك إلى نقمة عليه ، متكبرا متعجرفا ينظر إليه ببرود واحتقار . وهو يصبر ، ويدعو له ،، !!
    يكمل أديبنا ..
    لكنه كان دائما يصبر عليه وعلى غطرسته .. بل ربما توجه إلى السماء بدعاء حار له .. ويصبر .. ويصبر لكنه أبدا لا يستسلم .. فاللحظة آتية .. آتية لا ريب فيها .. عندها يهب فجأة قابضا على معوله بادئا في تحطيمه لا يحول بينهما حائل )تراه أي تمثال هذا ؟؟ لا زال الرمز مختفيا ، إلا أن بعض خيوط في النسيج أمسك بها القارئ .
    خطف معوله وهب واقفا وشرع في العمل مرة أخرى .. رفعه عاليا وهوى به عليه فطاشت ضربته في الهواء.. رفعه مرة أخرى وهوى .. تكرر الأمر مرة أخرى .. وثالثة .. ورابعة .. لا يعرف ماذا دهاه .. يشعر بحائل بينهما .. حائل غير مرئي ـ لا يعرف كنهه ـ يجعل ضرباته تطيش في الهواء .
    تشويق زائد في نسيج القصة ، تصوير آخر لحامل المعول ، الذي رغم كل ما أصابه من تعب ووصب ، لا زال مستمرا ..
    إلا أن الأمر اختلف الآن فهنا محاولات تتكرر ، تبوء بالفشل ، وكأنه في قتال مع الريح ، لا تصيب ضربات معوله هذا التمثال .. ويستمر السرد ولا زال الرمز لم تكتمل حلقاته لنكتشفها ..
    والآن نمسك بخيط آخر .. كم من تماثيل صنعها بهواه وكم من أخرى فرضت عليه فرضا , ولم يفرق يما بينها في المعاملة .. نفس الصبر .. نفس الدعاء .. ونفس المصير ، فعندما حان أوانها ما كان ليعيقه عائق .. دائما يحطمها .. ولو بعد حين .. لقد حطم من قبل ذا القبعة .. وذا الطربوش .. وحطم الكثيرين غيرهما .. دائما كانوا غرباء عنه باستثنائه هو وحده .. لم يكن غريبا عليه .. نفس سمرته ، وربما نفس ملامحه .. ما زال يذكر بدايته ..التشابه في الملامح بين حامل المعول ، وبين التمثال ، الذي لم يكن غريبا .. هنا بدأ الرمز يتضح أكثر .. ما زال يذكر بدايته .. مما يوضح أن عهده ليس بعيدا ، وأنه يعرفه ، فقد ميزه عن ذي القبعة وذي الطربوش ، اللذين قام بتحطيمهما ، وتحطيم غيرهما .. ويميز هذا الأخير بقربه منه ، ومعرفته به ، حتى التشابه بينهما باللون والملامح ..
    كم كان صادقا .. وكم كان خفيض الصوت .. وكم كان مستمعا جيدا قبل أن يصيبه ما أصاب سابقيه .. لم يعد يسمع صوتا إلا صوته.. بل ويستطربه .. عيناه اختفى منهما ذلك البريق المحبب ، وصارتا كرتين من حجارة لا إحساس فيهما .. يراهما أحيانا وكأنهما شواظ من نار .. كم كانتا وديعتين عيناه ..
    مقارنة بين ما كان عليه ، وما صار إليه من تغير ، باستهجان لهذا التغير ، الصوت والنظرة ،
    إلى عينيه نظر في تحد وقام ممسكا بمعوله وصوبه إلى وجهه في ضربة قوية ، لكنها طاشت .. سمع قهقهة عالية .. نظر إليه وجده يرمقه بسخرية واستهزاء .. كرر المحاولة مرة أخرى .. فشل .. سمع قهقهاته تدوي في الأرجاء .. زادته الضحكات عزما وتصميما ، وانهال بضرباته الطائشة يمينا ويسارا ، أعلى وأسفل .. ما زال ينظر إليه من عليائه بسخرية وتحد .. مازالت ضحكاته تدوي في أذنيه .. وهو على حاله في ضرباته الطائشة .. يتصبب منه العرق بغزارة .. يتعب فيستريح ليهب واقفا من جديد .. مكررا محاولاته وسط نظرات السخرية والضحكات المدوية .. لاشيء يثنيه عن عزمه .. فإنه محطمه محطمه .أتت نقطة التنوير قوية لكنها ليست صريحة ، ليبقى الخيط الأخير بيد الكاتب لا القارئ ، مما يجعل للقصة تأثيرا خاصا على نفس القارئ .
    إسقاط سياسي بحت ، صور لنا من خلال الرمز الحاكم الذي بات لا يستطيع أحد أن ينزعه عن العرش ، بعد أن كان هو ذاته يوما يحمل المعول ليصنع الحطام .
    أساتذتي الأفاضل ..
    هذه قراءة متواضعة لنص له قيمته الأدبية ، ولأديب قاص له أسلوبه القصصي المميز .
    أتمنى أن أجد لديكم التوجيه إذا ما كنت أخطأت أو قصرت في قراءتي هذه ، فما أنا إلا تلميذة تتلقى العلم على أيديكم .
    وفاء شوكت خضر

  7. #27
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.18

    افتراضي

    المحك النفسي وعلاقته بالدائرة الزمنية في " نفس ما أرادوا"... للمبدع حسام القاضي_ رؤية تحليلية خاصة

    بقلم : الأديبة الدكتورة نجلاء طمان
    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...608#post524608

    .


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. نجلاء طمان مشاهدة المشاركة
    المحك النفسي وعلاقته بالدائرة الزمنية في " نفس ما أرادوا"... للمبدع حسام القاضي_ رؤية تحليلية خاصة.

    قد استفزتني هذه القصة منذ وقت طويل, وتأرجحتْ على الوتر الإنساني عندي بشكل كاد أن يقطعه, لدرجة لا أبالغ معها أنني كثيرًا ما حاولت تجنبها لشدة ما تثيره داخلي من غضب وألم, حتى غلبتُ انفعالي بعد حين وتناولتها بالتحليل.


    القصة هنا
    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=13123

    العمل كالدائرة له عدد لا محدود من النقاط التي يمكن أن يدخل منها الناقد إليه ليبحث عن نقطة التنوير فيه, وهنا كانت الاختلاجات النفسية لبطلة القص هي النقطة التي أصابتني بشرارة أدخلتني إلى قلب التنوير في العمل.

    نفس ما أرادوا


    العنوان جاء بأسلوب خبري لكنه مبهم استفز المتلقي وخلق عنده حالة تساؤلية, أخذت بتلابيبه إلى داخل العمل.

    أحيانًا تكون المباشرة قاتلة وأحيانًا تكون كوة النور التي تضيء للمتلقي كهف العمل فيبدأ بالنظر. توجت المباشرة مدخل العمل والفاتحة التمهيدية له فجملته, وجاءت التضادية في الصفات وردود الأفعال لكلٍ من بطلي القص.. موضحة أو بالأحرى فاضحة لعالمين داخليين وآخرين خارجيين لكلٍ منهما, لتتنازع العوالم الأربعة مع الحدود الزمنية الفائتة والحالية للقص.


    انصرف الجميع ولم يبق إلا هما وحدهما.. بكامل ملابسهما جلسا لتناول العشاء .. هو بنهم وسرعة ..هي ببطء وحياء .. كان ينظر إليها بين الحين والآخر نظرات تزيدها حياء وتزيده شراهة في التهام الطعام .. بحركة مباغتة أمسك بالدجاجة من فخذيها بكلتي يديه وجذبهما للخارج فانفصلا , وبدا في التهامها .. نظرت إليه مذعورة .. وضعت يدها على فيها .. وأسرعت إلى الحمام لتفرغ ما في جوفها ..


    هنا المكان واحد والزمان واحد وهو الحاضر لكلٍ من بطلي القص. الفقرة تلقي بالضوء على عالم خارجي للزوج ممثلًا في الجانب الشره المنعكس من النظرات المعوجة والتهام الطعام بطريقة غير سوية, وأيضًا تنير شمعة في عالم داخلي مرتكز على شهوانية حيوانية انعكست على السرعة الزمنية التي تناول بها الزوج طعامه, وارتدت بأشعة قاتلة على عالم البطلة الداخلي عندما مزق فخذي الدجاجة بوحشية وبدأ في الالتهام. كان هذا الفعل الحيواني بمثابة الضربة التي كسرت قيد وحش حبيس داخل البطلة فبدأ أول تحرره لخارج البطلة والتي استجابت لذلك بالهروب والغثيان.

    كانت هذه اللقطة -التي أبدع فيها القاص حد منتهى الذكاء- بحيث لا أبالغ عندما أقول أنها كانت عقدة الحبك وفنيته الأساسية والصارخة على الإطلاق. اللقطة جاءت ثلاثية الأبعاد من الحرفنة؛ أول بعد يتمثل في أن مرأى دجاجة تمزق – بغض الطرفِ عن طريقة تمزيقها- قد لا يعكس رد فعل البطلة الملفت بنفسه ولا بعينه عند غيرها, مما يعطي للقارئ ملمحًا بأن هذا السلوك قد ألقى داخل عالم البطلة المظلم ما وتر سطح اللاشعور عندها بعنف. ثاني بعد يتمثل في طريقة الوصف لأسلوب القاص والتي وضعتنا أمام شاشة مرئية للمشهد. ثالث بعد وهو الأروع على الإطلاق وهو تحديد مكان التمزيق في الدجاجة والفصل باليد لفخذيها من ثم الالتهام, في إشارة رائعة... رائعة لمسقط جسدي يحدد مكان الاغتصاب الحقيقي لدى البطلة.

    عندما تأخرت أتاها صوته من الردهة ساخرا : ألن تأتي ؟ أم تمضين الليلة في الحمام .. لعلك لا تحتاجين طبيبا ..
    رددت بشرود : طبيب .. طبيب
    ( نظر الطبيب إلى أمها قائلا
    ــ لقد تحسنت كثيرا .
    ــ الحمد لله أن جعل الشفاء على يديك يا دكتور .
    ــ لم أقل أنها شُفيت . فقط قلت أنها تحسنت وحاذري أن تعرضيها إلى أحزان أو صدمات .
    ــ لا أحزان بعد اليوم ،لم يعد هناك إلا الأفراح .
    ــ أية أفراح ؟
    ــ زفافها الذي تأجل من قبل بسبب ما حدث وكاد أن يلغى لولا أنه رجل بمعنى الكلمة.
    ــ إياكِ أن تجازفي بهذا الآن .
    ــ ليس الآن يا دكتور . بعد أسبوعين إن شاء الله .
    ــ أسبوعان ؟! ليس قبل عام ، فهي غير متوازنة نفسيا، ولن يضمن
    لك أحد ردود أفعالها في مثل هذه المواقف .
    ــ الزواج أفضل حل لها . خاصة أنها شُفيت .
    ــ قلت لك من قبل أنها لم تٌشف بعد، وأنا أدرى بحالتها .
    ــ وأنا أمها وأنا أدرى بحالتها .
    ــ لقد حذرتك وأرضيت ضميري . )

    حصاة أخرى يلقيها الزوج بيدِ سخريته وبلادته في هذا اليوم الحساس للغاية والذي يستدعي من الزوج غاية الإكرام والعطف والحنو والاحتواء بالمرأة. هذه الحصاة أصابت بعنف حائط زمني قديم كان من الضعف- وهو ما نوه عنه طبيبها وحذر منه- بحيث بدأ في التشقق فورا مستدعيًا حوارات نفسية قديمة بين الأم والطبيب, وهذه الحوارات طالت وكان يمكن اختزالها بصورة أكبر , ومع ذلك فقلب الحبك لم يتأثر كثيرًا بتلك الإطالة!

    وسط نحيبها ودموعها المنسابة سمعت صوته يتعجلها :
    ــ ألم يحن الوقت بعد ؟ أم تريدين أن آتي أنا ؟
    ــ لا أرجوك لا تأتي ، إني آتية لرفع المائدة.
    ــ وهل هذا وقته ؟ دعيها فيما بعد .
    ــ أحب أن يكون بيتي نظيفا ومرتبا ، ومنذ الليلة الأولى .
    ــ إذن أسرعي .


    دائمًا وخلال الخيط الحبكي في هذا العمل المؤثرات الصوتية والسلوكية للبطل هي لسعة السوط التي تحرك مشاعر البطلة بين الماضي والحاضر وهي في ذات الحين الوهم الذي يُمنطق الحالة اللاشعورية لديها ويعيد تشكيلها بردود فعل شعورية انتكاسية عنيفة. فصوته المتعجل الفج المأهول بعدم الحنان و المنسكب في لهجة ساخرة هو ما غمس مشاعر البطلة في وحل الماضي وهو نفسه ما أعادها إلى حالة في الحاضر أشد وحلًا.

    بدأت برفع أطباقه ..لم تجد من دجاجته إلا أشلاء .. مادت بها الأرض .. كادت أن تسقط .. تمالكت نفسها وأسرعت بأطباقه إلى المطبخ .. عادت لرفع أطباقها .. في طبق الحساء كانت هناك ذبابة تقاوم الغرق .. ضاق صدرها وانساب رغما عنها على وجنتيها خيطان من الدموع .. أسرعت إلى المطبخ وهي تتأمل الذبابة الغارقة بأسى ..

    النقطة الحبكية الثانية البديعة والتي أفرزها الكاتب ببراعة ممثلًا إياها في بقايا الدجاجة التي أضاف إليها لفظية وصفية للبدن وهي " أشلاء" كدلالة ومغزى, ثم في الذبابة التي تقاوم الغرق. أما عن الأولى فهي توليفة دلالية وانعكاس عن حالة زمنية فائتة أُفرزت داخل الحالة اللاشعورية للبطلة وزجت بها في بعد زمني مسبق وحالة واقعية مأساوية تعرضت لها قبلًا. وأما عن الثانية فهي رؤية تأويلية وتخيلية لحالة زمنية مستقبلية ؛ استجلبها خيال حاضر البطلة المُستفز بقسوة من ماهية الزوج الحيوانية , ومعبرًا عن نهاية مستقبلية رسمها نفس الخيال لصاحبته نفسها في تكميلية لذاك التخيل. فما تبقى من أشلاء الدجاجة هو في الحقيقة إسقاط في خيالها لما تبقى من أشلاءها قديمًا, ومصير الذبابة الغارقة هو في ذات الحين ذات المصير القادم في تكملة لحال غرق البطلة الحتمي في لاوعيها.

    ( لم يقل لها يوما كلمة حب واحدة ، كان ينظر إليها نظرات ملؤها الاشتهاء .. كانت بالنسبة له شيئا جميلا لا روح له ولا عقل ولا منطق .. ضاعت فترة الخطوبة بينهما في شد وجذب على شيء واحد يريده منها .. وتأباه هي .. والشرع .. والتقاليد ..
    سألته ذات يوم ماذا أكون بالنسبة لك ؟ أجابها شيء شهي .. دجاجة مشوية .. سمكة مقلية .. عندما أخبرت أمها ضحكت قائلة : هكذا هم الرجال يا ابنتي . )

    ما زال القاص يمارس لعبته المتقنة في الدوران في دائرة الزمن بين الماضي والحاضر, لا بقصد المباغتة ولكن بقصد التنوير, كي يلعب هذه المرة على الوتر التخيلي والتعاطفي للمتلقي.

    كانت دجاجتها ترقد في الطبق كما هي لم تمس .. حملتها وربتت عليها بحنان ..

    في هذا السطر الحنون طرفٌ ثالث خفي غاب عن ذهن المتلقي في خوض إبحاره في بحر القص النفسي المتواتر فتناسى دجاجتها هي التي لم تمس.. وهنا إخراج آخر مبدع للقاص وهو يفرغ ما في نفسية البطلة في لحظة قصيرة خاطفة لكنها حبلى بالحنان لتلك الدجاجة وهي تربت عليها بحنو, وهو إسقاط آخر لخيال البطلة المجني عليه عن حالتها هي. هي في خيالها تربت على نفسها الجديدة المتولدة في حالة غير طبيعية من التناقضات المتولدة والمخزونة في اللاوعي عندها, فتعدها- بل تعد نفسها– بأنها الآن.. والآن فقط في مأمن.

    أتاها صوته هذه المرة مناديا نافد الصبر وهي ترفع الأدوات .. ارتبكت .. فاصطدمت يدها بسكين .. جحظت عيناها .. ارتدت للخلف .. وجلست ..

    ( وضعوها على رقبتها .. كانت حادة لامعة .. شل لسانها .. بعد جهد يسير اقتادوها )

    وضع يديه على كتفيها .. هبت مفزوعة .. تعالت ضحكاته وهو يدفعها دفعا للحجرة .. بعد مقاومة يائسة منها دخلت .. ويدها خلف ظهرها .

    ( لم تعرف عددهم على وجه التحديد حينما تكالبوا عليها وكبلوها .. كان في نظراتهم بريق غريب مخيف .. انقسموا إلى فريقين .. واحد للنصف الأيمن والآخر للأيسر .. وجذبوا .. تأوهت وصرخت .. تبادلوا أماكنهم واحدا بعد الآخر .. تعالى صراخها وسط ضحكاتهم الماجنة .. تركوها ممزقة ….. والنفس و…. )

    اقترب منها فارتدت للخلف .. ضحك وتقدم مرة أخرى وهو ينظر إليها .. نظرت في عينيه .. صرخت .. في عينيه نفس النظرة .. إنه يريد نفس ما أرادوا .. نفس ما أرادوا ..
    رجعت للخلف .. اصطدمت بالجدار .. جحظت عيناها وهي تصرخ :
    ــ ابتعدوا عني .
    ــ ماذا ؟ ابتعدوا ؟ إني زوجك .
    ــ قلت ابتعدوا لن تفعلوها مرتين يا أوغاد .
    ــ أوغاد ؟ تعالي يا مجنونة .
    هم باحتضانها عنوة .. دفعته بيسراها بينما ظهرت يمناها من
    وراء ظهرها ممسكة بسكين ..ألجمت المفاجأة لسانه لحظات ثم انفجر ضاحكا :
    ــ لن تستطيعين إخافتي فالليلة ليلتي . أعطني السكين .
    هاجمها.. طعنته .. صرخ فضحكت .. رأت أحدهم يسقط .. طعنته مرة أخرى .. صرخ فضحكت وسقط آخر.. طعنته مرة ثالثة .. سقط ثالث .. استمرت في طعنه مرات ومرات .. حتى سقطوا جميعا وسط ضحكاتها المجنونة .

    مرة أخرى يأتي المؤثر الصوتي للزوج- وهو باعث الإفاقة-النفسي للبطلة ومؤرجحها على حبل عوالمها الزمنية الثلاثة ؛ الحاضر والماضي والمستقبل, ليخرجها من حالة مستقبلية ويقذف بها في حالة حاضر من ثم فورًا في حالة ماضي وفي سردية تامة لكنها وحشية الوقع لما أوضحت من وحشية سلوكية- تعجبتُ لها لما نوه عنه كلام الأم مع الطبيب عن معرفة الزوج بحالة الاغتصاب السابقة. إذن الكاتب يسير بنا عبر الزمن في حالة من الالتحام بين الماضي والحاضر انعكس في التشابهية والتماثلية السلوكية لكلٍ من حاملي خنجر الاغتصاب في الماضي – المغتصبون, وحامله في الحاضر – الزوج, فينفجر بذلكَ بركان ثورة كبتها في عنف مكتسحًا الماضي بالحاضر , فتختلط الرؤيا لدى البطلة تحت خضم هذا التواتر الرهيب فتقوم برد فعل طبيعي موازيًا وهو الدفاع عن نفسها ممن اغتصبوها في الماضي مسقطة دفاعها واقعيًا في شخص من يحاول اغتصابها في الحاضر- باسم الزواج- بطعناتٍ لها عدد ليس صدفة وإنما محسوب في عقلها بعدد مَن اغتصبوها, كل طعنة تمثل مغتصبًا, ولا تتوقف الطعنات إلا بانتهاء العدد.

    لا يمكن أن ندعي أن القاص باغتنا بالنهاية فقد كانت متوقعة في خضم معاناة البطلة ومنوه عنها من القاص في تعبيراته الوصفية السردية والخبرية والتي عرت في عنف ماهية وكينونة الحالات النفسية وتقاطعها مع الأبعاد الزمنية لدى البطلة, ووصفت في ذات الوقت وفي تقريرية مؤثرة وحشية شريعة الغاب التي اتخذها أشباه البشر في تعاملاتهم وسلوكياتهم مع تلك المرأة؛ سواءً في الماضي بمخالب ذئاب البشر, أو في الحاضر بمخالب بهائم البشر.

    في النهاية الكاتب يعبر عن حالة إنسانية بمكونات خارجية ظاهرية وداخلية خفية مستخدما براعة تنقلية عبر مستويات الزمن الثلاثة بالتقاطع مع محور هام من المكانية الواقعية ليدخلنا في دوامة دائرة قطرها ملمح ذاتي إنساني يبثه الكاتب في شكل نصح وتحذير, ونصف قطرها ملمح إنساني للحالة الرقيقة الهشة المتمثلة في المرأة والتي تعرضت للتهشيم الظالم, ليعطينا في النهاية مساحة للدائرة هي الإبداع, ومحيطًا لها هو غاية تعاطف المتلقي مع القضية.
    .....

    أنا- مع غضبي الشديد- لا يمكنني بحال أن أسقط نفسي في بركة التعميم فأسقط تلك الحالة البهائمية على كل الرجال فمنهم الكثير ممن يحملون الرحمة والخوف من الله نبراسين في قلوبهم, لكنني أخص بالتحقير الشديد هؤلاء الذين باعوا إنسانيتهم لشيطان شهواتهم وأهواءهم, وأقول لهم اعلموا أن الله أعطاك ثقة وأمانة القوامة, أي الحماية والحراسة لهذا المخلوق الحساس, فلا تظن – يا من أنت منهم- أن القوامة أفضلية تميزك عنها فتشطط, لتضعها بيد شططكَ في درجة دنيا, لكن افهم – هداك الله- أن الكنز الثمين فقط هو من يُحرس ويُحمى.

    وفي السياق أسوق لكَ حديثين فقط من أحاديثٍ كثر عن معلم البشرية الأحمد صلوات ربي عليه وتسليماته :
    الأول عن عائشة رضي الله عنها قالت:
    "إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليؤتى بالإناء فأشرب منه وأنا حائض ثم يأخذه فيضع فاه على موضع في وإن كنت لآخذ العرق فآكل منه ثم يأخذه فيضع فاه على موضع في"1.

    الثاني: عن جابر بن عبد الله وجابر بن عمير قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    "كل شيء ليس فيه ذكر الله فهو [لغو] وسهو ولعب إلا أربع [خصال]: ملاعبة الرجل امرأته وتأديب الرجل فرسه ومشيه بين الغرضين2 وتعليم الرجل السباحة"3.

    *الجامع الميسر لمؤلفات الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
    ـــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ ـ
    1 -أخرجه مسلم 1/168 – 169 وأحمد 6/62 وغيرهما.
    2 -تثنية "غرض" وهو الهدف.
    3 -أخرجه النسائي في عشرة النساء ق 74/2,

    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

    الشكر لا يفيكَ حق لفت الأنظار إلى هذه القضية – أخي الأستاذ حسام القاضي- بهذا التعاطف الإنساني النبيل, والعذر أسوقه في أنني أحببت – لكن يقيدني انشغالي الشديد- لو أخرجت آلاف الصفحات في تحليلي لهذه الحالة الهشة هشاشية أوراق الخريف والرقيقة رقة النسيم,حسبها وحسبنا الله. وأعقب أخيرًا لكَ- يا من أنت على شطط- أو لغيرك, وأرضي ضميري, وأشهد الله أنني نصحتكَ يومًا:
    اعلم يرحمكَ الله- أنكَ على شفا حفرةٍ من النار, وإنه آتٍ يومٌ لا قبل لأحد بوصفه؛ يوم الفزع الأكبر الذي فيه يدعو حتى الرسل والأنبياء أنفسهم : يارب سلم.. سلم ..!

    فسَّلم بناتِ خلق الله... يُسلمكَ الله !!!


    د. نجلاء طمان
    http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=57594

  8. #28
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. نجلاء طمان مشاهدة المشاركة
    وأنا أيضًا أقدم هنا دراسة لأحد أعماله أرجو أن تحوز على إعجابكم المكرم
    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...608#post524608
    غاية تقديري
    ========
    سعداء برؤية توقيعك أختنا نجلاء .
    شوقنا لحرفك كبيرٌ كبير .

  9. #29
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد عيسى مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم

    [font=traditional arabic]نبدأ موضوعنا الأول ، والحلقة الأولى لتناول أديب وقاص من الواحة ، ممن تأثروا بها وأثروا فيها ، وممن تعلمنا منهم فكانوا نجوماً في سماء الواحة .
    الحلقة الأولى مميزة ، مع أديب مميز ، وأستاذ كبير ، وقاص مبدع .
    [size=5]كيف لا ، ونحن هنا ، سنقضي شهراً كاملاً في ضيافة ابن مصر الأنيق ،


    مرحباً بكم وعلى بركة الله

    أخي الفاضل الأديب المبدع الأستاذ :أحمد عيسى


    أحييك يا أخي على براعة الاستهلال باختيار أخينا الحبيب أديبنا القدير : الأستاذ حسام القاضي الذي لم أر مثله حبا وإخلاصا ووفاء لأدبه ، وعمله ، وإخوانه ، وأصدقائه


    وما أجمل ما عبر عنه أديبنا الراقي الأستاذ سلطان الحريري حين كتب بمداد الصدق:


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. سلطان الحريري مشاهدة المشاركة
    رسالة إخوانية
    إليك أنت وحدك أيها النقي
    أطلق خطاي هذه المرة، فربما أجمّع حلما في كياني قد تكسّر على أعتاب انتظار نقاء كنقائك...ربما نرحل معا عبر الأماني القادمات، وصوت أمواج الخليج تفتش عنّا ، وعن دليل يحفر في جدران الذاكرة قصة رجل كبير بخلقه وأدبه ونقائه ،تذوب حروفه خلف قصص يرسمها بريشة فنان... عشت معها حين يدعوني داعي التذوق والسمو (بدون لون، و الحصار،و الحطام ، و لكنه حي ، وعملية جراحية ،و مرايا ،و نفس ما أرادوا ...)..
    نعم إنه هو الذي يهز كياني بلباقته، وحنوّه، وسمو مشاعره، ويبقى شهيق البحر في رئتي، وأرتدي الواقع الجميل، بعد أن حالت بيني وبينه صرخات عالم مبحوح ومسترخ ومتثائب...
    كنت أخيط حبي له من وراء صمته الطويل ، فهو صامت معظم الوقت ، وبعد أن كنت أحترق في لظى انتظار القادم، أيقنت أن الصمت ربما يكون بردا وسلاما إذا ألقينا أعباءنا في أتونه، فقد اختنقت المسامع بزفير عالم مأفون ...
    هو رجل يدمن النزف كتابة، وتحط على عتبات عينيه أطياف من عالم لا يحد... إذا أمعنت النظر في ملامحه تقرأ سورة الإخلاص، وإذا ما حدقت في صمته تراه يغتال النجوم، وتتسلق روحُه إلى مزارات تهزّ عرش الشفافية..
    يبدو لي أننا نتقاسم الحرف، ونسافر في فضاءات عالم واحد ؛ لننهي أسطورة الاغتراب، ولتبدأ بيننا قيامات هطول الجمال، فهو مبلل بالأحلام ، ومعطر برائحة زمن جميل تكتشفه في ملامحه...
    كنت أشعر معه أننا نضيع في تضاريس الأسئلة المستحيلة؛ بحثا عن عالم يجمعنا ، وأراه مثلي يحاصره حياء الرجال ... نعم لا تستغربوا فالحياء ميعاد القلوب الطاهرة حين تتقاسم مواسم ربيع قادم...
    يبدو لي – يا صاحبي – أننا من مواليد لقاء... نعم من مواليد لقاء جمعنا، حين سال الكلام من أضلعنا... من عيون حالمة بعالم آخر يحاول إتلاف ذاكرة الزمن الحزين...
    كنت لا أومن بالمقولة التي تتداولها الألسنة ( لكل امرئ من اسمه نصيب ) ؛ لأنها لا تنطبق علي ّ، ولكنني وجدت في اسمك ما يعيدني إلى جادة الصواب ، فأنت (السيف) الذي يرعى ( العدالة ) .. و الأجمل أن يجتمع السيف مع العدالة بصمت المخلصين !!!
    حين تلفظنا المسارب – يا صاحبي- يسطو المساء على مدننا ، وتدق نواقيس الغربة في عالمنا، وحين نشعر بأن أقلامنا صديقة أحلامنا بجانبنا يعود الدفء ليستقر في صفحاتنا البيضاء، ونتوغل في مرافئ الجمال، لنتجاوز الطقوس السقيمة، وينسلخ الربيع عن قشرة الحزن، ونرشف الأمل من كأس القلوب الطاهرة...
    أما لقاءاتنا على شاطئ الخليج فإننا نخلو بها إلى أنفسنا ، ونحلم أن نصطاد فيها فرحة قادمة من عالم البحار، ويمر بنا شريط دافئ الألوان، ونغرق في لحظات تغادر فيها نفوسنا مرافئ الأحزان شوقا إلى كلمة نطوق بها أعناق نصوصنا، فربما يقرأ نصوصنا ذات يوم طفل يحفر بيديه الناعمتين طريقه نحو عالم بريء لا تحكمه قوانين عالمنا هذا !!!
    عندها نشعر أننا قدمنا شيئا يستحق المحاولة...
    يبدو لي – يا صاحبي – أنني لا أريد التوقف، ولكن لابد أن أنهي هذه الكليمات فقد دقت ساعة الرحيل، وجمع النادل فناجين قهوتنا، وصوت قادم من بعيد يستدعيني !!!
    إليك وحدك أيها النقي أتوجه بالتحية ..
    لأنك تستحق
    فهل أكون قد وفيت؟؟
    كن بخير أيها النقي
    يا حسام القاضي
    أخوك الذي يحبك ويقدرك
    سلطان الحريري



    فجزاك الله يا أخي الفاضل عنا وعن الأدب خير الجزاء بهذا الاختيار الراقي مساحة خضراء ظليلة في قلب أديبنا الحبيب الأستاذ : حسام القاضي



    ودمت بكل الخير والسعادة والودّ
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ولريشة الغالية أهداب الشكر الجميل

  10. #30
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    الشكر لكل من مروا هنا ، وبادروا بالترحاب بأديبنا الكبير : حسام
    الشكر للأخت د. نجلاء طمان ، و الأخ الأستاذ : د. مصطفى عراقي والأخت : وفاء شوكت خضر
    ولكل الأخوة الذين مروا وتركوا بصمتهم .
    نتابع معكم اجابات الأستاذ : حسام القاضي ، وتحليلاتكم النقدية الرائعة لقصصه وأسلوبه ..
    جهزت أنا أيضاً دراسة سأضعها لكم قريباً عن أسلوب القاضي ..
    ودي لكم
    أموتُ أقاومْ

صفحة 3 من 11 الأولىالأولى 1234567891011 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مسلسل أرباب المهن ورباتها - الحلقة الثانية - القاضي .....
    بواسطة أبو القاسم في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 16-11-2019, 04:47 PM
  2. قاص تحت الضوء (الحلقة الثانية ) .. مع أ. نزار الزين
    بواسطة أحمد عيسى في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 44
    آخر مشاركة: 23-04-2014, 05:29 PM
  3. قاص تحت الضوء.. نافذة منكم واليكم
    بواسطة أحمد عيسى في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 05-03-2014, 10:38 AM
  4. قاص تحت الضوء
    بواسطة وفاء شوكت خضر في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-12-2013, 01:48 PM