1: نصف السر فقط
كلما طلعت شمس الصباح، منيرة، مشرقة، بالسعادة تتلألأ… تساءلت الكائنات عن مصدر الفرح العارم فيها..
نصف السر ينكشف حين نعرف أيــن و مع من أمضت ليلتهــا!..
واثقة من خطواتها تسعى إليه.. لا تتعجل الموعد و لا تخلفه و في طريقها تنشر النور.. تشعل الدفء و تبسط الخير
و هو.. عاشق منذ الأزل، تارة بصبــر جميل ينتظرها.. و تارة يهيج به الشوق فيثور عواصفَ و موجا هادرا..
و حين الغروب يمد زرقته ليضمها…
يرسم العاشقان على الأفق شفقا بألوان ساخنة.. و تحت ستار الليـل يختبئان
هذا نصف السر فقط و نصفه الثاني يحتفظان به.. فقط هو وهي!
2: زغاريــــد
عروس تزفها الكائنات
لعاشق الأزل
شمس حبلى بالفرح
تغسل المدينة من أوزارها
و تزاور عن الكهف
لئلا توقظ الحالمين
تمشط الريح جدائل الذهب
تنسج الجبال
فستانا من ثلج أبيض
و الحقل أقحوانا يرصعه
تشعل الدفء من تورد الخد
خجلى..
و من الخجل ما أحرق
و عاشق صبــور
ملء زرقته ينتظر
ملء موجه يهــدر
اشتد بــه شــوق
و من الشوق ما أغرق.
هذا المساء..
كما كل المساءات
بألوان ساخنة على صفحة الأفق
يضم المحيط شمسه
و تعلو زغاريد
لا حظ للمدينة فيها
3: دورة الأوزار
في زمن الخطايا
تسرف المدينة في غيها
تراكم الأوزار حطاما من بشر
تحرق الشمس ما استطاعت إليه سبيلا
و حين تعجـــز..
يستنفر المحيط جيوش المطر