** بَـاسِـمُ الـعَـبَـرات **
تُسَافِرُ فيكَ أشْرِعتي إلى حيثُ الصّفاء يَغمرُ مداراتٍ أنتَ تُحَلِّقُ فيها ،
وتَرْسُمُ في لوْحة انتظاري آيات انتِماءٍ تُبَعْثِرُ فيّ القَلَق .
يا وَطنًا بِتُّ أعْشَقُ بَيَاضَه ،وبريقا يَشُدُّني مِن سَحيق الأفُولِ إلى نَجْمَاتٍ
تَشْهَدُ انْبِعاثَ رَحيقي .
كمْ كنتُ وَحْدي أقاومُ رَجْفَةَ إبْحاري ،وخطاطيفَُ السّوادِ تَتَقاذفُني إلى
مَهاوي الغَرق، تَسْتَنْزِفُني وتَمْتَصّ بَواقي الإشْراق مِن كَوْني .
عَلّمتَني أن أصوغَ مِنْ مَقاماتِ البُكاء أغنِية تَشدو بالأماني ،
وعَلّمْتني أنْ أنُسج منْ غصّةِ الشّوْق حِبالا تَصِلُني بالقمَر .
أنا في انْهِمار هَطْلِكَ أولدُ ألْفَ مَرّة ، وأكْبُرُ ألفَ مَرّة ،
وفي فَنَنِ اكتِمالكَ أعْرِفُني ، ألْمَسُني، أرْسُمُني في قَلْبِ زَهْرَة.
مَنْ أنْتَ أيّها القادِمُ مِنْ رَهَقِ الفَقْدِ تَكْتُبُ تَعاويذَ التّلاقي في دُروبِ المُبْعَدين ؟
منْ أنتَ يا باسمَ العَبَرَات ؟
منْ أنتَ أيّها السّاهِرُ تُهَدْهِدُ أحْلامَنا ، وتُسْلِمُ رُوحَكَ للأَرَق؟