بينما كنت أنظر إلى الأفق من نافذة غرفة التفشش وهي تحلق بي فوق عوالم جديدة ، لاحت لي صورة هزتني فرسمتها على جدار الغرفة بقلم الرصاص .
وأحببت أن أضعها هنا بشيء من التنقيح والتشكيل ، وجعلت عنوانها :
************
نَهْجُ العِتْقِ
-------------
يَمْشِي وَجِلاً فِي حَقْلِ الأَلغامِ وَقَلْبُهُ يَخْفِقُ كزِلزَالٍ يابانِيٍّ ..
لا بُدَّ مِنْ بُلُوغِ الغايَةِ الكَبِيرَةِ ، أَرْضِ الكَلأِ والنَّدَى والحُرِّيَّةِ ..
يَتَلَفَّتُ يَمْنَةً ويَسْرَةً ، هَلْ هُنَاكَ ضِباعٌ تَرْصُدُهُ ؟
يَصْرُخُ بِأَنِينٍ صَاخِبٍ طَلَبًا لِلْعِتْقِ ، فَيَتَرَدَّدُ فِي الوَادِي صَدَى أَلْفِ أَلْفِ حَنِينٍ ..
تَبْرُقُ عَيْنَاهُ ..
يَرْتَفِعُ صَوْتُ صُرَاخِهِ وَيَنْفَرِجُ مَبْسِمُهُ وَيَخِفُّ وَجِيبُ قَلْبِهِ لِيَتَنَاغَمَ مَعَ وَقْعِ الخُطا الَّتِي تَوَحَّدَتْ مَعَ النِّداءِ ..
يُهَشِّمُ صَوْتٌ قَبيحٌ صَفَاءَ الأُنْشُودَةِ وَتَتَفَرَّقُ الغِزْلانُ ..... إِلاَّ وَاحِدًا يَبْقَى هَامِدًا يَصْطَبِغُ صَدْرُهُ بِمَاءِ الوَرْدِ وَرَائِحَةِ المِسْكِ ، وَتَزْدَادُ ابْتِسَامَتُهُ انْفِرَاجًا .