" مـــوقف "
قام الإمام بعد الصلاة على غير العادة ،يقطر وجهه نوراً ، والبسمة لاتكاد تغادر محياه ، ليعلن إسلام
شاب مسيحي من الفلبين ، كان حضر ليعلن إسلامه أمام جموع المصلين
وبدا المشهد بطبيعته - حيث هي المرة الأولى التي يسلم رجل أمامي - بهيجاً ، وأحسست وكأني عريس يزف إلى عروسه
وما هو إلا أن نطق بأروع كلمة في الكون " أشهد ألا إله إلا الله .. وأشهد أن محمدا رسول الله "
حتى علا التكبير أرجاء المسجد واستقام شعر رأسي لهذا الموقف
وبدا لي " قائلها " لم تكن لسانه التي لهجت بها ، بل قد خلق الله لكل مسامة من مسامات جسمه لسانا
تلهج بالشهادتين
ما أروع هذا الدين ..
وكأن نوراً خلعه على نفسه .. ساعة أسلم
فهو في لباس من ديباج مبطن بالحرير ، ورأيت دموعه هطلـــى لا يصدق نفسه ، كأن كؤؤساً
للسعادة أهريقت عليه ، وبدا أمامي كالذي يريد أن يصرخ " وجدت ضالتي الساعة "
وجدتني - ياقوم - أسابق رجلاي لأحضنه فأكون في المرتبة الثانية بعد الإمام .. وسألته في حفاوة عن اسمه الذي خلعه على نفسه فكان " يونس "
فما أروعه اسم اختاره
وما أبهجــــها حياة سيحياها " أخي في ضيِ ظل دوحة الإيمان .. يسري عليه في مادتيه " الجسدية والروحية " ترياق الإيمان
لشدّ عجبي كيف يترك الإسلام من ذاق طعم شعائره ؟؟
ومضيت ورحــــي ..كلما تذكرت إيمانها بالله ،رفرفت تتنسم هواء " العزة العليل "
يحدوني قول الشاعر :
أنا " مسلم " هل تعرفون المسلما :: أنا نور هذا الكون إن هو أظلما
أنا في الخليقة ريّ من يشكو الظما :: وإذا دعا الداعي أنا حامي الحمى
وهناك في أرجاء الفؤاد .. تسطع شموع العزة قائلة :
مسلم يا صعاب لن تقهريني :: في جبيني زمازم ورعود
لا أبالي ولو أقيم بدربي :: وطريقي حواجز وسدود
من دمائي في مقفرات البراري :: ينبت الزهر والحياة والورود
وشكرا لكم