العرس
مزق سكون الليل دويٌ هائل أعقبته انفجارات سريعة متتالية , وانفجر الغضب بركاناً من النار الحارقة في أحد معسكرات العدو مبدداً عتمة الليل بضياء يبشر بقرب انبلاج الفجر.
وعلى هضبة ليست بالبعيدة اختبأ شبحان وسط أشجار الزيتون أخذا يراقبان ما يحدث في صمت.
تلألأت الفرحة في أعينهم.. ذات العيون التي يرقد فيها الحزن والألم, وتشابكت الأيدي في عناق مهنئة .. نفس الأيدي التي صنعت بنفسها تلك القنابل البدائية الصنع.
وهفهفت نفساهما في نشوة حتى الثمالة ـ تلك النفوس التي تعيش الحلم الكبير في العودة .. ذات النفوس التي تتعرض كل يوم للموت لأنها تحب الحياة.
أما الشفاه فقد ظلت مطبقة, فكل لغات العالم وكلماته بكل مفرداتها ومرادفاتها ومعانيها لم تكن لتستطيع التعبير عما يختلج بداخلهما
كان للنجاح طعم حلو ..
حلاوة تشبه الاستلقاء بعد تعب شديد على بساط من العشب الأخضر تحت ظل شجرة وارفة ينبعث منها أريج أزهار البرتقال.
حلاوة تشبه رائحة الدفء المنبعث من بيت وأسرة ملتفة , وأقداح الشاي الساخن في ليلة سمر .
حلاوة تشبه حلاوة الانتماء إلى وطن.