شهرة العُرْي ..للشهرة نوعان من حيث الطالب والمطلوب : نوعٌ يسعى إليه طالبُه بكلّ ما أوتي ، ونوعٌ هو الذي يسعى إلى مَن يزهدُ فيه ! والذين زهدوا في الشهرة هم أكثر الناس شهرة .. واقرؤوا التاريخ .
والشهرة أنواع كثيرة من حيث الوسائلُ إليها :
فشهرة وسيلتُها ما يُفيد ( الإنسان ) : بعمل أو اختراع أو ابتكار أو فكرة مكتوبة أو مسموعة أو مرئيّة .
وشُهرة وسيلتُها حربٌ وجثثٌ ودماء
وشُهرة وسيلتها ( خالف تُعرَف ) أو ( اكذب تصل ) ..
ولكني رأيتُ أن أسرعَ وسيلة يركبها المتعطش إلى الشهرة هي : العريُ
العري الحقيقي ، كما عند من يسمون أنفسهم ( فيمن ) ، وكما في وسائل الإعلام الإباحية أو شبه الإباحية من أفلام وما شابه .
والعري الآخر ، عريُ القلم ، واللسان .. وهذا من اختصاص ( الأدباء ، والأديبات ) أو من وهبهم الله تعالى هبة التعبير بقلم أو لسان .
شهرة ( عري القلم واللسان ) سريعة ، وسهلة لأسباب :
لأنها تمس الغريزة الدنيا عند القارئ والسامع ، ولأنها مفهومة لدى أدنى مستويات المثقفين ، ولأنها وفيرة من حيث الموضوع والأفكار . ولأنها تلقى تشجيعاً ممن يريدون لأمم كثيرة أن تبقى لاهثة وراء الأجوفين ؛ فيسهلوا لها النشر والانتشار .
نحن أمام طالب شُهرة من نوع ( عري القلم واللسان ) يُلحد في الله ودينه وشرعه .
أو أمام طالب شهرة من النوع نفسه ، يؤمن بالله ودينه وشرعه .
أما الأول ؛ فندعه وما اختار لنفسه من حياة ؛ من أن يكون مع الفكر الحيواني ، والعيش الحيواني ، والشهرة الحيوانيّة .. يكتب العريَ و يتلفظه ويعيشه .. ودورنا نحن ينحصر في التحذير من القرب منه ومن أعماله .. وأمثاله .
وأما الثاني ؛ فنقول له : ها أنتَ بلغتَ ما تريد ، فنلتَ ( شُهرة العري ) .. ثم ماذا ؟
ماذا جنيتَ وكسبتَ ؟ هل ارتحتَ ورضيت ؟ وماذا تبغي بعد ذلك ؟
هل تعيش في مجتمعك راضياً مرضيّا ؟ أم ؟ ..
هل رضيت عنك ( أناك ) العليا ، بخلقها العليا ؟ أم ؟ ...
هل تشعر بالفخر أمام أبنائك وبناتك وإخوتك وأخواتك وأمك وأبيك ؟ .. أم؟ ..
هل تركتَ الطرفَ الآخر يحترمك ويتمناك زوجاً أو زوجة ؟ هل يتشرّف بك ؟ أم ؟ ..
هل تركتَ بعدَ الرحيل علماً يصلك بالحياة والحسنات ؟ أم ؟ ...
هل تركتَ شهرةً مقرونة بالدعاء لك ؟ أم ؟ ...
وقبل ذلك .. هل أنزلتَ معك إلى حفرتك شيئاً من كل ما كتبت ولفظت وصوّرت ؟ أو شيئاً مما كتبوا عنك أو لفظوا أو صوّروا ؟
ومَنْ مِمّن أثرتَ شهوته في الدنيا سيشفع لك يوم تأتي الله فردا ؟
ونقول له أيضاً : انظر إلى من سبقك في ( شهرة العري ) ، من الجيل السابق ، وانظر مآل ما قال وما كتب .. واعتبـِرْ .. واطلب الهداية والتوبة .. وعندها ستبلغ من الشهرة مداها .. ولكنها ستكون شهرة الدعاء لك ، والتأسي بك ، والخير لك في الدار الآخرة .
كلمة طيّبة أردتُ أن أكتبها ، لعلها تجد أذناً تعرف نفسَها وأنها المقصودة والمعنيّة بها . وما قصدتُ إلا حسنة في ميزاني ، إن شاء الله تعالى