ذات ليل ٍ حالك ٌ
غدوت أتجول بين الزقاق
أجوب الشوارع بين هذا أعرفه وهذا بالأمس عرفته
وتأملات القلب تمتشق سيفها المسلول من فكري
كانت دموع تكاد تعانق وجنتي
والروض كانَ مقصدي
ولكني فوجئت بليل ٍ حالك الظلمات
قلت في نفسي : ربما أرآها الآن في غياهب الوهم دَعكَ منها وأمض ِ
ثانية تخطوا خطوها من أمامي وكأنني لا أرآها وأنا لم أرَ سوى آثار وَقتِها
والقمر أسترق النظر إليه وهو في مخيلتي أشبه بملاكٍ صَغير
والنجوم تحتضنه بين أكفها أرآها كأم غزال ٍ أتبَعَ خَطوَها الأُسود
تطبطب عليه لا تحزن فإن متنا فلسنا نموت سوى بعض اللحظات من موتنا !!
تنشقت عطر َ ورد ٍ من بعيد
ظننته وردُ الأقحوان الممرغ بتراب البلاد
وضفائر النخيل ربما تكون بالصحراء لكني وجدتها تحتضن الورود وترفق بالرفاق
مضيت كمتتبع الآثار أرتشف بعض العطر وأمضي في طريقي إليه
وكأنني أتتبع آثار خيط دخان معلق ٌ ببعض قطرات المياه لتمحوا عن جبينه الغبار
أسدل الليل ستار النور الآن !!!
وأقبَلَ من بعد الظلام بحلة الإيمان
وأقبَلَ متهجدا برضيع وكأنه من روح الرحمن
وعيناي يملأهما نورٌ مقتبس من ذاك الرداء الأبيض وتلك العيون السود غارقة المآق
أزقزق ببعض الكلمات له وصوتي لا يكاد يرى من شدة ضعفه
وأنا الذي أغرق ببحر ضئيل الحجم نقي الروح
أقول له : من أنت ؟ ومن أين انت ؟ ولمَ اتيت ؟
قال : أنا ابن روحك من عشق تراب فلسطين وقلبي المنشق من قلبك أتى ليكون مسك الختام
قلت : أأنت أنت ؟
قال : ومن تظن غيري ؟
قلت : الآن وقد حان وقت الجنون...
برهة ٌمن الزمن تأسرني بين حاضر ٍ وماضي
صمت... أرى نفسي ملقــًاعلى سرير
عيناي تذرفان الدمع
ربما كنت أحلم
قد كنت أحلم برضيع متهجد الأقدار من فوق الكنائس تعلوا هامته شقٌ صغير
متأرجحٌ على أكف الندى يلهوا كالأطفال الصغار
ربما كان قلبي الذي أتآني من بعد الغياب !!!
10:40 صباحا
26/9/2007