تداعب هرتها
يلفها الصمت ...
يموء الوقت جوعا
فيحضرها الماضي
تحتاج الأنثى الكثير من الوقت
لتعتاد الحياة دون رجل عشقته .
وقد تموت ولا تنتهي المرحلة.
قد تلتقي بعده آخرا, تعطيه الجسد الدافئ
فيهدأ بركان الفحولة فيه
فأن تفك ثوب كبريائها الأنثوي , جلَّ ما يرضيه
شاسعٌ هو الفرق ما بينهما
الغريب والحبيب!!.
تمعن النظر في مرآة الروح
بعيدا عن الصورة التي شوّشتها مياه الغريب
رأت من أحبته يحدق من بعيد
وقلبه يحمل مرارة ملايين الأسئلة
أكان وغدا ؟ قاسيا ,غيورا , صلبا ؟
عاشقا, قاتلا ؟ لكنه كان رجلا .
وحده يستطيع الزهد دون امرأة لأنه أحبها.
هذا الشاعر المجنون كانت تكفيه وردة وكلمة
لتنبت في صدره ألف سنبلة
تتحرك هرتها هاربة
تخشي أن ينقطع حبل ذكرياتها
فتحضن الوسادة وتكمل الرحلة.
تأخذها عيناها لصورةٍ في الردهة علقها المالك الشرعي للجسد
وتتمتم : لو كان هو ؟!!
تبا لكِ, تصرخ لنفسها: لا حقَ لكِ أن تفكري الآن به،
جرمٌ هذا يا امرأة.
هاجسٌ داخلها والموت يحدق بالقلب
فحبه يجعلها كقاع السفينة
"ِِ يداعب البحر أحشاءها
لا هي تترك أحضانه ولا هو يلفظها "!!
لو كان هو ؟
لجَعَل السمّ حلوى ربما ؟
انكسرت, انتصبت, وصخبت تدوي بهذيان بلا معنى...
كفى كفى, عليك أن ترحل عن ذاكرتي،
إني ألتفُ الآن برائحةِ رجلٍ غيرك
فارحل، ارحل وخذ معك رائحة الزنبق.
يا سيدي :
إن لدى الآن من يمتص عشاء طفلتي الوحيدة !
لا تبكيني، فكيف يرثي الجرح الخنجر ؟
ارحل , فأنا من فتحت نافذة اللحم للأرض
وتركت سماءك تدميها الصحراء
أقتلني لديك لتموت الواحات أكثر
ألا تمل البقاء ؟
اللعنة ، لِمَ لا يأتي الصباح؟
تلقي وسادتها , تحس بالوقت أفعى
تتسلق أضلعها
تتغلغل في شرايينها .
رباه , لمَ الساعات قابعة هنا ولا تذهب ؟
لا أدرِ ما ألمّ بي ؟!!
هجرتُ حبيبا لأنتظر غريبا .
هيأتُ الموائدَ والحلوى
والدفء والسرير
وألحانا ممزقةً
قد يبدو الأمر شاعريا
بلا جدوى .
كيف يعتليني غريبٌ أراه اكتئابا يعلو وجه قهوتي* ؟
ارحمني يا سيدي وارحل
ارحل يا حبي الأوحد.
ألم أخبرك مرارا أنك وحدك من قلت له: أحبك ؟
أحبك أكثر , هل تذكر ؟
ما زلت أقولها فارحل !!
دعني أجهض جرحك من دمى
ومن قلبي ذكراك
فالغريب استوطن مسكني
وسريرك صار المنفي
ولم تعد تجدِ المحاولة .