المحرقة ،،
ال(التعريف ) هنا تثير في العنوان تساؤلات ان تمعن فيها المتلقي ليجدها تصدر من صميم النص ، وماهيته التي لايمكن ان تبتعد عن اسس التعريف العنواني هذا ، فهي المحرقة وكفى.
يا علماء الجهل ،،
اشربوا استنكاركم قبحا ،،
الياء البادية هنا ، الياء التي تحمل في طيات وبطون الكتب النحوية عنوان النداء ، وصفتها الدلالية ، تخرج من طورها النحوي ، لتشكل هنا استثنائية بديعة لغويا ولفظيا ، ومدلوليا ، فهي تعبر بالمتلقي الى ماورائيات الاتي بعدها ، ليس العملاء بحد ذاته انما الصفة التي تلفق بالعلماء ، والتلفيق هنا ليس تلفيق ظلم وزرو ، انما هو التلاحم الحقيقي بين العلة والمعلول، لأن ما يأتي بعدها يؤكد ان التلفيق هذا انما لم ياتي من فراغ.
يا حكام الفرجة
كراسيكم تنتحب ،،
يا أزلام المذلة
تذمرت العناكب بمخازنكم ،،
تصدعت أسلحتكم
شكاها الصدأ خمولا ،،
هنا تظهر الدلالات الفكرية العميقة كأستقراء لماهية الصيحة الندائية التلفيقية الاولى ، هنا يتم خلخلة النص فكريا وعقليا ووجدانيا ، ويوضع على مائدة الواقع العياني ، ليتم تنظيره استمرائياً وفق معطيات دلالية تخيلية ذات ابعاد وجودية مرئية، فالصدأ يشكل هنا لغة ذات ايحاءات عميقة وتصورات بعيدة.
و محرقة التصهين قاموسا ،،
أجازتها دساتير المنبطحة ،،
و عمالة الإفك ،،
يا سماسرة التاريخ
جغرافيتكم تئن
استحضار الزمكانية هنا تم وفق رؤية مسبقة ،برز فيها رمزية الإنتماء و رمزية الإستبطان ، وكلاهما نابعان من رؤية مستمدة من الاستقراء التاريخي ، ومقارنته بالواقع الحالي ، لذا فهنا الجغرافية لاتمثل حاجزا ، لديمومة او ديناميكية الاستحضار ، بل يفتح المجال لهذه الاستحضارات لنها لن تعدو بغريبة عنا ، فهي انما صارت بفعل الزمكانية الانية من ثوابت التلقينية التي لايكاد يمضي يوم دون سماعها.
و غزة تحترق
و مسلسل دم الأطفال موجع ،،
افتحوا أبواب النصرة ،،
على قارعة النفاق
تضاجعون الخيانة
توالدت المذلة
و السجود لغير الله
انحطاط أخلاقي ،،
تبرز اللغة الصوفية هنا من خلال النهل من معجمها النزفي المستمد آليته من الفعل الوجعي الكائن في الارض ، فتأتي الكلمات هنا مزيج بين توضيح الصورة ، واعلان المشهد ، ودرة الفعل العقيمة، التي تشي بمكنونات الانسان الحالي تجاه هكذا مواقف .
كن سيفي
لا خنجر المغتصب
للماء
و الهواء
و الأرض المقدسة ،،
كن هنا تمثل الحلقة التي من خلالها يمكن فتح افاق التركيب التعددي للنص ، فكن هذ اشارة الى الذات لنفسه ، والذات للاخر ، وكلاهما في دائرة الحدث متساويان ، لكنهما غير فعالان ، لذا تاتي اللغة هنا بصيغة امرية .
أين أنت أيها الشعب
و تمرير الإرتياب خذلان ،،
صنعة العاجز ،،
افتح عينيك ،،
و اطرد الغشاوة ،،
فمؤتمرات كراسي القش
تكرار استهجاني ،،
احمل سيفك ،،
أجل الحب ،،
حتى تطفئ المحرقة ،،،
تبرز هنا الصرخة الاستقرائية ،وتمتزج المعاني بمدولولاتها الاساسية والثانوية ، فتخلق معا الغاية من الطاولة المستديرة ، ومراسيم تقليد الفرسان ، لتنهض بالواقع الى الافضل ، وليس باستغلال الواقع لتحصيل رغبات الذات.
دم بخير وعذرا ان كانت قراة لم تصل لروعة النص لكنه مرور سريع ، لانشغالي بالامتحانات.
محبتي لك
جوتيار