أكتب إليكَ رسالةً موحِشة بألم الفراقِ وضياعِ حقوقِ القلبِ، في زمنِ التسطيرِ وعباراتِ المنقولْ ،،
أ تعرفُ كمْ ارّقني الضياعُ ، وأرهقني الأمل..
الورودُ هنا ذبلتْ وشحّ في السيل القَطر، ودونها خطّت مدامع الشوقِ على الخدّين ألف طريقٍ ومسافة،
والزمان هنا مختلفٌ، فالسنة هنا بعشرةٍ والساعة بيوم والعطر مفقود لا يباع ولا يشترى ، والحروف بلا سببٍ أصبحتْ ممنوعةً من الصرفِ ، ولا قصائد حولها ترقصُ "شناشيلُ ابنةِ الجلبي"،، ولا أنا حين كنتُ وكنتُ،، وكنتُ ....الخ
ولعلّك تعلم أنني منذ سافرت في آخرِ رحلة نحو "فلانة" ، كنتُ قد عزمتُ على عدمِ الرجوع ، فمن يعود من جنّةٍ إلى نار السنين العجاف؟
ولعلّ ما كان صبّراً أحيط بيهِ نفسي كجدارٍ عازلٍ ضدّ غدر الزمان كما يقولون، ما كانَ إلا كلماتٍ من بحر "أمي" العامرِ برحمة مهداةٍ إلى العبد الفقير، ف(أمّ الناسِ أمي) كما تعلمْ ، وأمّ الخير أمي ،،،
كلّ الطرقِ مسدودةً ، والجسورُ مقفلةً و كلّ الممراتِ نحو الخروج من كلّ السجونِ الكبيرةِ حولي محفوفةً بالموتِ من كلّ جانبٍ ..فمنِ أيّ " كلّ " أعبر إليكَ بأنفاسٍ وجسدْ؟
أيها المضمدُ بجراحي ، والمزوّقُ بأغنيةٍ من عُمرِ طفولةٍ غائبةٍ كغيابي ،
أيها الجديرُ بأخٍ صغيرٍ لا يكاد يفقهُ في علم الكلامِ إلا ما قلّ ،، رغم أنه يعبقُ بشعورٍ ذاتي غير مصقولٍ ولا منمقٍ في حبّ فلانة ،
فلها إن كانتِ النصفَ كلّي ، ولي معها زمنٌ من خيالٍ وورد، بلغَ منّي ارتجاف الطرفِ واختناقَ السهد في عبث الليلْ ،
ولا أدري ما لي عند فلانةٍ..
الإهداء
إلى رجلٍ قرأتُ اسمهُ على ورقةٍ بيضاء .