قالت لي من عد أن قراءت خاطرتي (إمرأة فوق العادة ):
كأني بك قد توقفت وانت تتحدث ، فما اوقفك ؟
فقلت : تالله انك لتقرائين فكرى كما يقرأ المرء منا كتابا او قصة فيعرف خاتمة القصة
من قراءة الورقة الاخيرة.
وانتى قراءتى خاطرتي من آخره وان لم اكتبه .
فقالت : وماذا كتبت ؟
قلت : كتبت الاتي :
هي إمرأة جمعت الاحساس برقة الشعور ،
وجمالها في كلماتها التي تهمس بها للأوراق فتحيلها الى شعلة من الحب
نقتبس منها المعاني الرائعة لتنتعش الآمال بداخلنا .
وهي إمرأة زادت على النساء أنها تتميز بعقلاً راجح ونفس عزيزة
وقلب مفعم بالحياة .
فكان لها من صفات الطبيعة اسماً يرق برقة زهورها وينتشي
بعطر الربيع فكانت بحق
ربيع القلب وربيع الحياة وربيع الحب
لقائي بها كان لقاء اكتملت فيه الصورة بندي صوتها العذب
فجأتني كلماتها لتضيف الى جمال صورتها صورة
جميلة لفاتنة من العصر الاندلسي
فكنت آراها بعين الخيال إمرأة فوق العادة
لها من الضياء نوراً يتجلي في محياها وكأنه
القمر حين يكتمل
ولها عينان وكأنهما جوهرتان تشعاً بريقاً وجمالاً
فلونهما يصعب على من تأسره العيون أن يصفهما
فشفتاك كأوراق وردة خجولة
تذوب من فرط الجمال حتي وكأنها تدعوك للأقتراب أكثر
أم أنها الرقة التى تفطر قلبي فلا يكون للحسن عندها الا أن أحظي بضمهما
ففي شفتاها يكمن الحسن متمثلاً في صورتان
الاولي عندما تهمس شفتاها وكأنهما زهرة تتفتح أوراقها
ثم تضمهما لتحبس قطرات الندى بداخلهما
والثانية عندما تبتسم فيظهر لعيناي جلياً بريقاً يشدني
ويجذبني كما يجذب الرحيق اليه النحل
لا أطيل في وصفهما فوصفهما أكبر من أن تصفه الكلمات
غير أن شفتاها وبأختصار ( الزهرة التى تجود بالرحيق وبالعطر وبالجمال)
إن أبلغ الوصف أن تصف الشيء بما رأيت لا بما سمعت
وأنا قد حظيت منها بالسمع وبالرؤيا
فالصورة لا تكتمل الا بهما.