حالَتِ الأَقْدارُ دُونَ وفاتي
فـَجَلَسْتُ على الصَّخْرَةِ
و أبْرَمْتُ عهْداً مع البَحْر.
لقدْ سقَطْتُ من القَمَرِ هفوةً
و التقَمَنيْ شُعاعٌ مِنَ الضَّوْءِ شحيح،
فَتَقَلَّبْتُ في دوَّامَةِ الوَهمِ الأعْشَىْ
حتَّى اسْتيْقَظْتُ أمشي على الماء..
تَنَهَّدَ البَحْرُ، و فاضَتْ لُجَجُهُ
كالمُخْتَمِرْ،
فجُزتُهُ بِخَطْوةٍ وَ جَلَسْتُ على الصَّخْرَة.
هكذا بَدَأتْ.
.
كانتِ النَّسائِمُ المُنْعِشةُ تَسْلَخُ صَفْحَةَ الماء
و كُنتُ دونَ بللٍ أُرسِلُ بَصَري في مُنْتَهى السَّماء
و قد أحالَها الصَّفاءُ كالمَرايا،
فَمَددْتُ يَدِيْ مأخوذاً خَدِرَ الفُؤَاد
و لامَسْتُ قَرْنَ الشَّمْسِ عِنْدَ زَاوِيةِ الوَجْد
حيثُ يَلْتَهِبُ الفَلَكْ
وَ يَبزُغُ ضَوْءُ الباطِن
فانْبَلَجَتْ غُرَّةُ الأمَلِ الأَمْضى
في سِرْبِ نوارِسٍ قادِمٍ منَ الأُفُقِ الدَّاني.
.
كانَ البَحْرُ مُخْتَلِجاً كأسْرارِ المُهَج،
ناشِطاً كأَجْنِحَةِ الهِمَمْ،
تَوَّاقاً كألْحاظِ الإشْتِياق...
فَوَقَفتُ على شُرْفَةِ الإِطْلالِ،
وَ كادَ وجْهي يَلْفَحُ الشَّمْسَ بِعَبْرَةٍ
وَ هِيَ تَهْويْ كمَا هَوَتْ بالأمس...
بَيْدَ أَنَّها اليَوْمَ في عَجَلْ...
أراها تَوَدُّ لقائي قبلَ الرَّحيل..
وَ كِلانا ...
راحلانْ.
/
*
/
شيندال