احمل ظمأ القفار شوقا اليك ..أحمل سلال فاكهة مواسم الحصاد كلها توقا اليك ....
أحمل مفاجآت الغيث في حقائب الغيم بقلب الصيف الذي يريق رذاذ العرق من كفيك المملوئتين بعقيق السخاء ...
أحمل حنينا يتسلق أعالي رواسي الغياب المحاصر بحضورك ...ومازالت خطواته تكد في الصعود الى سماوات الإنتظار ...
والإنتظار يأكل عقارب الساعة التي تسور معصمي و الذي يتباهى بأنه اكثر توجسا بمصافحتك ...
أحمل اليك بريد النجمة التي تحب صفاء المعدن في الروح ...
وثبات الرفعة بأسوار الصروح .. ولا تفرق بيني /بينك ...عندما تنقطع الحبال الصوتية في وهن النداء , وتعجز تلك الحبال لرتق فجوة جغرافية بين طريق يؤدي الى سهولٍ أبعدها الزلزال عن البحر في ذات كارثة قديمة... وبين بحر صافح المحيط في صدفة عديمة ...
أحمل اليك نبأ الزمرد لــ وشم ينقش على الفص الكهرماني تاريخ اللقاء الذي تم بيننا ,, وتنبؤه للحظة الوداع الذي فشل مرارا ...ولا يحدث الوداع فقط لجبل أخذ جزءه الزلزال من الجنوب وألصقه بالشمال عمدا و تكرارا ..
انما في كل محطة يوجد لهاث يُحدث التصدع و الإنقطاع لكل ثنائي دون ضرر ولا ضرارا ...
أحمل اليك بريدا تأخر في صندوق الحلم وسكن بين ثنايا سري بكامل عطره , ومازال حبره لم يجف و ومضات أحاسيسه لم تخمد براكينها بحجة الألم وعذره ...
أحمل اليك مقال صدق لكل مقام يعيدني اليك ككرة تتدحرج من علٍ ويعيدك اليَ بأضغاث أحلام أكبر من ان تستوعبه أجفان المنام ...ولا تتدارك مفاهيمه عقول الأنام ...
أحمل اليك كلمات شرقت في ذات مساء ضبابي بحنجرة الجوى وظلت معلقة بين التفوه بها وبين تأتأة النوى , وتوارت خلف سجاف الليالي التي كانت تفتقر الى السكينة في رياض السلام ...
أحمل اليك شعرا نضجت ثماره وكان يزين آنية الفضة في رواق الذكرى , ونثرا أينعت عناقيده , وحان أوان قطافه , وأنى لي يدك وهي مازالت تسوى ربطة عنقك الذي سلا , وسها , ودنا من منطقة محظورة وليس لي عهدا بقصصٍ يتداول اليأس أحكامه ,والشهود عرصات خاوية على عروش أيامه ..
أعطني يدك لأهبك نايا ينمق صفيرا لبريق عينيك كقيثارة تلهم الأسماع وتدس مسك الهيام في قلوب تختلس الينا سقطة آهة ..
أعطني يدك التي من غير سوء قبل أن يتناول النسيان طعامه على مائدة الذاكرة خوفا من أن يأكل أصابعها ..ترفرف اسراب البهجة في حجرات قلبي عندما يتفتح ورد الطفولة في محياك ...وأنت تحوك من الوقت بردة عهد الرخاء ..لهذا أعتاد شعاع الضحى الرقص على جبينك مهما كان لسع الاحتراق أيها الوفاء ... فأنت ترفع بيديك سقف السماء عندما أهاب من إنحناء السحاب في لحظات تنهل الدروب كؤوس خطواتك وتتهدل ظلال الولاء ...
وأحمل اليك نبأ أقل نصاعة من احتفال البسمة بين بلورٍ يتوارى خلف صدغيك ولكنه ينجح في تسريب شهد يعاسيب السعادة في أوردتك ...أعطني يدك لأنهض وأنفض غبار البعاد..