تذكرتك يوم العيد ..مع أولى إشراقة ..ليس لأني نسيتك ولن تمر علي لحظة تقوى على مسح نقطة من عالمك الكبير القابع في تكويناتي صوتا وسلوكك ..وعيا وجهالة.. حتى جهلي بأمور كثيرة يذكرني بك ..وأخطائي تذكرني بك ..
أتدري ؟
ليس الفخر بك لوحده هو الذي يذكرني بك بجانب كل سؤدد حباك الله به بل أتذكرك بكل عيوبي وكل زلات ظنوني وكل انحراف ينتاب أصابعي على لوحة المفاتيح ....آآآآآآآآآه يا أبي ..
قد تظن بأني تذكرتك مع فستان العيد مثل ذاك الزمن الذي كنتُ أختزل فيه العيد بفستان ..؟
لا يا حبيبي .........
حبيبي الذي لا يشبهه أحد ..
أتدري رغم حبي لأبنائي بشكل مفرط كما تصفه أمي الا انه لا احد يشبهك ....
اليوم حتى أبنائي تفكيرهم أكبر من ذاك الزمن الذي كنت فيه ألف خواصر فكري بالألوان
وثمة رسوم موزعة على فستاني و كانت تشكل لي معرضا لوحاته من خيالي وزواره من رفيقاتي ...
أنت تقول هذا افضل وانا اقول ذاك أفضل وكنت اكسب في النهاية كل الخيارات معك ....
ذاك زمنك يا أبي زمن كنا نقف فيه باخلاص على تفاصيل الأشياء ..
زمن كانت الاذن مهمتها الانصات واللسان مهمته كلمة حق ...
لا يا أبي اليوم أصبح العيد عندي زمنا يتخذ ركنا في محطة مهزوزة و أسرابا من الدقائق والثواني تولي بكل ما تحمله من أفراح واتراح ولمم أخشى ان تكبر وتتبرعم وتشكل خطا من الرهبة لأنك لم تكن معي و الحيرة تدق على ابواب لا تحمل عنوانا ومن ذا الذي سيفتح تلك الابواب سوى الخيبة ...
أتدري يا أبي ...
لم يستسغ أنفي عطر العيد لأن النسيم الذي أستعنت به كي يحمل صدق العبق لذائقتي أخبرني بأني منذ زمن نسيت تعاليمك وأهملت رواء حديقتك ...
بالرغم من إني في كل خيبة كنت أطرق برأسي على السجادة إجترارا لــ تعاليمك الا إني أخفقت هذه المرة ..لهذا لا تتعجب اذ قلت لك بأني تذكرتك يوم العيد عندما أخترقت ذاكراتي جدار نسيان كان آيلا لإستعادة ما أُخذ منه عنوة بنزوة ممحاة ...أبي سامحني اذا كنت أنحرفت عن صوتك عندما انحبس الكلام في حنجرتي لكني لن أفعل ما حييت ما يغضبك مني سأظل دائما وردتك الأثيرة .