سكتت شهرزاد
سكتت شهرزاد عن الكلام المباح ، حين صاح الديك معلنا أن الصباح قد لاح ، والليل يشد الرحال ، مفسحا للنور المكان ، وقلبي المعلق قنديلا ينتظر حكايا العاشقين ، تذوي ذبالته بالحنين ، لذلك الفارس القادم من كتب الأساطير ..
غفت شهرزاد على وسائد الحرير ، وأنا ما زلت أرقب الظلال القادمة مع سحابات الغبار ، من عصور الحب المعتق في صفحات الكتب الصفراء ، وروحي تورق بأماني اللقاء .
اتكأت شهرزاد على مساند السهر ، تحكي الحكايا ، وأنا أنتظر الحكاية التي ما حدثت بها شهرزاد ، ولا نطقت بها العبر ..
أيا شهرزاد لم الصمت ، وأنا ما زلت أنتظر ، على ضفاف نبع الدمع ، ذلك القادم ، أُمسك بيدي نجمة خبا بريقها ..
أرقب اكتمال البدر ، ونضوج الزهرة واقتراب الثريا ، وتضرج المريخ بالحمرة ..
أرقب دوران الشمس وتتابع الليل والنهار ..
ذاك الذي من بين عينيه تشرق وتغرب الأقمار ، تعبر كل الفصول ، و عمري يذوي ما بين النبض والنبض ، ما بين شروق وأفول ، وخسوف وكسوف ، ونجوم تسقط أحلاما أحرقها اليأس ..
في فلك مشاعري ، ثقوب سوداء ، كالنُّدوب في وجه حسناء ، لا قمر مضيء ، ولا كوكب فيه حياة،ولا شمس تنير ظلمات روحي ، تذيب جليدا كسا القلب في ليالي الانتظار .