صور من بلاد كنعان
حدثه عن طفولته ، وأحلامه البسيطة ، عن حقيبته المدرسية التي اخترقتها الطلقات عند شارع يطل على البحر ، حيث مرابع الأهل و بيارات البرتقال ، حدثه عن الجبال و البحر ، عن السهل والنهر ... والأغوار ، عن الغابات ، عن الشمس التي لا تغيب عن القمر الحزين ، حدثه عن الذئب الذي كدر عيشه يوما ، عندما اغتصب فرحته وقطع سكينته ، أغرورقت عيناه لكنه لم يمت ... أجيال تأتي ، والحب حي لا يموت ، وحلم العودة لا يغيب ... الحب يغرسونه ، يلدونه مع أطفالهم 0
2
أيام الطفولة في الأعماق منقوشة .... في بيته العتيق له موال وقصيدة 0000 ذكريات حلوه ، وأحلام كثيرة 000 حفر الزمان أخاديده العميقة على وجهه البسيط ، تتسارع خطاه من شارع لشارع ... هذا هو حينا القديم ... وهذه مدرستي ، هنا قبر معلمي الذي رحل ... هذه بيادر الحنطة تمتد عبر الأفق أغنية عاشق يتسرب الحزن من مسامات أرضها ، يسرع نحو بيته ، يحمل مفتاحه العتيق ... هو الآن عائد ، ابنه الصغير سيلعب غدا بها 000
3
أحبها منذ الصغر، والأطفال بكل البراءة يعرفون طهارة الحب جيدا ... كبر وكبرت معه ، وبينهما موت وأسلاك شائكة وحاجز مل من حراسه ، وحدود تتزنر بجنود يجيدون اللغة وحروفها ، لكنهم لا يعرفون أصالتها ، يشبهوننا ولا يشبهوننا ، رغم هذا الحصار، ظلت بابتسامتها الرقيقة تناديه : أنا بانتظارك يا حبيبي ، ويدوي صوته من بعيد ، وعينيك سآتي وان طال الزمن .