على رُبى الأحلام عاش يتنفّس الحب والضياء ,
متكئاً على مراتب من سوسنات الدفء والرخاء
ناظراً إلى بديع ترعرُع الأمنيات وازدهار ورود الروح ..
غير مبالٍ بكل ما قد يأتى على أخضره فيحيله هشيماً تذروه الرياح ..
وبجانبه البنفسج يعلن تحدياً وحروباً ضد أحزانهِ المتواتره
مكث فى غيبوبته تلك ما شاء الله له أن يمكث ..
وعند أول هبّةٍ للريح هرع إلى أمنياته وأحلامه وجلاً لينقذها ..
فحال بينهما القدر ثم تولّى ..
فهرول إلى أحلامه النازفة المنطرحة مسرعاً ,
جثا على ركبتيه ونزع ما على صدرها من بقايا الثياب الممزّقة ,
وأخذ يصدمها بأخر ما يمتلك من شحنات الأمل .. فلم تستجب ..
صرخت سوسنات مراتبه ، وأعلن البنسفج استسلامه لسيف الحزن المزروع بأحشائه ..
فانهمرت من مقلتيه الدموع تغلى حسرةً وألماً .. حتى ابيضّت عيناه ,
وخبا نبضه , ودبّ بأوصاله وشراينه الصقيع ، ومات حيّاً ..