أشرعتُ أبواب الدار ، وفتَّحتُ نوافذها ، وأعددتُ لهذا الضيف العزيز موطئا حسنا ، ولكنه لم يزرنا !
يبدو أنني كنت أنتظر الوهم . فلا ضيف ولا طيف !
سألتُ عن العيد براءةَ الأطفال وعيون الأمهات . وساءلت عنه التراب والهواء ، وحاولت التماسه في أوراق الشجر الشاحبة والأزهار الذابلة .. لم أجده !!
أيها العالم : من الذي سرق منا العيد ؟
ما وجدنا العيد في رحْلنا ، ولا في ركابنا ، ولا حَوالَينا .
بتنا نبحث عن اللامكان واللازمان ؛ لأن المكان والزمان أصبحا خطرا .
أين يا إخوتََنا عيدُنا ؟
كانت حروف العيد رموز خير : العين عَمار ، والياء يُمْن ويسار ، والدال دلال .
فغدت حروفه في الشام رموز عُسر ويُتمٍ ودماء ودمار .
أعيرونا من مدادكم الأخضر ما نكتب به حروف العيد من جديد ، فمدادنا الأحمر الغالي نبذله لكتابة التاريخ .
الباحث عن العيد : أحمد عبد الكريم زنبركجي .