تضاريس اللقــاء
علَّمتنــــي جيدا أن أشتــــــــاق
و أحسنــــت تعليمـــي ...
هلاَّ كان درسك التالي عن فرحة اللقــــــاء !!!
علميني كيف يكون الوصول من سفـــر السنين
علميني بأي قافيــــة من القصيد ألقاك
و على أي البحور أقــــرض الســـلام
علميني كيف أصافــــح الأزهـــار خلف خطاك …
علميني كيف أحضـــن رمل الشواطئ
و أستخلص عطر الياسميــــــن
و كيف ألملـــم المطر حباتٍ من أعلى الجبين
علميني كيف أنـــزع عقارب الزمن ليـــــدوم اللقاء …
ليكن درسنا التالي رسما بالألوان
أعطني ورقة من رصيف الصدفة …
و فرشاة من أعمدة الكهرباء …
كسِّري ألوان الأضواء على الأسفلت
بلِّليهـــا فرحةً ...
و دعيني أرســـم أبهى لقاء !!
أرجوك سيدتي ..
تجاوزي دروس الحنين على الفــــراق
مزقي أوراقهــــا من دفـــــاتري …
دعينا نعوضها فراشاتٍ ترفرف على صفحة المساء
وشفقــا زاهيــا يداعب ستائرَ الأحــــلام …
حــــان درس الحســـاب !
ااااه كم أتقــــن العــدَّ و الحساب !!!
من واحد الى الألف بــعدد المحطـــــات
بعدد التــــذاكر و الحقائـــب …
و النظــــراتِ …
و حساب الزمـــن رفيقي .. صديقي !
أدمنتـــــه مع ساعات الإنتظــــار
و السجائـــــر
و مواعيد الحافـــلات …
هي مدرســـة الأشــــواق …
تعلمـــت فيها فنون السفــــر الحافي
و أصولَ الغـــرقِ المبحـــرِ أشرعـــةً بلا مراسي
و فزيولوجيــــةَ القلــب المنحـــوتِ عشقــا
درست سهــــول الحنيــــن و هضـــابَ الذكريات
ورجْــعَ الصــــدى خيباتِ أملٍ في الآفاق
و حفظت اسمَــــك ..
حفظته عن جدارِ قلبٍ !
أستظهـــره كل يوم نشيــدَ الصباح ….
+++++
حميد العمراوي