الصورة للأستاذ قاسم المعموري من العراق
ذاكرة من وحل !
و ينحني الهمس برفق على وجه الأرض خوفا من الإلتصاق بالوحل ،
آمنت بأن الإلتصاق بذاكرة أشد قسوة من أن تلتصق بك ذاكرة ،
تأسف !
أكثرَ من ذي قبل تتأسف عن عدم تَمكُّنك من الوصول ،
أكثر من ذي قبل تبدي التَّغافُل ، فلم تفهم بعد أن الصفر الذي ظل يرافق يسارك طويلا أضاف ليميني عشر ( 10 ) ،
تصور :
اكتشفت أني كنتُ أتحسس في العتمة وجهي و كل ظني أن كفك كفي ،.!
يا ظلي لقد بغتني حضورك و أنت البعيد جدا عني ، إن سُئلتَ عني قل لهم هي التي كَفرَتْ بكل الرِّجال قبل أن تعرفني ، فلو لم تعرفنِ لبقي الكفر بالرّجال و لبقيتُ أنا حلما في خيالها بفارس العرب ، .
حين أزفت لحظة الرحيل لم أتوقع منه المجيء ، ظننتُني مجرد عابرة فنجان ،
فلما مررتُ قرب الكتفِ تسمّرتُ مذهولةً حين تخدَّد وجهه و علمتُ بما آلت إليه حاله و حالي ، فاقتربتُ و ابتعدتُ و أسرعتُ الرحيل فانقطعت أنفاسي ،.
شكوى !
لمن أشكوك و يقيني يقول أن شكواي ظالمة غير رحيمة ،.رَدِّد بدون أيّ تَرَدُّد أن الدنيا لا تمنحنا سوى مزيدا من التساؤلات حول قضية واضحة و محسومة ،.رَدِّد معي أن اللصوص و السّراقين و النهّابين و صعاليك الزمن المر ، هم محض خيال ، ولابد أن نصحو ذات يوم على خرافة الزمن الماضي ، .
عبث !
عبثا حاول أن يستعيد اليوم الذي فقد فيه الإحساس بالوقت ،
و قبل الذهاب بلا عودة التفت إليّ بسرعة كمن يكتشف السر الذي نام طويلا في الأعماق :هل تعلمين أن المِعْضِلة الحقيقية أننا سنعيش نريد و نحن غير قادرين على الرّجوع أبداً .؟
لا بأس ،
إن لم نلتقِ فقد قبلتُ بك كما أنتَ غريباً و وحيداً و عابراً متنزهاً بين الوريد و الوريد
مطلقاً صيحاته المعهودة يحث الخطى على السير فوق ذات التراب ، ولا يدعو مجالاً لأي وجع ألقيه عليه ، لا بأس إن رأيْتُك فجأة عائداً من حضن أخرى فليس الحب يعني أن تنام دوما بأحضاني ، فمن الصعب على المرء أن يرى وجهه يتمثل في الآخر ، و لابد من أن نشرب ماء الماوِيَّة الساخن كي ندرك نواقص المُثَلّج.
أحب فيك المجيء واضحاً و صريحاً مظهراً مرحاً ودوداً ، كما يفعل المرء مع طفلة يريد أن يرتسم على وجهها فرح ،
مأخوذة أنا بك ، كـــــــطفلة تقف أمام هالة عصماء ،